حين تقرر الاعتراف بالصين الشعبية، وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها، كان ذلك سراً تعرفه ممثلتنا في الأمم المتحدة. وقد «وشوشنا» الخبر أحد الدبلوماسيين الأردنيين - لا أريد تسميته - فقررنا في «الدستور» أن يكون خبر الغد.. رغم أن أحد الوزراء أكد «أن الموضوع لم يبحث في مجلس الوزراء»!
عبدالله الثاني يقوم الآن بزيارته السابعة للصديق الصيني العملاق. وهو يحضر معرضاً لمنتوجات الدول العربية في مدينة ينتشون في منطقة ننفيشا.. وهي منطقة حكم ذاتي لأغلبية مسلمة. تجد القيادة الصينية أنها يمكن أن تكون جسراً وموقعاً ملائماً لعرض العلاقات الحقيقية مع العرب.. فالصين تؤمن بأن الصداقة ليست كلام علاقات عامة، وليست تجارة سلاح، وإنما هي تعاون اقتصادي يتصل بخبز الناس ورفاهيتهم: الصين والعرب، والأردنيين سواء بسواء!
وللصين في الذاكرة العربية القومية موقع أبيض ناصع، فالصين لم تكن دولة استعمارية، ولم تتآمر مع المستعمرين، وحين انقسم العالم كان وجه شوان لاي الجميل وسط زعماء حركة عدم الانحياز كقائد يختار انحيازه لما هو أكبر من الايديولوجيا!
استطاع عبدالله الثاني أن يقيم جسور تفاهم خاصة مع القيادات الصينية خلال العقد الأخير. ومع أن الصين ما تزال تعتبر نفسها دولة نامية، ولا علاقة لها بكرم القوى العظمى، إلا أنها استثمرت في الأردن 800 مليون دولار، وهناك مفاجآت في حقول الطاقة المتجددة، والصخر الزيتي، وصناعات أخرى يستحقها الأردن.. وقادرة عليها الصين في اطار من التعاون والمصالح المشتركة.
لقد كانت القيادة الصينية الجديدة حريصة على بادرة ترحيب بالملك عبدالله غير عادية حين قدمت له طائرة من الخطوط الصينية لنقله إلى الصين.
وهو تكريم جديد لقوة عظمى تحسب بالفلس، وتعرف بطرق بسيطة كيف تضيف إلى كرم الضيافة بعض المنكهات الصينية.
لقد أتيح لي أن أرحب بمساعد وزير الثقافة الصيني، أيام وزرنة ابن المعتز، وقد استقبلته في المركز الثقافي الملكي، فأبدى اعجابه ببساطته وأناقته، وقلت له إننا نبني واحداً مثله في مدينة معان، ودعوته لزيارة مدينة الثقافة الأردنية فاعتذر، وأمر فرقة صينية للرقص الشعبي ان تقدم عروضاً في معان، وأهدانا للمركز الثقافي أجهزة الإضاءة والصوت اللازمة لاحدى قاعاته!
ونقول: علينا ان نتعامل مع الصين بطريقة مختلفة، واغلب اليقين ان جلالة الملك اكتشف ان لنا في الصين أصدقاء حقيقيين، وانهم يتعاملون مع الشعوب الصغيرة بمقاييس مختلفة أساسها كلمة السر الدائمة: المصلحة!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو