الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

مرحبا أيّها الفشَل



ربما كنتُ بعكس معظم الكائنات التي  « تنبطح»  تحت التلفزيون لمشاهدة مباريات كرة القدم وبخاصة العالمية، وتحديدا الدوري الاسباني او الانجليزي او الألماني او الأيطالي او الفرنسي او الهولندي، وما يتيسّر من المباريات، أهتم بسلوك اللاعبين وثقافة  المدربين وكذلك الجمهور.اضافة اعلان


أنا  « أتثقف»  من المباريات، وقد يبدو هذا غريبا لمن لا يفكر الا بفوز فريقه المفضّل، وهي واحدة من أسباب الفرجة ، أتأمّل سلوك الفريق الخاسر، وسلوك المدرّب الذي  يفشل  في تحقيق النتائج المرجوّة لفريقه، فيغادر منصبه وبكل هدوء ولا ينشغل بالتبريرات او ينهال ـ نعم، ينهال، بذكر مساوىء ادارة النادي، ولا يضع اللوم في فشله على اللاعبين، بل يكتفي بالقول، إنه « لم « يوفّق»، ومن الطبيعي أن ينجح سواه.
هذا سلوك حضاري، نحن بأمسّ الحاجة لتعلّمه، بل وزرعه في وجدان أبنائنا.
لا أحد يستطيع النجاح دائما..

ولا أحد يملك « العصا السحرية» لكل المشاكل، وبالتأكيد، غبيّ من يعتقد أنه يملك مفاتيح كل الغُرَف.
قد أصلح لكتابة القصيدة وأفشل في كتابة الرواية، وقد يحدث العكس، سواء معي او مع غيري، وأتحدّى ان يكون الواحد منكم  عبقريا في كل مناحي الحياة، لا بد من نجاح  ولا بد من إخفاق او فشل في مكان آخر.
نحن لا نحب كلمة فشل، ربما اذا كنا  ذكورا، فهذا يُفقدنا شيئا من الرجولة، باعتبار أن الأخ «عنتر» زمانه ، ولهذا نوغل في الفشل وننتقل من فشل الى فشل ومن إخفاق الى آخر وهكذا ندمّر ما بين أيدينا، فقط، كي لا يقولوا أن فلانا « فاشل» .
يا سيدي، أخفَق ولا أدري ما هو اسم الفاعل من الفعل الثلاثي لـ «أخفَق» ، هل هو «مُخفق»  أم  «خافق»  أم   «خفّاق»/  البيض.

بالمناسبة، مرّة، وهي المرّة «اليتيمة» التي فزتُ بجائزة من التلفزيون الاردني، وكان من ضمنها «خلاّط» ، وحين ذهبتُ لاستلام الجائزة من  «المستودع» ،وقعت مشكلة  «لغوية»  مع الموظف، هل المقصود بـ «الخلاّط» ، «خفّاق  البيض»، أم «خلاّط « آخر.

وبعد ما  «قزّزني»  الرجل، كدتُ  «أضحّي»  بالجائزة، لولا انني تذكرتُ انتظار «المدام»  للجائزة التي كان من أهم عناصرها  «مكنسة كهربائية»، وكانت الدعاية الشهيرة قبل 15 سنة لهذا النوع من المكانس الكهربائية تقول: عملوها عشانك انتِ» .
الخُلاصة، ليس عيبا ان تعترف بفشلك، بل العيب كل العيب، ان تستمر فيه، وتتعامل مع الموضوع على سياسة النعامة..» اللي بتغطّي راسها و وبتكشّف كذا وكذا « !.