اطلاق الصاروخ الفضائي انتاريس الى مدار الارض بنجاح

الوكيل - نجحت شركة 'اوربيتال ساينس كوربوريشن'، احدى شركتين خاصتين مع 'سبيس اكس' اختارتهما وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) للقيام بعمليات شحن الى محطة الفضاء الدولية، في اطلاق اول صاروخ من طراز 'انتاريس' الى مدار الارض في رحلة تجريبية تفتح المجال أمام رحلات لاحقة نحو محطة الفضاء الدولية.اضافة اعلان


وانطلق الصاروخ عند الساعة 21,00 ت.غ. من يوم الاحد من قاعدة والوبس الفضائية الواقعة على جزيرة قبالة شواطئ فرجينيا (270 كيلومترا شرق واشنطن).

وكان مقررا ان ينطلق انتاريس الذي يرتفع بطول 40 مترا وقطره 3,9 امتار، يوم الاربعاء ، لكن العملية الغيت قبل 12 دقيقة بسبب خلل فني بسيط، ثم الغيت محاولة ثانية كانت مقررة السبت بسبب سوء الاحوال الجوية.

وهذه الرحلة تجريبية تهدف الى اختبار امكانية ايصال مركبة شحن حمولتها 3,8 اطنان الى مدار الارض على ارتفاع 257 كيلومترا.

وفي الرحلات اللاحقة المقررة الى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع نحو 400 كيلومتر عن سطح الارض، سيحمل الصاروخ انتاريس مركبة الشحن 'سيغنس'، لكنه في هذه الرحلة التجريبية حمل على متنه مركبة مماثلة تبلغ حمولتها 3,9 طن، وضعها في مدار يرتفع 256 كيلومترا عن سطح الارض، وذلك بعد عشر دقائق من الاقلاع.

وقال ديفيد تومسون المدير التنفيذي لشركة اوربيتال ساينسز في بيان 'مع نجاح هذه الرحلة التجريبية، سنبدأ الان الاستعدادات لارسال رحلة لايصال المركبة +سيغنس+ الى محطة الفضاء الدولية خلال شهرين فقط'.
من جهة أخرى، هنأ مدير وكالة الفضاء الاميركية تشارلز بولدن شركة اوربيال ساينسز ووكالته على هذا النجاح.
وقال 'اضافة الى ما يشكله هذا النجاح من مؤشر جديد على تقدم سياساتنا في استكشاف الفضاء، فهو دشن ايضا هذا المركز الفضائي القادر على اطلاق مركبات الى محطة الفضاء الدولية، متيحا المزيد من الفرص للشركات التجارية والوكالات الحكومية'.

وبدأت وكالة ناسا بالاعتماد على شركات خاصة لتخفيض نفقاتها في الرحلات المدارية ولاسيما الى المحطة الدولية التي يقيم فيها بشكل دائم فريقان كل منهما من ثلاثة رواد فضاء، يتبدلون كل ثلاثة او ستة اشهر.
وبموجب عقد قيمته 1,9 مليار دولار ابرم مع الناسا، على 'اوربيتال ساينس كوربورشن' ان تنقل ما لا يقل عن عشرين طنا الى محطة الفضاء الدولية موزعة على ثماني رحلات حتى مطلع العام 2016، علما ان حمولة المركبة سيغنس لا تقل عن طنين اثنين.
لكن خلافا للكبسولة دراغون، فإن الكبسولة سيغنس غير معدة للعودة الى الارض، بل هي تتفكك في الغلاف الجوري للارض بعد انتهاء مهمتها.

لكن في المقابل، يمكن الابقاء على سيغنس في مدار الارض لمدة عام كامل تستخدم فيه المركبة كمخزن مداري للتجهيزات العلمية، وذلك بعد انتهاء مهمتها في ايصال المؤن والمواد الى المحطة الدولية.

وتتعاون الناسا ايضا مع شركة سبيس اكس، ومقرها في هاوثورن في كاليفورنيا. وقد أسسها الملياردير ايلون ماسك وهي الشركة الخاصة الوحيدة حتى الان التي ارسلت مركبة فضائية الى محطة الفضاء الدولية والتحمت بها. وقد ارسلت دراغون الى المحطة للمرة الاولى في ايار/مايو 2012.


وتطلق 'سبيس اكس' مركبتها دراغون القادرة على العودة الى الارض، بواسطة الصاروخ 'فالكون 9' من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا.

وقد اجرت حتى الان ثلاث مهمات الى المحطة قامت في اثنتين منهما بنقل حمولات اليها في اطار عقد قيمته 1,6 مليار دولار مع الناسا. وينبغي على 'سبيس اكس' القيام بعشر مهمات شحن الى المحطة بحلول العام 2015.

وقد اختارت الناسا كل من 'سبيس اكس' و'بوينغ' و'سييرا نيفادا' لتطوير مركبة خاصة لنقل الافراد الى المحطة والى وجهات مدارية اخرى.

وتعتمد الولايات المتحدة راهنا على مركبات سويوز الروسية لنقل روادها الى المحطة في مقابل 63 مليون دولار لكل رائد.

وفي عمليات الشحن تعتمد الناسا ايضا على المركبات الالية الاوروبية 'ايه تي في' واليابانية 'اتش تي في' والروسية 'بروغريس'. الا ان هذه المركبات تتحطم بعد مهمتها بعد دخولها الغلاف الجوي للارض.

اما اوربيتال ساينس، فهي توفر خدمات اطلاق المركبات والاقمار الاصطناعية لحساب وكالة الفضاء الاميركية ووزارة الدفاع الاميركية منذ تأسيسها في العام 1982. ويعمل فيها 3600 موظف، ويبلغ رقم اعمالها السنوي 1,6 مليار دولار.
واقيمت قاعدة والوبس الفضائية في العام 1945 وتستخدمها الناسا خصوصا لاطلاق مركبات شبه مدارية صغيرة ومناطيد موجهة للاختبارات العلمية.

ا ف ب