الأحد 2025-01-19 01:43 ص
 

أوباما-بايدن وخطة السرطان

10:02 ص



لعل التاريخ يكتب في يوم ما أن أهم ما أنجزه الرئيس الأميركي الرابع والأربعون، هو خطة الأمل في القضاء على مرض السرطان، والتي أعلن عنها الرئيس أوباما في خطاب 'حالة الاتحاد' الأخير. ومن دون شك، فإن هذه الخطة هي الأهم في هذا الخطاب. وبالطبع، فإن هذا الإعلان قد يكون الأهم في تاريخ حماية الحياة البشرية على الأرض منذ عقود، وأهم من الحرب على الإرهاب، وأنبل من سباق النفوذ بين القوى العظمى.اضافة اعلان


بدأت جهود أوباما في دعم التخلص من مرض السرطان قبل سبع سنوات، منذ الخطاب الأول المشترك في الكونغرس، والذي تبعه تخصيص موازنات ضخمة لبحوث السرطان.

والأسبوع الماضي، كلف الرئيس الأميركي نائبه جو بايدن بقيادة هذا المشروع العلمي الصحي الكبير، بعد أن فقد بايدن العام الماضي ابنه بسرطان الدماغ في عمر 46 سنة. وكان بايدن أعلن سابقا أنه لن يترشح لسباق الرئاسة القادم، ليتفرغ لجهود مكافحة هذا المرض. وخلال الأعوام الأربعة الماضية، حدثت اختراقات مهمة في العلاج، أهم مما تحقق خلال أربعة عقود. وهذه الاختراقات قد تحدث ثورة في علاج السرطان خلال السنوات القليلة المقبلة.

خطة أوباما-بايدن التي أطلق عليها اسم 'Moon Shot 2020'، وتضم ائتلافا واسعا من المؤسسات الطبية والمراكز البحثية وشركات أدوية كبرى، تطور تجارب على 20 نوعا من الأورام، وتُجرى هذه التجارب على نحو 20 ألف مريض. ومن المؤمل أن ترصد الإدارة الأميركية ملياري دولار لبحوث السرطان، وهذا ما لم يكن متوفرا حينما أعلن الرئيس نيكسون لأول مرة الحرب على السرطان في العام 1971.

البحوث العلمية خلال السنوات الأربع المقبلة قد تحدث الفرق. وربما الملايين من النساء والرجال الذين يعانون في هذه اللحظات لن يستفيدوا من هذه الإنجازات المتوقعة، لكنها حتما ستغير حياة مئات الملايين من البشر.

ما يزال السرطان هو السبب الثاني للموت في الولايات المتحدة، وفي الكثير من دول العالم. وفيما حققت البحوث نتائج معقولة في إنقاذ حياة الملايين، إلا أنها اليوم تتعثر في إنقاذ حياة ملايين أكثر. وواحد من التحديات التي تحول دون إنقاذ حياتهم هو ارتفاع كلف العلاج لبعض الأورام وفي بعض مراحل المرض؛ وبحيث لا يكون العلاج متاحا لأغلب الناس؛ وحتى بايدن نفسه عانى من ارتفاع كلف العلاج في رحلة علاج ابنه وحاول أن يعرض بيته للبيع.

يعد السرطان اليوم واحدا من بين ثلاثة أسباب رئيسة للموت. فهناك نحو 8 ملايين حالة وفاة سنويا يسببها هذا المرض، بنسبة 13 % من حالات الوفاة سنويا. وعلى الرغم من التقدم المذهل في بحوث السرطان خلال السنوات العشرين الأخيرة، إلا أن سرعة انتشار المرض أكبر حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تتوقع أن يرتفع معدل الإصابة بالسرطان خلال العقدين المقبلين نحو 70 % إذا ما استمرت الظروف نفسها، نتيجة انتشار الأسباب التي تؤدي للإصابة، وهي أسباب سلوكية وبيئية وغذائية في الأغلب.

هل تفعلها البشرية، وتقهر هذا العدو؟! فقد فعلتها مرات خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حينما قهرت عشرات الأنواع من الأمراض؛ من الإنفلونزا الأولى التي حصدت أرواح الملايين في مطلع القرن الماضي إلى الكوليرا والسل والإنفلونزا الجديدة وإيبولا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة