منذ اندلاع الأزمة السورية والزميل ياسر الزعاترة لم يترك برنامجا في الجزيرة إلا وتحدث فيه عن هذه الأزمة وبشر بسقوط النظام،وقبل أيام تبنى التلفزيون الرسمي على ما يبدو وجهة نظر الزميل الزعاترة واستضافة في برنامج يعده ويقدمه الزميل جهاد المومني حول قانون الانتخابات في الأردن.
أنا شخصيا لا يفوتني أبدا ما يكتبه الزميل ياسر الزعاترة في الدستور وأتابع كل شيء، وهذا الكلام هو ليس هجوما عليه بقدر ما يقع في أطار الاستفهام ليس أكثر.
الكاتب في الغالب يقدم رأيا مستقلا، ولكن الزميل الزعاترة يقدم رأي الأخوان المسلمين كتنظيم عالمي، لاحظوا أن رأيه في الجزيرة يتطابق في الغالب مع رأي أخوان مصر والأردن وليبيا...ومجمل التنظيم في سائر أنحاء العالم....
ويقفز الزميل الزعاترة من منابر الجزيرة إلى التلفزيون الأردني كي يدلي برأيه حول قانون الانتخابات...وهذا يؤهله لأن يكون حاملا لوجهة نظر الأخوان المسلمين في الأردن...والسؤال هل يعني هذا الأمر أن المؤسسة الرسمية الإعلامية الأردنية استضافت الزميل الزعاترة في أطار الاستماع للرأي الآخر أم في أطار تبني وجهة النظر (الإخوانية) فيما يتعلق بالشأن السوري والشأن الداخلي.
ثمة أقلام تنتج بفعل الأزمة...والزميل الزعاترة فيما يمارسه من نشاط أعلامي حول سوريا يقع في أطار الدور التنظيمي وليس في أطار الرأي المستقل...وتلك أزمة حقيقة يقع فيها الكاتب حين يلغي فكره ورأيه ويصبح أشبه بالسلك الموصل للتيار فقط.
الحركة الإسلامية كانت تطلق علينا لقب )كتاب التدخل السريع) حين يكتب احدنا مقالا مدافعا عن الموقف الرسمي ومنتقدا أداء الحركة وكانت أحيانا تسمينا كتاب العطايا..وأنا شخصيا تم التلميح لي بأني قبضت ما يقارب العشرين الف دولار من السفير السوري لقاء ما كتبت عن سوريا..ولكن ما هو موقف الزميل ياسر الزعاترة حين يترك بعض القضايا الوطنية والإسلامية التي كان يطرحها في الدستور ويتحول إلى مبشر بسقوط النظام السوري ... ويصبح أيضا مروجا لرأي الحركة الإسلامية وناطقا باسمها على شاشتنا الرسمية..وينقلب بين ليلة وضحاها من كاتب متزن هادئ..إلى كاتب حزين على الدم الذي يراق في سوريا...وحشرجات الحزن تقطع صوته حين يتحدث عن مجازر النظام.
هل محرم علينا أن ندافع عن الدولة ومحلل لكتاب الحركة الإسلامية اعتلاء صهوات منابر الجزيرة؟...هل نحن كتاب العطايا الرسمية والكتاب الاخرين مبدأ وشفافية وحيادية إعلامية؟
وماذا لو هاجمت نظام الرئيس بشار الأسد هل سأحظى بمقعد دافيء في قناة الجزيرة وهل هذا سيدعمني عند المؤسسة الرسمية الأردنية كي أحظى بلقاء عبر شاشتها.
الكاتب لا يؤدي دورا هو ينثر قناعاته وآرائه وحين يتحول إلى وظيفة أداء الدور وينحصر هذا الدور بشتم النظام السوري والحديث عن مجازره..وبين ليلة وضحاها تفتح أكبر قناة في العالم العربي حضنها له وكأنه قد أخذ عطاء الحديث باسم الأخوان المسلمين في العالم العربي...تضع ألف علامة استفهام؟ وتسأل هل الأعلام في الأردن مستقل أم مرتهن لتنظيم معين ومحدد.
اطلب من قادة الحركة الإسلامية الذين ابتكروا مصطلح كتاب التدخل السريع أن يجيبونا عن كتاب التدخل المحمول جوا ...هل قناعاتنا حرام وأدواركم حلال.
على كل حال نتمنى للزميل الزعاترة مزيدا من التألق على قناة الجزيرة كما نتمنى له مزيدا من التألق على شاشتنا الوطنية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو