تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 الخطة الظالمة لتقسيم ارض فلسطين التاريخية إلى دولتين يهودية وعربية، وإن كانت هذه الخطة أتاحت تجسيد المشروع الصهيوني لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي فقد سجلت بداية تاريخ مأساوي طويل للشعب الفلسطيني.
وقد أدى هذا القرار الظالم بعد ستة أشهر إلى قيام الكيان الصهيوني في 14 أيار1948 ،لكن الدولة الفلسطينية المستقلة لم تر النور بعد.
بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد بريطانيا الدولة التي انتدبتها عصبة الأمم على فلسطين منذ سنة 1922 تسيطر على زمام الوضع.
لقد غيرت المحرقة التي تعرض لها اليهود والتدخل الأميركي في الشرق الأوسط وتشكيل جامعة الدول العربية وضغوطات الجماعات السرية الصهيونية الوضع تماما على الساحتين المحلية والدولية.
وفي شباط 1947 ،أحالت لندن ملف فلسطين إلى الأمم المتحدة.
وفي 29 تشرين الثاني 1947 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على القرار 181 الذي حاز على تأييد 33 دولة بينها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وفرنسا، وعارضته 13 دولة بينها الدول العربية، وامتنعت 10 دول عن التصويت بينها بريطانيا العظمى. ولم يستغرق التصويت أكثر من ثلاث دقائق.
وقسمت فلسطين التي كان يعيش مليون ونصف عربي وبضعة الالاف من اليهود إلى ثلاثة كيانات كان ينبغي أن تصبح مستقلة في الأول من آب 1948 ،وهي:
دولة يهودية على 14 ألف كيلومتر مربع وتشمل شريطا يمتد من اصبع الجليل الشمالي إلى ضفاف بحيرة طبريا، والساحل الأوسط من حيفا إلى تل أبيب، وصحراء النقب.
وأعطى التقسيم الفلسطينيين ثلاث مناطق تبلغ مساحتها 11500 كيلومتر مربع إحداها في الجليل الغربي والثانية في قطاع غزة مع جزء من الحدود مع سيناء، والثالثة في الضفة الغربية.
وشكلت القدس والبلدات المجاورة لها كياناً مستقلاً يخضع لنظام دولي خاص تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبذلك حصل اليهود على 54 %من الاراضي في حين كانوا يمثلون 6 % من السكان.
وتنص الخطة على التدابير الواجب اتخاذها من اجل الاستقلال في مجالات مثل المواطنة وحق المرور والاتحاد الاقتصادي والإعلان الذي يفترض أن تصيغه كل حكومة مؤقتة لكل من هذه الكيانات المقترحة في ما يتعلق بدخول الأماكن المقدسة وحقوق الطوائف الدينية والأقليات.
وعارضت الدول العربية في الأمم المتحدة حتى النهاية التقسيم مطالبة بإقامة دولة فلسطينية واحدة ديموقراطية ومستقلة.
ولكنها ووجهت بالتحالف غير المتوقع في تلك الفترة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهو الذي أمن غالبية ثلثي الأصوات الضرورية لتمرير القرار.
ففي حين كان السوفيت يرغبون في اخراج بريطانيا من فلسطين، أيد الاميركيون القرار نظراً لتنامي النفوذ اليهودي لديهم.
ووافق زعماء الوكالة اليهودية على الخطة لكن بعض الصهاينة رفضوها لأنها بعيدة عن إسرائيل الكبرى التي يسعون لإقامتها. وفي تل أبيب، حبس اليهود أنفاسهم، لكن الجموع صفقت مطولا من الفرح بعد تبنيها.
أما الفلسطينيون فشعروا بالغبن والظلم. ورفضت الدول العربية الخطة.
بعدها توالت الأحداث في فلسطين مع سعي كل طرف إلى تغليب موقفه.
وفي 14 أيار 1948 ،أعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل مباشرة بعد انتهاء الانتداب البريطاني. واندلعت في اليوم التالي الحرب العربية الإسرائيلية الأولى.
وفي نهاية النزاع، باتت إسرائيل تحتل 78 %من أراضي فلسطين تحت الانتداب في حين اضطر قرابة المليون فلسطيني للجوء إلى الدول المجاورة أو إلى الضفة الغربية وغزة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو