الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

درس في الخصوصية والانسجام



أنا من دُعاة التلقائية والانسجام مع الذات وهذا كان ديدني في أغلب حياتي؛ لذا أعتقد جازماً جزماً غير منقوص أنني دفعتُ وما زلتُ أدفع الثمن وإلاّ ما هذه العراقيل التي تهبط فجأة وما هذه (العصلجات) التي تتوالى تباعاً في أغلب تفاصيلي العامة..!اضافة اعلان


عندما أقول تلقائية فأنا أعني أن تترك نفسك على سجيّتها بلا تمثيل أمام الآخرين..ألا ترسم صورة لك غير التي عليها حقيقتك..ألا تتطوّع وتحدّث الناس عن أشياء وهميّة؛ هم أصلاً لم يسألوك عنها..ألاّ تبادر وتنسج قصصاً لتوحي للآخرين بالمظلوميّة وجلب التعاطف..ألاّ تتكلّم في كلّ وقت وبلا مناسبة ولا داعٍ؛ لأن هناك سؤالأ للحديث الفجائي: ما المناسبة؟ فإذا كان بلا مناسبة ظاهرة فإن له أغراضاً أو هو انفجار نفسي لا غير..!

حين تتطوّع وتكلّم الناس عن (سردينك) فإن لهم كلّ الحقّ في التعليق على كل أشكال طعامك..وحين ترسم لهم مواصفات ومقاييس ملابسك الداخلية فلا يُلام أحد إذا تكلّم عن غرفة نومك لأنك أنت من فتحتَ له الغرفة ودعوته للدخول والتأمّل..!

الانسجام مع الذات لا يعني إطلاق الكلام على عواهنه؛ فالعواهن لا ترسم صورةً مستقرّة لوجه بل تجعلكها وتُخرِجُ تناقضاتها وتصبح إنساناً بلا خصوصية وتصبح هدفاً لكل من يريد أن يتدرّب على الحياة ولا يتدرّب إلا بك.. فلا تكن ساحة تدريب للآخرين كي تظفر بدمعتين أو تصفيقاً لدقيقتين..!

عش حياتك لأنك تريد أن تكون قمراً فيها أو نجماً أو نهراً أو جدولاً ؛ ولا تعشها كي تثبت للآخرين أنك بطل وأنت بلا بطولة؛ أو كي تحظى ب(لايك) من (مرّاق فيس بوك)..!

حياتك هي لك وحدك ولا يتقاسمها الآخرون معك إلا بمقدار ما تسمح لهم أو تطلب منهم الدخول إليها..!