الأحد 2024-12-15 01:58 م
 

المومني: الأردن هو الأقرب للأزمة السورية

05:17 م

الوكيل - استقبل وزير الدولة لشؤون الإعلام ووزير الخارجيّة وشؤون المغتربين بالوكالة الدكتور محمّد المومني اليوم في مكتبه بدار رئاسة الوزراء المبعوث الصيني الخاص للقضية السوريّة شيه شياو يان الذي يزور المملكة حاليا.اضافة اعلان


وجرى خلال اللقاء الذي حضره مدير المكتب الخاص في وزارة الخارجيّة وشؤون المغتربين السفير فايز خوري، وسفير الصين في عمّان بان ويفانج، تبادل الحديث عن آخر تطوّرات الأزمة السوريّة وعدد من قضايا المنطقة.

وأكّد المومني خلال اللقاء أنّ الأردن هو الأقرب للأزمة السورية، فقد تحمل جراءها الكثير من الأعباء الأمنية والعسكريّة إلى جانب الأعباء الاقتصادية والاجتماعية إثر استقبله لنحو مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري يشكلون نحو 20بالمئة من سكان المملكة، مشدداً على دعم المجتمع الدولي للدول المستضيفة للاجئين كونها تتحمل العبء نيابة عن العالم أجمع بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى أنّ استقبال الأردن لهذا العدد الهائل من اللاجئين شكل ضغطاً كبيراً على قطاعات التعليم والصحّة والطاقة والخدمات، حيث تضم المدارس الحكوميّة نحو مئة وخمسين ألف طالب سوري، كما استقبلت المستشفيات الحكومية مئات الآلاف من اللاجئين، وقدّمت لهم كامل الرعاية الصحيّة التي يحتاجونها.

وأوضح المومني أنّه لا مصلحة لأحد باستمرار الأزمة السورية وأن حلها يشكل مصلحة استراتيجية ترتبط بالأمن والاستقرار العالمي وليس الإقليمي فحسب، مؤكداً أن تفشي ظاهرة الإرهاب في الداخل السوري يرتب على الأردن أعباءً أمنية وعسكرية إضافية، حيث يرتبط مع سوريا بحدود يبلغ طولها نحو ثلاثمائة وثمانية وسبعين كيلو متراً.

وأكد أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حافظ على نهج التعاطي المسؤول مع الأزمة السورية، ودَعَم جهود الحل السياسي بما يضمن الحفاظ على وحدة سوريا الترابية، واستقرار مؤسساتها، ووقف نزيف الدماء، وإعادة الأمن والاستقرار إليها، والقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك، لافتاً إلى أن هذا الموقف الأردني تبتته لاحقاً جل دول العالم.

ودعا المومني إلى تكثيف الجهود الدولية للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، مؤكداً أن الأردن ينظر إلى العملية السياسية على انها مفتاح الحل للأزمة السورية على المستويين الإنساني والأمني، فكلما تعثّر المسار السياسي يستجد المزيد من التراجع على هذين المستويين.

وبخصوص توقعات الأردن لمسار المفاوضات في الملف السوري شدد المومني على أن الأردن يأمل بتجدد الجهود الرامية لحل الأزمة السورية بالسرعة الممكنة، وأن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على واقع الأزمة، داعياً لتجنب التجارب السابقة التي لم تسفر عن حلول مرضية على أرض الواقع، ولم تسهم في دفع العملية السياسية نحو الأمام.

واكد أن الوصول إلى هدنة مستقرة ومستمرة من شأنه أن يؤسس لبداية حوار جاد ومثمر حول الحلل لسياسي المنتظر للأزمة السورية، لافتا إلى أن عدم إيجاد عادل وشامل للقضية الفلسطينية هو السبب الرئيس لتفشي الصراع وانعدام الاستقرار في المنطقة، وأن استمرار غياب العدالة وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني من بين أهم الأسباب التي أدت انتشار التطرف والإرهاب.

وشدد المومني على أنّ التنظيمات الإرهابية تستخدم غياب العدالة لبث شعور التطرف والكراهية وتجنيد المزيد ليصبحوا أتباعاً لها.

وأعرب المبعوث الصيني عن تقدير الصين لموقف الأردن تجاه الأزمة السورية، واضطلاعه بدور إنساني كبير في خدمة اللاجئين السوريين رغم الأعباء الكبيرة التي تشكلت على موارده.

وأكد أن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الرؤيتين الأردنية والصينية لحل الأزمة السورية، وفي مقدّمتها التوافق على الحل السياسي عبر المفاوضات التي تضم جميع الأطراف، وضرورة بذل الجهود الدولية من أجل دفع العمية السياسية لإشاعة الأمن والاستقرار في سوريا.

وأبدى المبعوث الصيني استعداد بلاده لتعزيز مستوى التعاون والتنسيق مع الأردن وبقية دول المجموعة الدولية لدعم سوريا لضمان الارتقاء بالمستوى الإنساني، ومكافحة الإرهاب، ودفع العمية السياسية للوصول إلى حل يضمن أمن سوريا واستقرارها.

ودعا القوى الدولية الفاعلة إلى اداء دور أكبر لتطبيق هدنة شاملة تضمن وقف إطلاق النار ومنع أحداث العنف، والالتفات إلى الجانب الإنساني، والبدء الفوري للمفاوضات، و تطبيق آلية فاعلة لمراقبة الهدنة بهدف ضبط جميع الأفعال والممارسات المخالفة لها.

كما دعا المبعوث الصيني المجتمع الدولي إلى إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وعدم تهميش القضية الفلسطينيّة، مؤكدا موقف الصين الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيّة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة