السؤال موجه إلى اخواننا في جبهة العمل الاسلامي هنا، إلى الاخوان المسلمين، ما رأيكم فيما يجري في مصر؟ هل أنتم مع اعلان حالة الطوارئ أم ضدها ؟ نحن بانتظار بيانكم أو موقفكم لنرى، ماذا لو قام مثل هذا العمل في الأردن لا سمح الله أين سيكون علّو أصواتكم ؟ وما هو شكل احتجاجاتكم؟ هل قارنتم بين مساحة «الحوصلة» حين يكون الاخوان في السلطة وحين يكونون خارجها؟ وهل انتبهتم الى المعيارين في الكيل الواحد؟
السلطة هي السلطة ولا فضل لسلطة طرف عن سلطة طرف آخر إلا بالعدالة والديموقراطية وحرية التعبير ولذا لا يجوز أن يبيع علينا أحد سلطة تفرض قوانين الطوارئ وتلاقي الناس بالهراوات والرصاص والقنابل المدمعة وحظر التجول واغلاق الطرق والترويع من الاحتجاج باعتبارها الأصلح التي يراد تقليدها وحذوها والسير على هداها، في حين تقاوم وترفض وتعادى ويحرض عليها سلطة تدعو للحوار والمشاركة وتفتح الباب ليعبر منه الجميع باشتراطات التوافق وليس بشروط فئة.
ما قام في مصر الآن من اعلان الطوارئ يعيد مصر إلى المربع الأول قبل الثورة ويحجر على المصريين خياراتهم التي أطلقتها الثورة فهم لم يخرجوا ويضحوا ويقتلوا ويجرحوا من أجل استبدال نظام ابطل الطوارئ تحت ضغط الشارع بنظام يقيم الطوارئ من أجل اخضاع الشارع بعد انعدام الاقناع والحوار.
قلوبنا على مصر وثورتها وتضحيات أبنائها وشبابها الذين أنجزوا الثورة والتي جرى قطفها قبل أن تنضج وجرت لصالح فئة على حساب فئات، وهذه تجربة لا بد أن نتعلم منها وندرك من خلالها الكثير فالذكي من اعتبر بغيره دون أن يصيبه ما أصاب غيره من تجربة.
إن كان الاخوان المسلمون ديموقراطيين فليتوحد موقفهم من الأحكام العرفية والطوارئ وقمع الشارع ومصادرة الحريات ومنع التجول وإلا فإن المواطن هنا أو في العالم العربي لن تأخذه غواية الخطاب الانشائي الذي يحيل إلى عذاب الآخرة والوعيد والتهديد ونحن نرى الأفعال على الواقع.
أدعو الاخوان المسلمين في الأردن من خلال الزاوية الوطنية وليست الدينية أو الفكرية أو الأيديولوجية إلى اعلان موقف وطني حازم ضد الطوارئ والأحكام العرفية والإنحياز إلى الشارع والشعب الذي هو أصل السلطات حتى لا يجيّر صمتهم لصالح ذلك وحتى لا يخرج علينا اليوم التالي فنجد الكيل بمكيالين.
أكثر من سنتين من الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات والمظاهرات والمقاطعة والحرد ونحمد الله أن النظام لم يلجأ إلى الطوارئ أو حظر التجول وظل يتعامل مع الحالات صعوداً وهبوطاً لحفظ الأمن في إطار بقاء حرية التعبير والاحتجاج قائمة وهذه مكاسب لا نريد أن تضيع وندعو لتكريسها والصعود بها ونقلها من الشارع إلى البرلمان وتحت القبة حيث يخصب الحوار وحيث تسن القوانين أو تعدل أو تلغى.
لدينا أداة جديدة وليدة هي البرلمان الـ (17) والذي يتوجه الآن إلى مقاعده ليبدأ فقد تأخرنا بما يكفي ولا بد من تبريد كل مكونات الاحتجاج ومعالجتها بالحوار وتحمل المسؤولية الوطنية ووقف الصراخ والمقاطعة التي لا توصل ولا تنفع فالذهاب إلى البرلمان والحوار تحت قبته أفضل من التراشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع وأفضل من الطوارئ وحظر التجوال والبحث عن المفقودين وتقديم القرابين من شهداء وجرحى لا يعرفون إن كانت تضحياتهم ستثمر أم توظف خارج السياق.
لنختر طريق الحوار حتى لا نعيش التجربة المصرية التي على المروجين لها ان يخفضوا أصواتهم فهذه البضاعة لم تعد قابلة للبيع أو الشراء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو