مارادونا : بعض اللاعبين خذلوني .. وسأعود لتدريب الأرجنتين

الوكيل - قبل نحو أكثر من عام كانت «الرأي» على موعد مع مقابلة حصرية مع الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا، كانت هي الأولى -آنذاك- على المستوى العربي مع من يوصف بأنه أفضل من لمس كرة القدم في العالم.اضافة اعلان


في دبي، وتحديداً في مقر اقامته بجزيرة النخلة، حيث يعمل مارادونا سفيراً لمجلس دبي الرياضي، امتد الحوار أكثر من ساعتين ونصف الساعة، وتحدث الأسطورة عن مسيرته الرياضية كلاعب وكمدرب، ورد بصراحة على مجمل الأسئلة لتعرض «الرأي» المقابلة عبر ثلاث حلقات .. ولكن هناك بعض الجوانب التي تضمنها الحوار، وبمعنى آخر كانت خارج نص الأسئلة تشكل رصيداً شيقاً للقراء .. فماذا كانت أبرز الأحداث .. وخلف الكواليس من المقابلة التي شكلت عند نشرها الصدى الكبير؟.

قبل اجراء الحوار أكد مارادونا انه لا يتحفظ على أي سؤال وانه مستعد للاجابة على كل ما نطرحه من اسئلة لكن كان حريصاً على ان لا تزيد مدة الحوار عن ربع ساعة لارتباطه بفحوصات طبية للركبة اليمنى .. وبعدما تقرر تغيير ترتيب الأسئلة والبدء بالحديث عن بيليه والآلية التي تدار بها كرة القدم الارجنتينية وتحديداً عن خصمه جروندونا رئيس الاتحاد .. وعن خصمه الآخر كارلوس بيلاردو المدير الفني للاتحاد .. أسهب مارادونا بالحديث ولم يعد يهتم للوقت ما جعل الحوار يمتد لأكثر من ساعتين ونصف الساعة.

عندما تم التطرق الى مشواره التدريبي القصير مع المنتخب الأرجنتيني والخسارة القاسية بالمونديال الأخير أمام المانيا برباعية نظيفة، بدا التأثر واضحاً على ملامح وجه مارادونا .. وعلى نبرة الصوت، وتحدث بدبلوماسية بعدما أكد ان جميع اللاعبين لعبوا بروح عالية ومسؤولية لكن الحظ لم يشفع المنتخب.

فجاة يعلنها الاسطورة : قد يكون هناك بعض اللاعبين في التشكيلة خذلوني .. فهم لم يقدموا الأداء المنتظر منهم أمام المانيا، ولم يلتزموا بالتعليمات والواجبات. ويؤكد أن ذلك لا يعني أنهم «تخلوا عن المسؤولية»!.

عند الانتقال الى محور آخر من الحديث، كان يعود تلقائياًَ لاستعراض بعض ما حدث في المباراة أمام ألمانيا «لا أعرف ماذا حدث مع بعض اللاعبين ولماذا ظهروا بهذا الاداء» ويتدارك بعفوية «لا أعني ميسي فهو بذل كل جهد ممكن وتحلى بالمسؤولية ولا زالت أتذكر دموعه التي انهمرت في غرفة الملابس عقب انتهاء المباراة».

نتكلم عن محور آخر ويعود مارادونا مجدداً للحديث عن المونديال الأخير «قد يكون هناك بعض اللاعبين افتقدوا الحافز وتحديداً في مباراتنا امام ألمانيا». ومن ثم يعقد مقارنة مع منتخب الذهب بمونديال 1986 «كنا متحفزين حتى من دون مدرب .. ونشعر بالمسؤولية تجاه جماهيرنا وشعبنا .. وفي غرفة الملابس نتعاهد على اللعب بروح الفريق الواحد لتحقيق هدف التتويج وهذا ما تحقق».

.. ويضيف بوصفه لانجاز مونديال 1986 : لم يكن هناك التأثير الكبير للمدرب كارلوس بيلاردو .. نحن اللاعبون كنا نضع التكتيك .. ونتصرف وفقاً لمجريات المباراة .. ولحسن حظه كان هو المدرب الذي سجل في مسيرته ذلك الانجاز.

لم يكن من الصعوبة وخلال سير مجريات الحوار ملاحظة مدى التأثر الكبير على الأسطورة لقرار مغادرته منصب المدير الفني للمنتخب بعد المونديال «جروندونا كذب علي .. وبيلاردو خذلني بل ووجه لي طعنة في الظهر .. ورغم ذلك فأنا على قناعة بأنهما ذاهبان لا محالة .. وأنا سأبقى مستنداً الى محبة الجماهير».

في الاجابة على السؤال الخاص بمدى عودته الى ميدان التدريب اشار الى أنه يشعر بالارتياح بالدور الذي يقوم به بـ دبي وحرصه على المساهمة بتطوير اللعبة في الامارات. وبعد الانتقال الى سؤال آخر تحدث بنبرة واثقة، خارج نص الاجابة «سأعود الى تدريب المنتخب الأرجنتيني .. فأنا لم أخسر يوماً تحدياً، ولهذا سأعود مهما طال الغياب لمنصب الادارة الفنية لمنتخب بلادي».

وعن السؤال الأهم حول مقارنته بميسي، كانت الاجابة أن ذلك يسعده خصوصاً وان المقارنة مع مواطنه أبعدت بيليه عن شاشة العرض. وكالعادة بعدما كنا نوجه له سؤالاً جديداً يعود للحديث عن ميسي «ميسي هو الأفضل حالياً في العالم .. لكنه أصبح يركز أكثر على تسجيل الأهداف».

وعن الكرة زمان .. واليوم، فإنه يشير الى التطور الذي عرفته في التخطيط والتكتيك .. ورغم ذلك كان يؤكد أن كرة القدم في السابق، وتحديداً، أيامه، كانت تعتمد في الاساس على المتعة، وكانت تجذب الجماهير بصورة أكبر .. وكان يلمح الى المبالغ الكبيرة التي تدفع الى اللاعبين، التعاقدات، وأن ذلك ساهم بتحويل الاهتمام أكثر على الجوانب المالية ما أنعكس سلباً على جمالية اللعبة.

وفي المحور الخاص في الكرة العربية بدا الاسطورة دبلوماسياً ايضاً عندما اشار الى انها تشهد التطور، لكن شدد بين السطور وبمعنى آخر ألمح الى أنها تحتاج الى الادارات المحترفة والى التخطيط طويل المدى والى الاعتناء اكثر بالواعدين.

الراي