مهما كان شكل الجدل والاختلاف داخل بعض أوساط العمل السياسي حول إجراءات داخلية أو تسريبات حول مضمون اتفاق إطار لتسوية القضية الفلسطينية، فإنه لا يشكل حالة أردنية جامعة، والأهم أن هذه القضية ليست مدخلاً للانقسام بين الأردنيين من كل الأصول بل على العكس فإن القضية مصدراً للتوافق والاتفاق.
وفي التفاصيل فإن الأردني من أصول شرق أردنية يحمل في داخله قلقاً مشروعاً على هوية دولته، وهذا القلق مصدره الحقيقي هو الاحتلال الصهيوني، ولهذا يقف الأردنيون موقفاً حازماً في رفض التوطين بأشكاله وأسمائه الحركية، ويرفضون فكرة الوطن البديل، ويعادون طرح مشاريع الفدرالية، والكونفدرالية قبل إقامة دولة فلسطينية حقيقية لأنهم يعلمون أن هذه الأفكار حصان طروادة لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وهويته على حساب الدولة الأردنية ولمصلحة الاحتلال.
والفلسطيني سواء كان حاملاً للجنسية الأردنية أو غيرها يعلم أن من حرمه حقوقه وهجره واستولى على أرضه هو الاحتلال الصهيوني.
والفلسطيني بمن فيهم الشركاء حملة الجنسية الأردنية يرفضون ضياع حقوقهم تحت أي عنوان كان، ويعلمون أن التوطين ثمن يقدمه الأردنيون والفلسطينيون للمحتل، والخسارة من هوية الشعبين.
لسنا مختلفين، ورفض التجنيس والتوطين وهدر الحقوق قاسم مشترك بين كل الأردنيين مهما كانت أصولهم، وهنا لا أتحدث عن جدل بعض ( النخب ) !! بل عن الناس، فالأردني والفلسطيني لن يرضى على نفسه أن يمارس فكراً أو فعلاً يخدم المشروع الصهيوني.
قضية الحفاظ على الهوية الأردنية هي قضية الفلسطينيين مهما كانت جنسياتهم السياسية، والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية وحق العودة قضية الأردنيين، وهم الذين دافعوا عنها بدماء شهداء وجرحى الجيش العربي الأردني.
لسنا مختلفين بل متفقين تماماً، والناس من أصول شرق أردنية أو من غرب النهر ليست معنية بحل لمشاكل إسرائيل، بل بحل يحقق للفلسطيني حقوقه وللأردني حفاظاً على حقوقه وهويته.
الأردني الذي يحرص على هوية وطنه في ذات مرتبة الصدق مع الفلسطيني فالعدو واحد، والحقوق عند المحتل، فلسنا في معسكرين أحدهما يريد التنازل وآخر يرفضه، فكلنا في خندق الغيرة والحرص.
أما مؤسسة الحكم ومن خلفها المؤسسات السيادية والمفصلية فهي عنوان الموقف الثابت، فعقيدة الدولة الأردنية تقوم على الحفاظ على هوية الدولة ومصالحها، وأيضاً دعم الحق الفلسطيني واعتباره مصلحة أردنية عليا.
لسنا مختلفين، والتمسك بهوية الدولة والحفاظ على الحق الفلسطيني ثوابت تجمعنا جميعاً مواطنين أردنيين وفلسطينيين أياً كانت جنسياتهم السياسية، ومن أمامنا الدولة وعلى رأسها مؤسسة الحكم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو