الجمعة 2024-12-13 03:11 م
 

فرص في الأفق!

10:20 ص

في التعليق على المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أنهى أعماله، أمس، على الشاطئ الأردني للبحر الميت، تسمع وتقرأ ملاحظات وتعقيبات لا تختلف عن تلك المتعلقة بالقمم العربية، كما كثير من المؤتمرات المهمة التي تلتئم في العالم العربي تحديداً. ومن ذلك، خصوصاً، أسئلة تتكرر عن 'ماذا بعد؟'، و'ما نفع كل هذا؟'.اضافة اعلان

بالتأكيد، لا تصدر مثل هذه الأسئلة عن المسؤولين أو المنظمين، بل هي لسان حال كثير من المراقبين والمتابعين، وأهم منهم المواطن الذي فقد الأمل في إمكانية تمخض هكذا ملتقيات عن نتائج مفيدة له، وذلك بعد كل ما مر عليه من اجتماعات ومؤتمرات وقمم، لم تحسّن من حياته، وبحيث انتهى البعض إلى قناعة بأن القاعات الكبيرة، وأضواء الكاميرات، والشاشات الضخمة، ليست إلا أدوات لتلميع سياسات ومسؤولين، في خضم تنظير لا يلبث أن يخفت صوته وينتهي تأثيره مع إعلان اختتام الحدث.
في المنتدى الأخير، كان الحديث عن استثمارات بحوالي 20 مليار دولار، وُقعت اتفاقيات بشأنها بحوالي 7 مليارات دولار حتى الآن. والأمل أن توفر هذه الاستثمارات فرص عمل تكفي المجتمع شرور البطالة، من ضمن مطالب أخرى، تؤدي مجتمعة إلى تحسين حياة الناس فعلاً.
التشكيك الشعبي بجدوى هذه المنتديات قائم، بل ويتسع مداه كلما جاء أحدها ورحل، ليعقبه انعقاد آخر، إنما من دون أن يُنفَّذ من وعودها شيء. فأين المشكلة؟
في أروقة المنتدى الاقتصادي العالمي، كما في أي مؤتمر آخر، ثمة فرص موجودة حتماً. لكن مصيرها، بداهة، أن تبقى حبيسة الغرف والشاشات التي أعلنت فيها ومن خلالها؛ أو أن تخرج من الأبواب الواسعة لترى النور.
بلد مثل الأردن، وإن كان بلا نفط مثلاً، إلا أنه مشمس على مدار العام. وهو لذلك جدير بأن يكون منتجاً للطاقة، وحتى مصدراً لها؛ إنْ تكامل العمل لتنفيذ الفكرة. بل إنّ هذه الثروة لن تنضب يوما، بخلاف النفط. كما أنها، من ناحية أخرى، أفضل من كل مصادر الطاقة الأخرى، وأقل مظاهر ذلك أنها لا تربط البلد استراتيجياً بإسرائيل. برغم ذلك، لم تُستثمر الطاقة الشمسية لدينا، حتى يومنا هذا، بشكل لائق!
السياحة أيضاً تملك فرصاً كبيرة للتطور والنمو. إذ ثمة أساس متين متوفر، ليس للحكومات دور في وجوده، وهو الإرث المهم من المواقع السياحية (والدينية)، وبما يقدر بنحو 250 ألف موقع أثري، تجعل الأردن، عن حق، متحفاً مفتوحاً.
لكن بدلا من تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الواعد والمبشر بالخير، تسمع شكاوى بلا حدود من أصحاب الأفكار الاستثمارية، ترتبط أساساً بالمعيقات الحكومية أمام المضي في الاستثمارات، أو إنشائها ابتداء!
النافذة الأخرى، هي فرصتنا السكانية التي صار يتنامى الخوف من أن تمضي من دون قطف نتائجها؛ فنكتشف في غفلة الزمن أن المجتمع الأردني الشاب، والقادر على العطاء والبناء اليوم، صار كهلا!
والاستثمار في المجتمع الشاب يبدأ بالتعليم النوعي. وهو ما لا تظهر، حتى اللحظة، إشارات على الشروع بالسعي إلى تحقيقه؛ فالحلول المطروحة لانتشال التعليم، بكل مستوياته، من مستنقع الفشل، لا تبدو باعثة على التفاؤل والأمل.
بالنتيجة، فإن القدرة على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية، بما يجعل ممكناً استثمار الفرص المتاحة أردنياً، تحتاج إرادة وإدارة، كما عمل فريق يدرك أن المطلوب منه يزيد كثيراً عن الجلوس على كرسي الوزارة، أو أي موقع للمسؤولية. وهذه الروح موجودة عند بعض الوزراء، إنما ليس جميعهم؛ إذ ما يزال فهم هؤلاء لماهية العمل العام، وضمنه استعادة ثقة الناس بالمسؤولين، أقرب إلى القضية الجانبية الثانوية التي لا تستحق منحها ولو جزءا من التفكير!
رغم أن الإحباط متعدد الأسباب، إلا أن تآكل الثقة وفقدان الأمل بكل المؤتمرات والمنتديات، مردهما الأساس ضعف النتائج، لاسيما بالنظر إلى المبالغة في تقديم الوعود التي لا يشعر الناس بنتائجها.
رجاء، لا تدعوا الناس يفقدون الأمل مجددا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة