الوكيل - بين الصمت والكلام خطوط حادة تتقاطع على أسطح خشنة يحيط بعصفور صغير بالكاد يتنفس، الفنان يتعمد معنى إطلاق سراحه برسم الباب مفتوحا على الجانب المضيء، كل هذا محاط بجو رمادي مفزع، كأنه البرزخ ما بين الحياة والموت، إما أن يفلت وينجو بحياته وإما أن يتوارى بقفصه في عتمة قاتمة تنتظره في أسفل اللوحة.
رغم كل هذا الوضوح في مفرداته إلا أن هناك غموضا ما في الأفكار الحاملة لها وإمكانية تأويلها إلى آلاف القصص والهواجس الطافحة بملامح التوجس والقلق المحيط بها.
من رهافة الفرشاة وخفتها إلى قسوة ضرباتها وقوتها وما بينهم من أنفاس ومشاعر على أسطح لوحاته، رسم بالفحم، حفر على المعدن وتلوين لخلق المناخ الصحي وتهيئة الجو لولادة المعنى، رغم وضوح الخطاب المعلن عنده إلا انه يضمر خطابا آخر مستترا يرتقي إلى بلاغة التشكيل وحداثة المقترح من ضمن المدارس الثورية، بأدواته المحكمة في الإتقان من الأبيض والأسود وبعض الألوان كالدم القاني أو صرخات اعتراض مكتوبة على جدران الأمكنة الخالية من البهجة والفرح والممتلئة ببهجة القتل والانتقام، رأس مقطوعة، أم ثكلى، أطفال، جمجمة كبش فداء، زهرة اللوتس، طائر ميت، اسماك خارج الماء، يد ساعة البتر، رحلة، سكين ضخم وعصفور متناهي الصغر والرهافة، ألم، حيرة، وخز، بقع مظلمة، اسود، ابيض، أم الشهيد تحتضن صورته، أحذية بالية وفاكهة نتنة تنفذ بكل دقة وإتقان على الورق والقماش بالفحم في جو الأبيض والأسود.
لوحاته بأحجام كبيرة كمساحات تتنفس فيها الروح وترتع بها عين المشاهدة في زواياها المظلمة ومفرداتها المضيئة رغم اهترائها، تآكلها، قدمها وموتها، يُبث فيها حياة أخرى تنعكس إضاءتها في قرنية المشاهد بشكل مختلف توقظ المعاني الخفية لنصوص مستترة عن صرخات الإنسان في وجه آلة الحرب، القتل، الظلم والرغبة في البقاء والعيش الكريم وتعميم الحب والعدل.
عاش الفنان عبدلكي في فرنسا 25 سنة دون أن يفكر في اخذ الجنسية الفرنسية أو جواز سفر أجنبي رغم حرمانه حق استخراجه من وطنه 17 سنة قبل أن يعود إليه، هو جزء من ذاكرة فنية وطنية يدعو إلى التحرر لشعبه، وهو من الأصوات التي تنبذ العنف والطائفية. تم اعتقاله في سورية من قبل قوات النظام السوري بصحبة كل من عدنان الدّبس وتوفيق عمران في حزب العمل الشيوعي في سورية.
ولد الفنان يوسف عبدلكي بالقامشلي في سورية 1951م عاش في باريس 25 سنة في الغربة، تحصل على دبلوم عالي في الحفر ونال الدكتوراة في الفنون التشكيلية من جامعة باريس، عمل في العديد من الصحف والمجلات، عاد إلى وطنه في سنة 2005 حيث قام بعدة معارض. لوحاته مقتناة في الكثير من متاحف الفن في العالم: المتحف البريطاني، متحف معهد العالم العربي في باريس، متحف ديني لي بان في فرنسا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو