تعكس كثير من النصوص الصوفية التي نقرؤها لأعلام طبّقت شهرتهم الآفاق مثل النّفّري ومحي الدين بن عربي والحلاج اضطرابات ذهنية ونفسية اضعاف ما تعكس عمقا في فهم حقائق الوجود الانساني او حقائق الكون او حقائق الحياة.
ونحن يلزمنا الاغماضُ في تناول هذه النصوص حتى نجعل لها سبيلا الى عقولنا، وذلك باعتبارها ألواناً من الشطح يتسع لها المجاز الأدبي ولا يتقبلها المنطق بحال.
ان لنا ان ننظُرَ في النص التالي للنّفّري الذي يقول فيه: «اوقفني في الادراك وقال لي: قفْ بين يدي تَرَ العلم وتَرَ طريق العلم، وحقائق العِلم عزائمه، وعزائم العِلم مَبْلَغُهُ، ومبلغ العلم مطلعه، ومطلع العلم حدّه، وحدّ العلم موقفه» فماذا نحن واجدون فيه، واي مستوى من الادراك يمكن الخلوصُ اليه منه، وهو لا يعدو ان يكون امشاجاً منتزعة من ابواب العلم في كتب أُصول الفقه وأُصول الدين يراد لها – دون جدوى – ان تكون نصّاً متماسكاً عميق الفحوى، فتقع دون ذلك؟!.
إن في طوق أيّ منا ان يقرأ صفحات مضيئة سليمة من مثل هذا الاضطراب في كتب من مثل «الارشاد» للإمام الجويني، و»التمهيد» للباقلاني، و»ابكار الافكار» للآمدي، و»صيد الخاطر» لابن الجوزي، كما ان لفلاسفة الإسلام امثال الكندي والفارابي وابن سينا والغزالي فصولاً شائقة في العلم وأبوابه وطرائقه ومراتب اليقين فيه، وغاياته القريبة والبعيدة وما يترتب عليه من مسؤولية اخلاقية. وكل ذلك معروض عرضاً واضحاً منطقياً، تُسلمِك مقدماته الى نتائجه، وتتحقق فيه شروط: البداهة، واليقين، وتمايز الافكار، بعكس التخبط الذي نلمسه في كثير من تهويمات النّفّري وابن عربي والسهروردي الذين اتعبوا طالبي حقيقة مقاصدهم واضلوهم في شعاب التأويلات الباطنية، التي تمتزج فيها ضلالة العقل بزيغ القلب، وتنأى في محصلتها عن حقائق الايمان وحقائق الانسان في آن.
ان باستطاعة اي مضروب في دماغه ان يملأ لنا صفحات من الاقوال التي لا رابط لها. واذا كان قد اتيح له ان يتأثر بمقولات الفلسفة وعلم الكلام واصول الفقه، بسبب او لآخر، فهو مؤهل لان يكتب نصوصا ملتبسة يحارُ فيها الناظرون، وليس كالنقد الصارم من سبيل لكشف هذه الحالة التي قد يخطئ فهم دلالتها الكثيرون، ممن يشهدونها، وممّن يتابعونهم على توالي القرون..
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو