حضرتُ مؤتمرًا علميًّا في مدينة (دِرِسْدِن) عاصمة ولاية ساكسونيا بالجمهورية الألمانية الاتحادية في شهر رمضان المنصرم، ولم تكن هذه زيارتي الأولى لألمانيا، لكنها الأولى لولاية ساكسونيا الاتحادية الواقعة في شرق ألمانيا.اضافة اعلان
درسدن عاصمة هادئة، تعيش الصمت الألماني الملحوظ في كل أنحاء ألمانيا، وكأنّ الشعب الألماني يعيش على حالة (الصامت)، فالهدوء سمة في هذا البلد، وربما يعتبر لأمثالنا ممّن يعيشون حالة الصخب والصراخ وأبواق السيارات صمتًا قاتلا يفقدك الشعور بأنك من الأحياء.
في الحرب العالمية الثانية افتقد الألمان هذا الهدوء وتلك السكينة، فقد قامت قوات التحالف بقصف المدن الألمانية ودمَّرت كثيرًا من معالمها وأبنيتها وكتدرائياتها، وكان قصفا لا يعرف الشفقة ولا الرحمة، هذه هي لغة الحرب، دمار وقتل للأبرياء، وقد ذاقت مدينة درسدن من أهوال هذه الحرب الشرسة، حيث ذهب 25000 ألف قتيل نتيجة قصف الحلفاء، ولا يزال الإعمار وترميم آثار العدوان في هذه المدينة قائما حتى هذه اللحظة.
الماء، والخضرة، والوجه الحَسَن، هو ما تشاهده في أغلب المدن الألمانية، ودرسدن لم تخرج عن هذه القاعدة، فجمال الطبيعة أخاّذ ويسلب الألباب، وكأنك تعيش في جنة سماوية هبطت على الأرض. وعلى الرغم من انتشار حركة (بيغيدا) اليمِينِيّة المتطرفة والمعادية للمسلمين في درسدن إلا أنك ستلمس روح التسامح والتعاطف من معظم أبنائها على الرغم من وجود أنباء عن حوادث عنصرية بين وقت وآخر، وعلى سبيل المثال ما قام به أحد المتعصبين بدافع الكراهية للأجانب من إلقاء قنبلة بدائية الصنع على مسجد الفاتح في مدينة درسدن في 26/ 9/2016م، ولم يصب أحد بالهجوم ولله الحمد. ولأن العدالة أخذت مجراها، حكم على هذا الشخص الذي اعتذر عن فعلته -التي لا تنسجم مع الأخلاق والقيم الألمانية- بالسجن عشر سنوات تقريبا في 31/8/2018م.
في درسدن أماكن تستحق الزيارة مثل: المتحف، ودار الأوبرا، والجسر الأزرق المتربع على نهر الإلبه، وكتدرائية درسدن، وغيرها، أما أغرب المعالم في هذه المدينة فهو مصنع السجائر الذي توقف عن العمل، نعم إنه مصنعٌ للسجائر على هيئة جامع ذي قبة ومئذنة، تعلوه كلمات كتبت باللغة التركية (وصورته متوفرة على الشبكة العنكبوتية)، ولهذا المصنع قصة جميلة، حيث يُحكى أن ثريًّا ألمانيا من أبناء المدينة أحبّ فتاة تركية، وقد بنى لها هذا القصر على هيئة مسجد ترغيبًا لها كي تقبل الزواج منه، إنه الحبّ، وما أدراك ما تفعل ناره بقلوب المحبين، لكن بمرور الأعوام انتهى الحال بهذا القصر أن صار مصنعا للسجائر، ثم توقف عن العمل.
ومع العدالة في ساكسونيا مرة أخرى، لكن في القرن الخامس عشر للميلاد، حيث كانت هذه الولاية مقسومة إلى طبقتين: طبقة النبلاء والأشراف، وطبقة الفقراء والكادحين، ولا شك أن النبلاء يرون أنفسهم فوق الجميع، وأنهم لا يشبهون الفقراء في شيء، لكنْ حسّ العدالة المرهف لديهم جعلهم يضعون قانونا تسري أحكامه على الجميع دون تمييز إلا في طريقة تنفيذ العقوبة فقط. فإذا كان القاتل من عامة الشعب قُتِل، وإن استحق الجلد جُلد، أو السَّجن سُجن. أما إن كان القاتل من النبلاء، حُكم عليه بالقتل، وجيء به أمام الحشود إلى ساحة الإعدام، وقام الجلاد بتنفيذ العقوبة بأن يضرب عنق (ظلّه). وإن كان محكوما عليه بالجلد، قام الجلاّد بضرب (ظله) العدد المطلوب. وإنْ حكم عليه بالسجن، فإنه يدخل السّجن بالفعل، لكنه يخرج مباشرة من باب آخر صنع للنبلاء، آهٍ وألف آهٍ من قانون ساكسونيا سيّء الصيت والسّمعة.
درسدن عاصمة هادئة، تعيش الصمت الألماني الملحوظ في كل أنحاء ألمانيا، وكأنّ الشعب الألماني يعيش على حالة (الصامت)، فالهدوء سمة في هذا البلد، وربما يعتبر لأمثالنا ممّن يعيشون حالة الصخب والصراخ وأبواق السيارات صمتًا قاتلا يفقدك الشعور بأنك من الأحياء.
في الحرب العالمية الثانية افتقد الألمان هذا الهدوء وتلك السكينة، فقد قامت قوات التحالف بقصف المدن الألمانية ودمَّرت كثيرًا من معالمها وأبنيتها وكتدرائياتها، وكان قصفا لا يعرف الشفقة ولا الرحمة، هذه هي لغة الحرب، دمار وقتل للأبرياء، وقد ذاقت مدينة درسدن من أهوال هذه الحرب الشرسة، حيث ذهب 25000 ألف قتيل نتيجة قصف الحلفاء، ولا يزال الإعمار وترميم آثار العدوان في هذه المدينة قائما حتى هذه اللحظة.
الماء، والخضرة، والوجه الحَسَن، هو ما تشاهده في أغلب المدن الألمانية، ودرسدن لم تخرج عن هذه القاعدة، فجمال الطبيعة أخاّذ ويسلب الألباب، وكأنك تعيش في جنة سماوية هبطت على الأرض. وعلى الرغم من انتشار حركة (بيغيدا) اليمِينِيّة المتطرفة والمعادية للمسلمين في درسدن إلا أنك ستلمس روح التسامح والتعاطف من معظم أبنائها على الرغم من وجود أنباء عن حوادث عنصرية بين وقت وآخر، وعلى سبيل المثال ما قام به أحد المتعصبين بدافع الكراهية للأجانب من إلقاء قنبلة بدائية الصنع على مسجد الفاتح في مدينة درسدن في 26/ 9/2016م، ولم يصب أحد بالهجوم ولله الحمد. ولأن العدالة أخذت مجراها، حكم على هذا الشخص الذي اعتذر عن فعلته -التي لا تنسجم مع الأخلاق والقيم الألمانية- بالسجن عشر سنوات تقريبا في 31/8/2018م.
في درسدن أماكن تستحق الزيارة مثل: المتحف، ودار الأوبرا، والجسر الأزرق المتربع على نهر الإلبه، وكتدرائية درسدن، وغيرها، أما أغرب المعالم في هذه المدينة فهو مصنع السجائر الذي توقف عن العمل، نعم إنه مصنعٌ للسجائر على هيئة جامع ذي قبة ومئذنة، تعلوه كلمات كتبت باللغة التركية (وصورته متوفرة على الشبكة العنكبوتية)، ولهذا المصنع قصة جميلة، حيث يُحكى أن ثريًّا ألمانيا من أبناء المدينة أحبّ فتاة تركية، وقد بنى لها هذا القصر على هيئة مسجد ترغيبًا لها كي تقبل الزواج منه، إنه الحبّ، وما أدراك ما تفعل ناره بقلوب المحبين، لكن بمرور الأعوام انتهى الحال بهذا القصر أن صار مصنعا للسجائر، ثم توقف عن العمل.
ومع العدالة في ساكسونيا مرة أخرى، لكن في القرن الخامس عشر للميلاد، حيث كانت هذه الولاية مقسومة إلى طبقتين: طبقة النبلاء والأشراف، وطبقة الفقراء والكادحين، ولا شك أن النبلاء يرون أنفسهم فوق الجميع، وأنهم لا يشبهون الفقراء في شيء، لكنْ حسّ العدالة المرهف لديهم جعلهم يضعون قانونا تسري أحكامه على الجميع دون تمييز إلا في طريقة تنفيذ العقوبة فقط. فإذا كان القاتل من عامة الشعب قُتِل، وإن استحق الجلد جُلد، أو السَّجن سُجن. أما إن كان القاتل من النبلاء، حُكم عليه بالقتل، وجيء به أمام الحشود إلى ساحة الإعدام، وقام الجلاد بتنفيذ العقوبة بأن يضرب عنق (ظلّه). وإن كان محكوما عليه بالجلد، قام الجلاّد بضرب (ظله) العدد المطلوب. وإنْ حكم عليه بالسجن، فإنه يدخل السّجن بالفعل، لكنه يخرج مباشرة من باب آخر صنع للنبلاء، آهٍ وألف آهٍ من قانون ساكسونيا سيّء الصيت والسّمعة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو