الأحد 2024-12-15 01:51 م
 

( حايالله واحد )

06:59 ص

لا يتكلم المسؤول في بلدي سوى بلغة ( العجز ) وفي كل احاديثه الاقتصادية يقطع يده ويشحد عليها من دون وجَل ..اضافة اعلان

تركيا لم تكن أفضل حالا من حالنا وعندما جاء رجب طيب اردوغان رئيسا للوزراء اصبحت لغة ( العجز ) من الماضي حيث انه منذ لحظة تسلمه الحكم قام بعملية تطهير شاملة للفاسدين ولصوص المال العام حيث وضع يد الدولة على املاكهم وبيوتهم ومصانعهم ويخوتهم وسياراتهم وقدمهم جميعا الى المحاكمة ، وقام ببناء 280 الف شقة للعوائل الفقيرة بأقساط سهلة وميسرة طبعا لم تكن الشقق بمواصفات ( سكن كريم ) ، وقام بتنفيذ مشروعات عمرانية جبارة لا يمكن تعدادها منها تنفيذ 6500 كم من الطرق ، وكان متوسط دخل الفرد عند مجيء اردوغان 2500 دولار ليرتفع بعد فترة الى 5500 دولار ليصل الان الى ما يزيد على 10000 دولار ، وزادت الصادرات التركية من 36 مليار عند تسلمه الحكم لتصبح 95 مليار دولار ، وفتح ابواب المستشفيات امام الجماهير حتى المستشفيات الخاصة حيث يقوم المريض بدفع نسبة بسيطة والدولة تتكفل بباقي المصاريف من دون ان تفكر الدولة للحظة بمحاسبة المواطن على اجرة سيارة الاسعاف ، كما أنشأ 39 جامعة جديدة ، لتكون المحصلة ان أصبحت تركيا من اعلى دول العالم نموا ...
وحين تقرأ عن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق يظهر لك انه صانع نهضتها الحديثة والذي حول ماليزيا من دولة زراعية الى دولة صناعية متقدمة بعد ان أنشأ فيها أكثر من 15 الف منشأة صناعية باجمالي رأسمال وصل الى 220 مليار وضاعف دخل الفرد الماليزي الى عشرة اضعاف وانخفضت نسبة البطالة في عهده الى 3 % ، وانخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52 % عام 1970 لتصبح 5 % عام 2002 ، وهو ايضا من اكثر القادة تأثيرا في اسيا وهو الذي أبهر العالم الغربي بانجازاته التي لا تعد ولا تحصى ومع كل ذلك استقال مهاتير محمد في عام 2003 من منصبه وهو في اوج عطائه مانحا الفرصة لغيره في قيادة ماليزيا من الوجوه الشابة .. وغيره من المسؤولين الاردنيين لم يحققوا سطرا واحدا من انجازاته ومع ذلك ما زالوا يرفضون مغادرة المشهد العام حتى وهم في أوج ( اخفاقاتهم ) .
هذا ما تقرأه عن هؤلاء عند البحث عنهم في ( جوجل ) ولا يظهر لك خبرا متعلقا بتلك الاسماء الا وكان في ذلك الخبر موقفا مشرفا او انجازا حقيقيا او رقما قياسيا ومن الانجازات التي تـ..
وحين تأتي الى ( سمة البدن ) وتكتب أي اسم من أسماء المسؤولين الاردنيين فلا يظهر لك سوى الاسم الرباعي ، وتاريخ الميلاد ، وتخصص الجامعة ، ومن ثم يسرد لك ( جوجل ) قائمة طويلة من المناصب التي تولاها من دون أن تجد بصمة واحده له فيها او رقما يتيما يدعو المتعسين للتفاؤل وكل ما يمكن ان تجده عنهم :
سفير من الى .. مدير عام من الى .. وزير صناعة من الى .. وزير تموين من الى .. وزير خارجية من الى .. نائب برلمان من الى .. عضو اعيان من الى .. رئيس مجلس ادراة من الى .. نائب رئيس وزراء من الى .. رئيس مجلس امناء من الى .. .. رئيس وزراء من الى .. حاصل على وسام ( النهضة ) .. حاصل على وسام (
( الشرف ) حاصل على وسام ( الاستحقاق ) حاصل على وسام ( التفوق ) ..
لكن الملاحظ ان ما يميز البحث عن المسؤولين في الاردن عن غيرهم في ( جوجل ) هو ما ان تكتب الاسم حتى يظهر لك عدد كبير من الاخبار المرتبطة بهذا الاسم مثل : شبهات فساد تطارد مسؤول حكومي .. قريبا الى القضاء مسؤول من العيار الثقيل .. تعيينات بالجملة للاقارب والاصدقاء .. تسفير مسجون بعلم رئيس الوزراء .. هروب باخرة والرئيس غايب فيلة .. رئيس وزراء يكشف ان الانتخابات السابقة كانت مزورة .. وعناوين كثيرة تتحدث عن العجز والمديونية والكازينو وتراجع الايرادات وارتفاع الاسعار والتي ستبقى في ذاكرة ( جوجل ) لتشهد على عظمة الانجاز ..
في أية دولة في العالم بس تكتب على ( الجوجل ) من هو رئيس الوزراء المفضل ؟ تظهر لك الاسماء مرتبة كل حسب انجازه ..
الا الاردن .. بس تكتب من هو رئيس الوزراء المفضل ؟!
بطلعلك : ( حايالله واحد ) !!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة