الوكيل - رغم تسيُّد الرواية للمشهد السردي الأردني والعربي خلال العقد الأخير، إعلاماً وإشهاراً وربما حتّى إنتاجاً؛ إلاّ أنّ القصة القصيرة لم تزل جنساً أدبياً جاذباً لعدد غير قليل من الكتّاب والكاتبات في أُولى تجاربهم الإبداعية.
في هذا السياق، تُطل هيفاء أبو النادي بمجموعتها القصصيّة الأولى «على أهبة الحلم»، الصادرة حديثاً عن دار أزمنة للنشر في عمّان، وبدعم من وزارة الثقافة.
تتضمن المجموعة الواقعة في 109 صفحات من القطع المتوسط، وبغلافٍ لافت في بساطته ورهافته توافقاً مع حالة الحلم، 12 قصة قصيرة إضافةً إلى ثلاث قصص قصيرة جداً أفردَت لها القسم الأخير من الكتاب هي: مسينجر، وإنفلونزا، وقرار. أما القصص، فكانت على التوالي: أصدقاء، ف ر ح، خيانة، قف.. ممنوع المرور، مساواة، انتحار فرديّ، شوكولا، رسالة مقتضبة، الزهور لا تحترق، تجاعيد حَمْل كاذب، أيقونة الحبّ، امرأة عاصية.
ترتكز قصص هيفاء أبو النادي على موضوعات حميمة ذات صِلة مباشرة بعوالم المرأة وشؤونها، دون أيّ محاولة لتزيينها بمفردات ثقافية مدّعاة تجلبها من خارج السياق اليومي، فتثقلها بما لا يلزم. وبلا أحكام مسبقة تقود القصص نحو حتفها الفني؛ إذ أخلَصَت القاصّة لواقعها المعيش وللشخصيات التي أنتجها هذا الواقع عبر رسمها المتدرج، الهادئ والسلس، والمؤدي إلى قوة الإقناع ببساطة التسلسل منذ الجملة الأولى. وكانت في ذلك كلّه على قدْر من السيطرة على موضوعاتها، الأمر الذي غالباً لا نجده متوفراً في الكتب الحاملة لإطلالة أصحابها علينا.
تميّزت القصص جميعها بلغة يمكن وصفها ب»النظيفة»؛ فلقد خَلَت من زوائد الثرثرة الكتابية، والاستطرادات غير المنضبطة، والجُمَل المنزلقة خارج الوعي الكتابي ومقتضياته. كما أسْلَسَت القاصّة للقارئ متابعته لنصوصها عبر سلامة اللغة وخلوها النادر من أيّ عيب عادةً ما يقع فيه كثير من الكتّاب!
من قصة «أيقونة الحبّ» نقتطع:
«اعتدتُ على قياس طولي، مذ كنتُ طفلة، بارتكازي وقوفاً إلى حائط المطبخ. تقوم أمي بوضع علامة بقلم الرصاص على الحائط أعلى رأسي. وبمرور العمر والسنوات امتلأ الحائط بالخطوط والنقاط التي كُتب إلى جانبها تاريخ اليوم الذي وقفت فيه. كانت عملية روتينية اعتدنا القيام بها أنا وأمي، ليس لأني أشكو من قصر، بل لأني أشكو من طول يعدّه البعض مفرطاً لمن هنّ في مثل عمري.»
بقي أن نشير إلى أن هيفاء أبو النادي أكاديمية تعمل في حقل التدريس الجامعي في عمّان، وحاصلة على درجة الماجستير في اللغة الانجليزية وآدابها، وعضو الرابطة الأردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين (JATAL)، كما تنشر مقالات سينمائية ونصوص أدبية نثرية في غير صحيفة عربية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو