الأحد 2025-01-19 01:46 ص
 

دعوة إلى اعتماد استراتيجية شاملة للتصدي للإرهاب

11:24 م

الوكيل - اكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي 'دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي' الذي أختتم الأحد، أهمية اعتماد استراتيجية شاملة وفاعلة وموحدة للتصدي للإرهاب والغلو والتطرف، وتكون بجهد دولي يشرف عليها مجلس حكماء يتم تعيينه على مستوى العالم الإسلامي.اضافة اعلان


وأوصى المؤتمرون برفع برقية شكر وامتنان لجلالة الملك عبدالله الثاني لعقد هذا المؤتمر في رحاب العاصمة عمّان، وجهود جلالته في التعريف بالصورة الحقيقية المشرقة للإسلام وبيان خطر الارهاب على الشعوب والبلدان والاوطان وسبل معالجته.

واتفق المؤتمرون في بيانهم على أن الإرهاب ينتهك تمتع الفرد بالحقوق الأساسية للإنسان، فالتطرف ليس له دين معين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة، وينبغي التأكيد أن أي محاولة لربط التطرف والعنف والإرهاب بأي دين ستساعد في حقيقة الأمر الإرهابيين للوصول الى أهدافهم المشبوهة.

كما أشاد المؤتمر بنداء عمان والذي أطلقه الإمام الصادق المهدي بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر والذي يدين التطرف ويحث على وحدة الأمة والتمسك بمبادئ الوسطية، مقدرين كذلك الجهود المبذولة لمحاربة الارهاب كالمبادرة العربية والاسلامية ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بلاغ مكة المكرمة، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام بين الأديان.

ودعا المؤتمرون، المؤسسات الإعلامية العربية والاسلامية إلى مواجهة انتشار المنابر الإعلامية المحلية والإقليمية التي تبث رسائل تحض على التطرف والكراهية وتسيئ إلى وسطية الإسلام وتقديم بدائل على مستوى عالمي لمخاطبة العقل الانساني وخاصة الغربي والآسيوي، والإفريقي لحقيقة الإسلام.

كما أكدوا أن الإرهاب يشمل إرهاب الأفراد والجماعات والدول منوهين الى أن المقاومة المشروعة للاحتلال والغزو الأجنبي بالوسائل المشروعة لا تدخل في مسمى الإرهاب.

واشاروا إلى ضرورة البحث بشكل عميق في الأسباب الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأسباب العنف والتطرف والإرهاب من أجل معالجتها، كي لا يقتصر الأمر على الإدانة أو الحديث عن الآثار والنتائج فحسب.

وأدانوا الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، وبخاصة في القدس الشريف، والتي تستهدف المواطن الفلسطيني المسلم والمسيحي على حد سواء، كما تستهدف المساجد والكنائس وخاصة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، مناشدين المجتمع الدولي التدخل بفاعلية ومسؤولية لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتكبيها إلى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين باعتبار ذلك سبباً هاماً من أسباب إشعال المنطقة وإذكاء التطرف فيها.

وأوصوا بدعم جهود الإصلاح الوطني المبذولة من قبل البلدان كافة بهدف توسيع المشاركة السياسية والتعددية، وتحقيق التنمية المستدامة، والتوصل إلى توازن اجتماعي وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني؛ بغية التصدي للظروف التي تعزز العنف والتطرف والارهاب.

وأبدى المؤتمرون أسفاً وقلقاً عميقاً إزاء تنامي التعصب والاضطهاد ضد المسلمين؛ ومما يؤدي إلى تصاعد حدة الإسلام فوبيا، مما يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الخاصة بالمسلمين وكرامتهم، مما يولد إرهاباً مضاداً، الأمر الذي يفرض على وسائل الإعلام والاتصال المعاصرة والسادة السفراء الأجانب في العالم العربي والاسلامي وسفراء الدول العربية والاسلامية في الخارج بذل الجهود الحقيقة للتوعية بضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والدين وبين هؤلاء الارهابين والاسلام كدينً.

كما أوصوا بعقد لقاءات تنسيقية بين كافة الجهات المتخصصة في الأمة الإسلامية، لوضع خطط عملية تتصدى للفكر المنحرف وتكوين وفود من العلماء والمتخصصين لزيارة البلدان المتضررة من الإرهاب، ومقابلة مسؤوليها، وشرح الرؤية الإسلامية حول علاج هذه الظاهرة مع أهمية التعاون مع الجامعات الإسلامية ومراكز البحوث من أجل ضبط المفاهيم الملتبسة وتفكيكها لاقناع الشباب وفق تأصيل شرعي مقنع.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر التي أدارها رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة، تحدث إمام وخطيب المسجد الاقصى المبارك عكرمة صبري حول موقف الاسلام من الغلو والتطرف، مؤكدا ان الاسلام يمتاز في علاقته مع الآخر بأنه دين سلم ومحبة وجوار، ولا يجيز قتل الأبرياء من أية ملة كانوا إلا في حالات الاعتداء عليه.

وحذر صبري من الفراغ عند الشباب الذي يسهل التلاعب في عقولهم من قبل المتطرفين، مبينا أهمية السماح بالتعددية التي تخدم البلاد والعباد وافساح المجال للتعبير عن الرأي وعقد ندوات توعية شاملة لجميع أفراد المجتمع ونشر السيرة النبوية العطرة والتركيز عليها في دروس الوعاظ والمختصين والتي تصقل العقول والقلوب والنفوس وعدم الاستهانة باراقة دم المسلمين، كطرق لمعالجة الارهاب.

كما قدم وزير الأوقاف والمقدسات الاسلامية السابق الدكتور محمد نوح القضاة، ورقة بعنوان دور الاعلام في مواجهة التطرف، أشار فيها إلى خطورة الاعلام كأداة استخدمت لتشويه صورة العلماء من أجل عزل الدين، لبناء النظام العالمي الجديد الخالي من الضوابط، مشيرا إلى أثر غياب العلماء والقيادات الدينية المؤهلة على ظهور الغلو والتطرف.

واعتبر أن من أسباب تغذية التطرف أن هناك تطرف مضاد للاسلام، مؤكدا على استحالة القضاء كليا على التطرف لكن ما يمكن فعله هو تقوية مناعة الأفراد من هذه الأفكار الهدامة وتحصينهم، باعتبار أن التطرف أصبح عابرا للقارات بفعل أدوات الاتصال الحديثة.

وعرض مستشار الرئيس التركي للشؤون الدينية محمد زاهد جول، التجربة التركية في معالجة التطرف والارهاب، مشيرا الى معاناة بلاده من الارهاب ولا سيما المشكلة الكردية في التي ظهرت بالثمانينات وذهب ضحيتها خمسون ألف قتيل.

وأكد ان الحلول العسكرية والامنية التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة أثبتت فشلها لحل القضية الكردية الا أن حزب العدالة والتنمية تعاطى معها بحلول جديدة، حيث منح الاكراد عددا من حقوقهم ومطالبهم، منها: السماح لهم بالتحدث بلغتهم وتعلمها في مدارسهم والحق بتعلم ثقافتهم، إذ أن الدولة التركية عند نشأتها وجدت كدولة وطنية وقومية. - (بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة