بدأ العد التنازلي لضربة حتمية لسوريا ما زال المعلن عنها غير المبطن من حيث انتشارها وقوتها وفاعليتها.. ويحرص الاميركيون أن يجعلوا للنظام السوري نافذة أمل صغيرة يعتقد أنه ينجو منها حين يصفون الضربة بالمحدودة التي لا تستهدف اسقاطه وهذه مسألة تكتيكية تجعل النظام لا يقبل على ردود فعل واسعة أو تسقط من حساباته امكانيات ضرب اسرائيل في الوقت الذي قد يضرب فيه دولاً مجاورة أخرى..
بدا واضحاً أخيراً أن ما يهم الادارة الأميركية جاء على لسان وزير الخارجية الاميركية كيري حين تحدث عن امكانية الغاء الضربة الأميركية مقابل أن تسلم سوريا مخزونها من الأسلحة الكيماوية لجهة دولية وهذه المسألة تهم اسرائيل وهي الدافع الاساس للتحرك الدولي الأخير الذي ظل صامتاً أو غير فاعل لأكثر من ثلاثين شهراً من الصراع وسقوط أكثر من (100) ألف سوري بأسلحة النظام التقليدية.
ليس الدافع الأميركي فيما اعتقد لشن حرب على سوريا أخلاقياً والا كان لهذه الادارة موقف مبكر آخر مختلف ولكان هناك دعم حقيقي للمعارضة وليس اتجاراً بها ومحاولة تطبيعها أو ادعاء أن هناك معارضة خطيرة وأخرى غير خطيرة رغم أن أشكال المعارضة الخطيرة جاء متأخراً بعد أشهر طويلة من ذبح النظام السوري لشعبه.
تأخير اسقاط النظام راجع للتأثير الاسرائيلي على القرار الأميركي فما يهم اسرائيل هو اضعاف سوريا وليس النظام حتى لا يقود أي نظام آخر سوريا للصراع مع اسرائيل اذ عندها تكون سوريا مهدومة القوة وفاقدة لقدرات جيشها واقتصادها..
ما زال الرهان الاسرائيلي هو على اطالة أمر الصراع الداخلي في سوريا إلى أن تبدأ سوريا في الانهيار والتفسخ فتسقط قبل سقوط نظامها..
اسرائيل التي تمتعت بأربعين سنة هادئة في مجاورة النظام السوري رغم احتلالها للأرض السورية في الجولان وهزيمة سوريا في حرب 1967، 1973 حرصت أن يظل النظام السوري قوياً في الدفاع عن حدوده واحتلالها معه وأن تكون ضعيفة في الداخل السوري غير قادرة على تحقيق مطالب السوريين في العدالة والديموقراطية وحقوق الانسان..
الغرب الذي يتحدث عن الديموقراطية في سوريا كاذب وقد رأينا دعواه من قبل في العراق وأي نظام ديموقراطي في سوريا من قبل أو بعد سوف يكون معنياً بالصراع مع اسرائيل لاسترداد أرضه المحتلة فالسوريون والعرب اكتشفوا مبكراً أن دعوة الممانعة والمقاومة التي كان يبيعها النظام السوري لشعبه وللشعوب العربية ما هي الا شعارات غير قابلة للتحقيق وأن ما قام به لم يكن الا حربا عن طريق الوكلاء كما حدث في حرب اسرائيل وحزب الله عام 2006..
الدافع الأساس الذي يجب الانتباه اليه من وراء الضربة الأميركية القادمة على سوريا ليس أخلاقياً كما ذكرت وانما لبيع المزيد من الأسلحة الاميركية الباقية منذ احتلال العراق قبل عشر سنوات وهذه المدة كانت كافية ليكون هذا السلاح المخزن منذ ذلك الحين خارج الاستعمال أو منتهي الصلاحية لذا لا بد من تفريغ المخازن الأميركية لصالح سلاح جديد قد تبدأ الولايات المتحدة اختبار بعضه في الضربة على سوريا..
مخازن السلاح القديمة ستفرغ الان وستكون الكلفة عالية اذا ما علمنا أن ثمن صاروخ كروز مليون دولار وأن أكثر من ألف كروز ستضرب وأن ثمنها سيحسب سواء نجح الكروز أو لم ينطلق ومثل ذلك من أسلحة توماهوك وقذائف ب (12) وطائرات وصواريخ أخرى..اذن كلفة هذه الحرب لن يدفع فيها الأميركيون سنتاً واحداً كما قال كيري في أحد مؤتمراته وانما سيسددها عرب أرادوا أن تقع الحرب وضغطوا بهذا الاتجاه دون أن يحسبوا النتائج بدقة..
المشروع الأميركي في الحرب على سوريا له هدفان حماية اسرائيل وتجارة السلاح وردع الايرانيين الذين سيفتح باب ردعهم ابتزاز أموال عربية لن يتوقف دفعها ولنا في العراق عبرة !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو