الوكيل الاخباري- أنا كمغترب لا أملك سوى التفرج و التحسر على ما جرى يوم 5/11/2015 في مدينتي الحبيبة عمان التي ولدت و تررعت فيها و أنا أعشقها و أعشق شتاءها و ربيعها و صيفها و حتى خريفها ، حتى صرت أزورها في فصلي الشتاء و الربيع لأنني أعشق رائحة ترابها عندماتمطر .
ما جرى يوم الخميس المشهود بحاجة إلى وقفة علمية قبل الاشارة بالاصابع و القاء اللوم، و نعم هناك برأيي من يتحمل المسؤولية و لكن ليس كما يتصور البعض. سأعرض بعضا من مما وجدت و كيف ربطت المعلومات ببعضها لعلها تظهر أسباب ما جرى, و أنا أرجو من موقعكم الكريم نشرها على الرغم أنني أعرف أن من طلبو منكم مثل طلبي كثر.
لا شيء يتكلم و يعبر أفضل من لغة الارقام، و سأبدأ بكمية الامطار التي هطلت على عمان في ذلك اليوم و التي بلغت 40 ملم في غضون 45 دقيقة و هو رقم ليس بالقليل ، و بالارقام أيضا فإن معدل هطول الامطار في شهر نوفمبر على الاردن ككل خلال 112 عام (الارقام من موقع البنك الدولي) هي بحدود 120 ملم أي أن عمان شهدت في 45 دقيقة ثلث معدل هطول الامطار على الاردن ككل خلال شهر نوفمبر في 112 عام (بعض الباحثين أشارو إلى أن الرقم هو 12% من الهطول السنوي في عمان و هو رقم ليس بالفليل أيضا) و بالتالي فإن السبب الاول لما جري هو فعلا وجود هطول مطري شديد لربما لم يكن ممكنا توقعه أيضا.
للأسف أنا لا أملك معلومات عن أعلى هطول مطري في يوم واحد خلال السنوات الماضية (و تسمى القيم المتطرفة) لأن دائرة الارصاد الجوية للأسف لا تنشر مثل هذه المعلومات مثل بقية العالم، و نظرا لعدم توافرالارقام فإن المقارنة العلمية تصبح صعبة و إثبات أن هنالك ربما أيام ماطرة شهدتها العاصمة حيث كان الهطول المطري أشد من يوم 5/11/2015 غير ممكن، و بالتالي لا يمكني أيضا أقول أن المهندسين في الامانة لم يصممو شبكة تصريف مياه الامطار بالسعات الصحيحة.
و لكن أنا أذكر أن عمان شهدت هطولات مطرية شديدة امتدت لأيام متتابعة و ذلك في أكثر من مرة خلال السنين ال35 الماضية على أقل تقدير و لا أذكر أن الشوارع و المنازل الواقعة في التنظيم غرقت و السبب ساسرده فيما يلي حسب ما أرى:
هنالك عامل جيولوجي أكثر منه هندسي لربما أغفله الكثيرون ألا و هو : أن عمان مدينة تقع على تشكلات جيولوجية جبلية و شهدت هطولات مطرية على امتداد القرون الماضية و بالتالي و بسبب طبيعة المياه في ايجاد مجاريها الخاصة عندما تجري من الاماكن العالية إلى الاماكن المنخفضة فإن عمان كان لديها شبكة طبيعية من المجاري و الممرات الطبيعية التي تجري فيها المياه عند هطولها، و ما جرى هو أن الامتداد العمراني الافقي في عمان قد زحف تدريجيا على تلك الممرات الطبيعية غير اخذا بالحسبان الحفاظ على تلك الممرات التي نحتتها المياه على امتداد السنين (ببلاش) ، فسدها مما أجبر المياه على البحث على ممرات جديدة للاسف كلها كانت على حساب ما قام من عمران.
لربما كان على عملية التخطيط العمراني (إن وجدت) أن تدرس تلك الممرات الطبيعية للمياه و تحديدها و بدلا من الترخيص للبناء عليها كان الاجدى بهم أن يحمونها من خلال إخراجها من التنظيم!
و أنا لا زلت أذكر عندا تم إنشاء تقاطع الرابية مع شارع المدينة المنورة . فقد عمل هذا التقاطع بدون مشاكل الفياضانات حتى تم الترخيص لعدد من المباني التجارية على شارع المدينة المنورة مباشرة (بين دوار اليوبيل و التقاطع) حيث سدت تلك المباني الممرات الطبيعية للمياه و العبارات التي كانت موجودة على جانب شارع المدينة مما أدى إلى فياضان المياه إلى شارع المدينة و بالتالي تجمعهها في أخفض نقطة الا و هي النفق في أسفل التقاطع.
و أعتقد أن أكبر دليل على وجهة نظري هو تكرار حصول ظاهرة الفياضانات في عمان بل و ادزيادها خلال السنوات العشر الماضية التي شهدت تسارعا كبيرا في وتيرة العمران في عمان و بالتالي زيادة الاعتداء على ممرات المياه الطبيعية.
الخلاصة تقول: أن الملام الرئيسي هو التخطيط العمراني في أمانة عمان الذي أهمل مثل تلك الحقائق ، و لربما كان الحل الاقل كلفة متوافرا وقتها من خلال منع البناء في تلك الممرات الطبيعية ، و ما جرى يوم الخميس هو نتيجة لتراكم الخطأنفسه ، و الذي كان ممكنا تفاديه و توفير الكثير من المبالغ المالية التي أصبحت الان مطلوبة لتنفيذ الحل إن توافرت الارادة الحكومية لتوفيره و ذلك لتحديث شبكة تصريف مياه الامطار في عمان (لأن الحكومات قد ترضى بحصول الخسائر في سبيل عدم دفع استثمارات مالية ضخمة في البنى التحتية) .
أنا أيضا ألوم نقابة المهندسين الاردنيين التي تعتبر (أو يجب أن تعتبر نفسها) مخزن المعلومات و الممارسات الهندسية العالمية الفضلى ، و التي برأيي لم تقم بدورها كمستودع للفكر الهندسي في الاردن (Engineering Think Tank) و اصدار الدراسات و التوصيات الى العلن في هذا المجال. و المثل ينطبق على جامعاتنا.
م.عمر الردايدة
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو