الأربعاء 2024-12-11 01:56 م
 

من الفائز مرسي ام شفيق ؟!

02:00 م

د حسين الخزاعي - تتجه الانظار اليوم إلى مصر – ام الدنيا - ويترقب الباحثون والمهتمون والمتابعون اعلان نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية حيث من المقرر ان يعقد رئيس لجنة الانتخابات المستشار فاروق سلطان مؤتمر صحفي الساعة الثالثة من بعد الظهر يعلن نتيجة الانتخابات ويحدد من هو رئيس مصر القادم ، هل هو الدكتور محمد مرسي ام الفريق احمد شفيق ؟.

اضافة اعلان


لا اريد ان اخوض في تفاصيل مجريات العملية الانتخابية وتفاصيلها ، وبالرغم من الاشاعات والدعايات وكثرة الاقاويل والمؤتمرات الصحفية والتصريحات من قبل حملات المرشحين المتنافسين ، وهذه ثمرة من ثمار الديموقراطية اذ اننا نشهد في اعرق الديموقراطيات ان الانتخابات يتخللها كولسات ودهاليز وحملات انتخابية في محاولة للاحتفاظ بالمؤيدين والمؤازرين وكسب المزيد من الذين لم يقرروا مصير تصويتهم او كسب حيادتهم او محاولة استمالتهم للتصويت لمرشهم وفي مرحلة لاحقة تخفيف حدة وتعصب المعارضين لهم . هذا ما جرى على ارض الواقع في الانتخابات الرئاسية المصرية منذ بدء العملية الانتخابية والتي استمرت يومين حتى نهاية الاقتراع وما بعد الاقتراع من فحص للطعون المقدمة من كل من المرشحين المتنافسين - مرسي وشفيق- على نتائج بعض اللجان الانتخابية ، وهذا حق مشروع للمتنافسين وقواعدهم الانتخابية للوصول الى الحقيقة .


الباحث والمتابع لمجريات العملية الانتخابية الرئاسية يرصد الخطأ الفادح والكبير الذي وقع محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين عندما اعلن فجر الاثنين فوزه قبل ان تبدأ عملية فرز النتائج من قبل اللجان الانتخابية ، فكان مطلوب منه ان ينتظر نتائج الاقتراع وما ستسفر عنه العملية الانتخابية وان يثق في العملية الانتخابية ونتائجها بما انه قرر خوض الانتخابات ، وابعاد الشكوك في التزوير وخاصة ان القضاء المصري مشهود له بالنزاهة والعدالة ، وكان على المرشح – مرسي – ان لا ينسى انه يمثل الاخوان المسلمين وعليه ان لا يقدم على هذا السلوك الاستفزازي للمنافس الاخر والمحسوبين عليه من مؤازرين ومقترعين وحملات انتخابية ولجان شعبية . وايضا سلوك مرسي اظهر الاخوان المسلمين كانهم باحثين عن مناصب ومكاسب وقناصي فرص للهيمنة على السلطة ، وهذا ما اضعف صورتهم في الشارع العربي من المحيط الى الخليج وحذر الساسة والاحزاب والقادة من مخططات الاخوان المسلمين في بلدانهم للاستيلاء على السلطة وجني ثمار الثورات العربية بغض النظر عن النتائج حتى لو دخل الأخوان في مواجهة مع المجلس العسكري ، وبرغم ان مرسي نفى وجود مخطط للمواجهه والعنف مع الجيش الا ان تحذيراته المتكرره من العبث بنتيجة الانتخابات كان دلالة واضحة على ان المطلوب من المجلس العسكري ان تكون النتيجة لصالح مرشح الاخوان المسلمين او اغضاب الجماهير الغفيرة الموجودة في ميدان التحرير والتي تم اقناعها بان الفائز هو - مرسي – وان اي نتيجة اخرى تعنى حدوث تزوير في الانتخابات ، ولا ادري كيف سيستطيع – مرسي – وحزبه السيطرة على الموقف والجموع الغاضبه في حال عدم فوزه في الانتخابات؟! ، وهل يحق لحزب الحرية والعدالة او مرسي اقصاء الآخر وعدم الاعتراف بوجوده وخاصة انه منافس ليس سهل لهم في الانتخابات والاشارات التي تتعلق في نتائج الانتخابات تشير الى تقدم المنافس شفيق في بعض المناطق باكثر من ربع مليون ، اليس هذا الاقصاء وعدم احترام المنافس وقواعده الانتخابية وخاصة انهم من ابناء مصر العروبة امر مرفوض وغير مبرر ويدعو للعنف والمواجهة.


بعد هذه الدربكة والاخطاء والتحشيد والتجييش التي وقع بها الاخوان المسلمين وبعد صمت دام خمسة ايام من الاثنين وحتى ظهر الجمعه خرج المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان واضح منطقي واقعي ويدعو لاحترام القضاء وسيادة القانون هى أساس الحكم في الدولة، وأنه يقف على مسافة واحدة من كافة القوى والاحزاب السياسية ، وشدد على الجميع باحترام مبادي الشرعية ، والمجلس العسكري سيواجه اية محاولات للأضرار بالمصالح العامة والخاصة بمنتهى الحزم والقوة بمعرفة اجهزة وقوات الشرطة والقوات المسلحة في اطار القانون ، وطلب المجلس بضرورة احترام القضاء والاحكام التى تصدر منه مناشدا الجميع بالحفاظ على أمن واستقرار مصر


ويعد،،، عصر اليوم يسدل الستار عن مارثون جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية ، ونعرف من الفائز ، ولنكن اكثر دقة لا يهمنا من الفائز بقدر ما نحرص على استقرار وامن وسلامة مصر والمواطن المصري ونجاح المسيرة الديموقراطية في مصر العروبة والكرامة والشهامة ، ولنتذكر مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، ومصر تبني خطواتها بهدوء لتعبر وتحافظ على مكتسبات الثورة ، والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا التحشيد والتجييش للوقوف مع المرشحي الاخواني( مرسي ) وفي حال اخفاق هذا المرشح بعد الانتهاء من تدقيق الطعون وفوز المنافس الفريق احمد شفيق في الانتخابات الرئاسية وهذا توقع مشروع لمن يقدم على الترشيح للانتخابات ، وتوقع مشروع للباحث الذي لا يتاثر بصخب الخطابات والمؤاتمرات الصحفية ، فكل التوقعات والاحتمالات مشروعه لحين اعلان النتائج ، نكرر السؤال ماذا ستكون النتائج في حال فوز المنافس احمد شفيق وهذا احتمال وارد ؟! هل ستدخل مصر في اتون حرب اهليه !! واذا دخلت في حرب اهلية من يتحمل ما ستنجم عنه الاشتباكات من سقوط جرحى وقتلى وتخريب ممتلكات ؟! وهل سسييقى المتظاهرين في ميدان التحرير الى اجل غير مسمى؟! .


مسك الكلام ،،، نتمنى ان يتغلب صوت العقل والحكمة، وتقبل الجميع نتائج الانتخابات بواقعية فالمرشحين مصريين, والوضع في مصر يحتاج لحكمة والنظر بموضوعية والتصرف بعقلانية، فالمرحلة الحالية حرجة ويجب أن تجتازها بدون انفعالات أو أعمال من شأنها الاضرار بالأمن القومي المصري والسلام الاجتماعي ، والحرص على عدم الاضرار بسمعة مصر وامن مصر والمواطن المصري .

اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع
[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة