الأحد 2025-01-19 01:34 ص
 

الملك غاضب .. وتصريحات ملكية تثير اعجاب واطمئنان الاردنيين

07:49 م

أحمد المبيضين - أثارت تصريحات الملك عبدالله الثاني خلال اليومين الماضيين ، وذلك خلال ترؤسه للعديد من الاجتماعات الوطنية والسياسية مع فريق الحكومة والساسيين البارزين في الساحة الاردنية ورؤساء التحرير للصحف المحلية ومجموعة من الكتاب ، اهتمام الشارع الاردني بالرجة الاولي والأوساط السياسية والإعلامية الأردنية والعربية بالدرجة الثانية ، والتي وصفت كالهدوء الذي حل بعد عاصفة مرت على الاردنيين جراء حادثة قتل حارس السفارة الاردنية لمواطنين اثنين في عمان .

الصالونات السياسية والتي تضم العديد من المحللين السياسيين والخبراء ، ومنذ لحظة عودة جلالة الملك الى ارض الوطن ، الخميس الماضي ، كانت تنظر بترقب وانتظار الى ما سيفعله الملك خلال الساعات القادمة من لحظة وصوله، مع احداث تزامنت تلو الاخرى وفي بضعة ايام قليلة ، ساهمت باشتعال النيران في صدور ووجدان الاردنيين كافة ، ولم تجد من اي مسؤول اردني اي تصريح او فعل يسهم باطفاء حرقتها والتي بدأت من مقتل مواطنين اردنيين على يد موظف السفارة الصهيونية ، وتلاها تعدد البيانات الامنية حول وقائع الحادثة ، وخروج القاتل من الاردن وتسليمه للسلطات الاسرائيلية ومن دون اتخاذ اي اجراء اردني بحقه ، وبعد ذلك مؤتمر صحفي حكومي مشترك لوزراء الاعلام والخارجية والشؤون القانونية ، كان بالأشبه كمن قام بصب الزيت على النار 'بحسب وصف محللين'.

اضافة اعلان

وبحسب ما تحدث به محللون لموقع الوكيل الاخباري ، ان دخول الملك كان باللحظة الحاسمة، وذلك جراء تخبط حكومي لم يعرف له لا بداية وليس له نهاية ، فالعالم كله اصبح مكشوفاً مع انتشار واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، ولا يمكن كتمان واخفاء اية حقائق او حوادث او اعمال قد تجري هنا او هناك ، فالجميع قد استغرب واستهجن ، كيف يمكن لقاتل وان كان يحمل الصفة الدبلوماسية وقد ارتكب جريمة في وسط العاصمة الاردنية ان يخرج هكذا من دون اتخاذ اي اجراء يمتص به غليل شعب كامل ؟ والاشنع من ذلك اتصال رئيس الوزارء الاسرائيلي نتنياهو مع القاتل فور خروجه من الحدود الاردنية واخباره بان صديقته تنتظره ، في سؤال قد ورد في بال وادمغة الاردنيين اجمعهم عقب سماعهم المحادثة الهاتفية التي تمت بينهما ' نتنياهو وحارس السفارة' .. أين ذهبت دماء الجواودة والحمارنة ؟

ويرى المحللون ، ان ما قام به الملك وفور عودته الى الاردن وترؤسه لاجتماع مجلس السياسات الوطني عقد في قصر الحسينية، الخميس الماضي ، وتركيزه في ذلك الاجتماع على ان ما حدث في عاصمته وبلده ولاثنين من ابناء شعبه ، سيعمل على تفجير غضب جميع الاردنيين ، وان هذا الامر قد تسبب بالغضب لديه، وانه لن يسمح لاحد ولاي كائناً من كان بزعزعة الأمن الداخلي الوطني والذي سيصب لاحقاً في تغذية التطرف ومنابع الارهاب لاحقاً ، مؤكدين هنا ان هذا التصريح الملكي لوحده كان الاشبه بقارب النجاة للوصول الى يابسة الامان والنجاة من الغرق وهوجان العاصفة التي استمرت لأيام .

واضافوا ، ان التصريحات المتتالية لجلالته خلال ترؤسه للاجتماع وبحضور رئيس الوزراء هاني الملقي ، ما كانت تولد الا الطمآنينة لدى المواطن الاردني الذي كان يتسائل لايام اين كرامتي انا كأردني ، لافتين الى اقوال جلالته والتي جاءت بأن جهود الدولة الأردنية وأدواتها ستعمل وعلى كافة المستويات والاطر القانونية المحلية والدولية لتحصيل حق أبنائنا وتحقيق العدالة ، وعدم السماح بالتنازل ولا التراجع عن أي حق من حقوق الضحايا وعن حقوق المواطن الاردني ، وان رئيس الوزراء الإسرائيلي مطالب بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية ، اضافة الى ذلك ان هذا التصرف مرفوض ومستفز على كل الصعد ، مع تشديد جلالته على حرص الأردن الدائم على احترام القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية والذي سيضمن حقوقنا وحقوق مواطنينا.

ويعقب المحللون ، ان لهذه التصريحات الملكية بُعد وطني سامي ودافع وطني ينصب بخوف جلالته على المواطن الاردني وحماية حقوقه المدنية والتي تكفل له العيش ضمن حدود دولة هو مواطن فيها ولديه حقوق وعليه واجبات ، الا ان الاسمى لدى جلالته هو ان يشعر المواطن الاردني بالامن والامان اولاً ، و ان تصريحاته كانت كفيله لدى المواطن ان يعيش في دولة ملكية ، وانه الشغل الشاغل في وجدان وقلب جلالته.

وبالنظر الى المرحلة الاخرى من احتواء ازمة الغضب عند الاردنيين ، قيام جلالته وفور انتهائه من الاجتماع لمجلس السياسات الوطني ، بزيارة مفاجئة لبيت عزاء الشاب الاردني المغدور محمد الجواودة ، ولقاء والده والجلوس معه ، وطمآنته بأن حق ولده ودمائه البريئة لن تذهب هدراً ، لشابٍ اردني في عمر الزهور قد قتل غدراً وفي بلده ، الا ان كلمات جلالته لوالد الجواودة وهي تخرج بنفس ابوي وبلوعة قلب حارقة تلهب الفؤاد وتثير في النفس غصة 'ابنك هو ابني، وأحد أقراد أسرتي، ولن أفرط بحقه' ، كانت الأشبه بالورقة الرابحة لذوي الشاب الجواودة ، بان الملك سيكون المتابع الاول والاخير لملف هذه القضية التي عجزت الحكومة عن متابعتها والتدخل بها .

وبحسب المحللين المتابعين عن كثب لحثيثات هذه الحادثة ، فان الغضب كان سيد الموقف لجلالته ، من دون التوضيح والافصاح عن ادق اسبابه ، الا ان المجمل كان شاهداً وحاضراً بأن هنالك خلل قد حدث ولم تتعامل الحكومة معه بجدية وحزم ، وانه يجب التدخل لاحتواء الازمة قبل اتساع رقعتها ، ليقوم جلالته في اليوم التالي بزيارة مفاجئة ايضا الى بيت عزاء الدكتور بشار الحمارنة ، والتأكيد لذوية بأن جريمة مقتل الطبيب على يد حارس السفارة الاسرائيلية ستكون محط اهتمامه ، وانه سيتابعها ولن يطمئن له بال الا عندما ينال القاتل جزائه ويحاسب على ما ارتكبه بحق مواطنين اردنيين من ابنائه .

افعال ملكية لا اقوال ، رفعت المعنوية الاردنية عالياً واعادت الهدوء الى الشارع الذي كان يشتعل غضباً لايام ، ولولا تدخل جلالته في الوقت المناسب لربما كان سيمتد لاسابيع ، لاقدر الله ، الا ان النظرة الملكية الثاقبة لم تقف هنا فحسب ، بل ان هنالك لدى جلالته ما هو مهم أيضاً ، الا وهو الاعلام ، وما ينظر اليه الاعلاميون والمفكرون والساسيون ،وخاصة بعد تطاول البعض ممن لا يريدون الخير ولا الامن والامان لهذا البلد،والذين شككوا للحظة بقوة واداء واخلاص القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية لجلالته ولهذا البلد، وتطبيقاً لقوله تعالى 'وأمرهم شورى بينهم' ، اجتمع جلالته اليوم السبت مع عدد من مدراء الإعلام الرسمي ورؤساء تحرير صحف محلية ونقيب الصحفيين وكتّاب صحفيين، لمناقشة أبرز القضايا المحلية والإقليمية ، والذي أكد فيه انه لن يسمح ومن غير المقبول أن يكون هناك تشكيك بمؤسساتنا العسكرية والأمنية، ولا يمكن السماح لأي فرد أن يكون صوته أعلى من صوت هذه المؤسسات، وان القوات المسلحة الاردنية كانت وما زالت وستبقى خطاً أحمر'.

ولأن الشغل الشاغل لجلالته هو المواطن الاردني بالدرجة الاولى وتوفير ابسط حق له من حقوقه ' الامن والامان' اعاد جلالته التأكيد على أن الأردن لن يتنازل أو يتراجع عن حقوق أبنائه، مضيفا جلالته 'سنكرس كل الجهود لضمان تحقيق العدالة' ، الا ان هذا التصريح الملكي والمؤكد دائما في لقاءات جلالته جاء ممزوجاً هذه المرة بالاستغراب عن غياب المسؤولين السابقين وخاصة ممن كان لهم بصمة واضحة ومسبوقة في الشأن المحلي عما جرى وحدث ، وعدم مشاركتهم للفريق الحكومي وابداء الرأي لاحتواء الازمة وفي وقت قصير ..!

القضية الفلسطينية ، كما كانت دوما محور اهتمام جلالة الملك منذ توليه عرش المملكة، وحتى يومنا هذا ، وما زالت احدى اهم محاور النشاط السياسي والدبلوماسي لجلالته وذلك لاعتبارها قضية وطنية وقومية وإسلامية ، وذلك ملحوظاً لدى الجميع بتناولها في جميع خطاباته المحلية والعالمية، وخاصة في عواصم صنع القرار ، في مواصلة منه لمسيرة الهاشميين الذين اخذوا على عاتقهم الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .

وما صرح به جلالته اليوم ، انه لا يوجد مناسبة إلا ويضع القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس أمام العالم ، وانه لا يوجد صوت يتحدث كما يتحدث الأردن ، وذلك لأن القضية الفلسطينية والقدس هي الاولوية المهمة لدى الاردنيين كافة، وأن العمل والجهد الدولي سيبقى مستمروا في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، موجهاً جلالته التحية لصمود المقدسيين وثباتهم.

تصريحات ملكية نبعت من صميم وجدان جلالته ، جاءت من أب عاد لبيته ولعائلته ، بعد ان عصفت الرياح بالبيت الاردني واشعرت من بداخله ان حق ابنائه لم تعد لها اية اهمية، وليقول لكل الاردنيين انا معكم دائماً ، وسنبقى يداً واحدة لتقطع من تحاول النيل من سيادة امننا واستقرارانا .

دمت لنا سيدنا المفدى ..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة