الأحد 2024-12-15 01:46 ص
 

و إن ضاقت الدنيا

08:55 ص
و إن ضاقت الدنيا فلي اتساع الحلم !
لكنها لحظات فصلت الحلم عن الواقع..لحظات كأنها عمر !اضافة اعلان

ثوان لا تحمل إلا ذوبان الشمع فوق الورق،تحسست فيها وجهها في مرآة الكلام بعد وقت متعَب من الإنتظار. 
كان كل شيء فيه يشبهها و لا تشبه شيئا فيها !
صوت أغنيه يصدح من بعيد و يدق أبواب الروح ،رعشة على أطراف النافذة تبحث عن دفء تطلب الدخول و لا يؤذن لها. و خيال يترنح بين بين (ترى أنمرّ في بال من سكنوننا بعد كل ذلك الوقت الطويل،أيسكنهم حزنا و تحتلهم لهفة؟ أم ما مضى قد مضى دون عودة منذ توادعنا عند الزاوية التي فصلتنا أقصى يمين الحياة؟) .
قلوب متعبه و ذاكرة تمحي و تكتب ثم تمحي..
وقت بطيء و تكات ساعة تأكل من الوحدة نصيب . متعبة الروح حد الموت، نعم..فالفراغ يوازي الموت للأحياء..والقلب مدمج بالوحشة مُحَنىّ بتعب التفكير،و البرد يزلزل هشاشة الفؤاد و يوشوش في أذنيه قاوم،قاوم حتى تظل شغفا فالإستثناء لا يمنح إلا الإستثناء،لأن القوة لا ترضى إلا بالقوة و برغم اليُبس لابد أن تستمر الحياة حتى و إن بحثت مدينة الغُيّاب عن كفّ منسي في شوارع إسمها إشتياق..
الكبرياء و الصمت و العنفوان ثلاثي لا يصدأ أبدااا !
قد يأكلنا الحنين..قد يدمينا الإنسحاب قد يشيخ الصبر بداخلنا إنما لا يجفّ القلم بل يغذيه،فكم مرة  خرجنا و نحن لا نوّد المغادرة و بقينا متجذّرين باللحظة الأولى؟ وبريق العينين يسكننا،و طعم المطر يترجم ذبذبات اللغات فوق الشفتين ليتحول داخلنا إلى مهرجان .. و كلما اشتدت الظلمات عُودنا صار ياسمينة .
نعم...التفاصيل مرهقة و الأحزان قلعة،و الجرح خرج و لم يعد و لازال على ذمة إنفراج الكلمات ،فالوقت سرق منا شهيتنا للجنون و قاوم مزاج الحماقات. بقصد بغير قصد لم يعد مهما فالأهم أن نرتشف بعفوية الحزن و نهرول به في متاهات الحياة ببساطة لنألف الخوف و الغربة و نكمل كأن شيئا ما كان. 
و رغم قسوة المشهد إلا أن الكتابه هي قطعة من القلب و إنعكاس لما يدور في أزقة الخواطر نغوص بها عبر أنين القلم و نخطّ أنشودة لذكرى .
* (في دفاتر السنين يسجلون ميلادنا وموتنا،وفي دفاتر الايام نرقّم أفراحنا و أتراحنا و نمضي من جديد كمدن بلا ذاكرة على قيد انتظار نعزز به أحلامنا البريئه يروّضنا على أدراج ازدحام الوقت و ليبقى كل شيء جميل مجرد قرع في طبول الذاكرة).
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة