شيئا فشيئا يزداد شعور أغلب الناس بـ « الملل « في ايام العيد. وفي المقابل .. تتلاشى مشاعر « الشوق « ، رغم أن معظم الكائنات لا تلتقي الاّ في العزاءات أو في الأعياد.. فقط.
تذهب الى اقاربك الذين لم ترهم منذ سنة ، من العيد الماضي .. وبعد ربع ساعة تشعر أنه لا يوجد موضوع تتحدثون فيه.
كيف الصحة؟
كيف أولادكم؟
طيب.. نشوفكم على خير ؟
الغريب أن ألطرف الاخر ، لا يطلب منك ، « البقاء « وكأنه يُدرك ان اللقاء انتهى.. وانه يستنى بلهفة انك تقوم.
ما هذا الملل.. وهل « انقرضت « مشاعر الناس ؟
هناك نوع من الناس « يستغلّون « زيارة العيد للعتاب .. ومنهم من يعتبرك « أُضحية «.. ينحرك بالمعاتبة ويذكّرك بأخطائك التي مرت عليها سنوات وسنوات.فتشعر انك تجلس على كرسي الاعتراف وان تحتك دبابيس ، وتسارع للمغادرة قبل أن يفتك بك صاحب البيت.
فعلت ما يفعل الناس.. زرتُ اهلي ..واتجهتُ إلى « الرصيفة « حيث الجزء الاخر من اهلي.. ضحكتُ ساعة في بيت اخي سمير الذي يطمح مثل كل الكائنات في العالم العربي للسفر الى امريكا والعيش هناك.
أخبرته أن امريكا ليست مناسبة لأمثالك وفي سنّك.. ربما تناسب الشباب المقبلين على الحياة أكثر.
لكنه لم يكترث لكلامي.. وسحبتُ نصيحتي.. وقلت له افعل ما شئت.. انت حُرّ...
قمنا بجولة في الأماكن التي عشتُ فيها أيام صباي ومراهقتي « الاعدادي والثانوي»..
مررنا ببيتنا « القديم «.. لم يبق من معالمه سوى « عامود الكهرباء « الذي كنتُ « اسهرُ « تحته لعدم وصول الكهرباء الى بيتنا في ذلك الحين.وكنا نعتمد على «قنديل الكاز « ابو فتلة.
وكنتُ اخرج واجلس تحت « العامود « واقرأ واستمع للإذاعة الأردنية وأحيانا ابعث « خواطر « وأشعر بالفرح لمّا المذيعين يذكروا اسمي.
لاحظتُ ان هناك الكثير جدا من البيوت في « المنطقة « مهجورة وتحولت إلى « خرابات «.. ولا ادري اين ذهب اهلها.
كان اخي يحاول تذكير بأن هذه كانت « دار ابو فلان « وهاي دار ابو فلان.. وكان يسبقها بكلمة .. اكيد مات الآباء وتفرّق الأبناء.
وعلى طول الطريق « ياجوز « كانت رائحة الاغنام تزكم الانوف برائحتها .. وكان السيارات تزدحم ليشتري اصاحبها الخرفان.
اما أحاديث العيد.. وهي قليلة ، فقد غلب عليها موضوع التسمم والشورما الفاسدة تتبعها اللحوم والدجاج الفاسد..
كله فاسد وكله غُشّ ويا ويلهم اللي ما بيخافوا ربنا
ويقولك « عيد سعيد «
مين سعيد ؟
الله يرحمه..!!!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي