الأحد 2025-01-19 01:31 ص
 

غارديان: الشجب الإسرائيلي لجريمة حرق الرضيع الفلسطيني(كلام فارغ)

12:09 م

الوكيل- رصد - وصفت صحيفة غارديان البريطانية، كلمات الشجب والتنديد التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين بشأن جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة الفلسطينية في الضفة الغربية من قبل مستوطنين صهاينة، والتي أدت لاستشهاد الطفل علي سعيد(18 شهراً) حرقاً، بأنه كلام فارغ، وأنها جريمة إرهابية كاملة. اضافة اعلان


وتذكر الصحيفة أن نتانياهو انضم إلى نافتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتشدد، والذي يقترب لأن يكون الجناح السياسي لحركة الاستيطان، في وصف الجريمة بأنها عمل إرهابي مروع. كما شجب وزير الدفاع الإسرائيلي والجيش الجريمة.

كلمات جوفاء
وتقول غارديان:' كلمات الشجب مرحب بها بالطبع، ومن المفيد أنه لم تصدر كلمات من قبل 'لو أن أو لكن، ولا محاولات لتبرير ما لا يمكن تبريره. ولكن رغم ذلك تبقى كلمات التنديد بالجريمة، جوفاء ولا تنفع في وقف العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية'.

واعتبرت الصحيفة البريطانية، كلمات التنديد والشجب جوفاء لأن الجريمة بحجم فظاعتها لم تكن نزوة أو عملاً طائشاً. إذ يكفي الاطلاع على تقارير جماعات حقوق الإنسان بشأن ممارسات سلطات الاحتلال طول 48 عاماً من احتلالهم للضفة الغربية، لمعرفة أن الملثمين الذين اقتحموا بيت عائلة دوابشة في ساعات الفجر الأولى، وأضرموا فيه النار، ارتكبوا جريمة استثنائية في نتائجها. وكما قال هاجي إيلعاد، مدير مركز بتسليم، منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان في الضفة الغربية' إن ممارسة المستوطنين للعنف ضد الفلسطينيين يعد جزءاً من الحياة اليومية في ظل الاحتلال'.

ثقافة الحصانة
وفي الواقع، يقول إيلعاد إن هذا الهجوم هو الثامن من نوعه منذ عام 2012، الذي يحرق فيه مستوطنون منازل مأهولة. وقد وقعت عشرات الهجمات على ممتلكات ومساجد وأراضي زراعية ومتاجر وفي معظم الحالات، لا يتم العثور على المجرمين، رغم أنهم يمتلكون أحد أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم'. وكان إيلعاد يشير لثقافة الحصانة السائدة في إسرائيل، والتي لطالما تؤدي لحماية المستوطنين .

وتشير غارديان إلى توجيه تلك التهمة للحكومات الإسرائيلية السابقة، من يسار الوسط إلى اليمين المتشدد، والذي رعى حركة الاستيطان الذي أعقب حرب 1967، فيما سكت يسار الوسط عنها. ولكن ذنب اليمين يبقى أكبر وأعمق، ولذا تبدو كلمات الأسف كاذبة.


وتلفت الصحيفة لموقف نفتالي بينيت زعيم حزب' البيت اليهودي'. فإلى جانب تأكيده مراراً أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، مما يقضي على الأحلام بحياة مستقلة لجميع من يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي. ومن الجدير التركيز على سلوكه هذا الأسبوع. إذ يفترض أن الهجوم الإرهابي الأخير جاء انتقاماً من أمر قضائي صدر يوم الأربعاء الماضي بهدم مبنيين في مستوطنة بي إل في الضفة الغربية. وقد خلا المبنيان من السكان والأثاث، ورأت المحكمة الإسرائيلية العليا بأنهما مخالفان، وأمرت الجيش بهدمهما. وقد غضب المستوطنون من القرار، وتظاهروا بعنف ضد الجنود ورجال الشرطة الذين حضروا لتنفيذ عملية الهدم.

وتقول غارديان: 'لكم أن تتصوروا من وقف على سطح أحد المبنيين مستوطنة في بيت إل، محرضاً المحتجين على تصعيد غضبهم، لقد كان نفتالي بينيت. وهكذا يعمل الصقور الإسرائيليين على النفخ في بالون التطرف القومي، ويتظاهرون بالصدمة عندما ينفجر'.


وتشير الصحيفة إلى عدم اختلاف مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو عن سواه من المتطرفين الصهاينة. فقد نكث بوعده بإقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين الذي تعهد به عشية الانتخابات البرلمانية في مارس ( آذار) الماضي. ولا يمكن نسيان تحذيراته من أن المواطنين العرب كانوا يتجهون نحو صناديق الانتخابات 'بالمئات'. كما يجدر التدقيق في أعماله خلال الأيام الأخيرة. فقد دفعته الاحتجاجات التي قامت في بيت إل للإعلان عن بناء 300 وحدة سكنية أخرى في بيت إيل، و504 وحدة في القدس الشرقية. وبكلمات أخرى، لم يعاقب ناتانياهو المستوطنين على تجاوزهم للقانون، بل كافأهم.

وتلفت غارديان إلى ما قام به نتانياهو قبل 20 عاماً، عندما حرض الإسرائيليين على الاحتجاج على ما وصفه تنازلات قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، للفلسطينيين. فقد وقف نتانياهو بين متظاهرين رفعوا لافتات تصف رابين بأنه' إرهابي فلسطيني'، رغم أنه كان ضابط في الجيش الإسرائيلي. كما رفعوا تابوتاً كتب عليه اسم رابين دون أن يحرك نتانياهو ساكناً. ولكن عندما اغتال يميني متطرف رابين، كان ناتانياهو، بالطبع، من أول الذين عبروا عن صدمتهم.

وهكذا، تختم الصحيفة، بينما يواسي آل دوابشة بعضهم البعض، وفيما يحبس الإسرائيليون والفلسطينيون أنفاسهم، ويرتعدون من مجرد توقع دورة أخرى من الانتقام والتصعيد، لا بد من تذكر بأن الصراع يقوم على عداوة فوق عداوة، وكراهية تضاف لكراهية، مما يصعب حله مع كل يوم يمضي دون اتخاذ إسرائيل إجراءات رادعة حازمة ضد المستوطنين المتطرفين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة