فوراً وبمجرد إعلان الأميركيين عن «قنبلتهم» العملاقة التي قصفوا بها موقعاً تحت الأرض لـ»داعش» في أفغانستان، أدى إلى مقتل تسعين من هذا التنظيم الإرهابي، بادر الروس وربما من قبيل «المناكفة» إلى إعلان أن لديهم قنبلة قوتها أكثر بأربع مرات من قوة القنبلة الأميركية وهذا إنْ كان صحيحاً وحتى وإن كان مجرد إستعراض للعضلات «الوهمية» فقط فإنه يعني عودة :»الحرب الباردة» التي بقيت محتدمة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى إنهيار الإتحاد السوفياتي في بدايات تسعينات القرن الماضي.
لأن الأميركيين أطلقوا على قنبلتهم العملاقة، التي تغنَّى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أساس أنها دلالة تفوق الولايات المتحدة عسكرياًّ، إسم «أم القنابل» وقالوا أنها تزن أحد عشر طناً فإن الروس قد بادروا وعلى الفور إلى إعلان أن لديهم قنبلتهم الأسطورية التي أطلقوا عليها إسم «أبو القنابل» وقالوا، من قبيل النكاية والإستفزاز والمماحكة أن «أبو القنابل» أصغر حجماً من القنبلة الأميركية ولكن قوتها أكثر بأربع مرات من قوة «أم القنابل» هذه وأنها تزن أربعة وأربعين طناًّ وحقيقة أن هذه «الملاسنة» التي لجأت إليها روسيا تدل على أن ما هو أكثر وأخطر من الحرب الباردة قادم بالتأكيد إذا بقيت الأمور بين هاتين الدولتين العظميين تسير في هذا الإتجاه الذي تسير فيه الآن.
وبالطبع فإن هذه « الملاسنة»، التي تدل على أن كل ما قيل عن «تبريد» الأمور بين هاتين الدولتين العظميين، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو، من الممكن أن يكون الروس قد لجأوا إليها تحت وطأة شعورهم بالخوف بعد مجيء دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وعلى غرار ما يفعله مسافر الصحراء ليلاً الذي عندما يصبح فريسة لمخاوفه يبادر إلى «الحداء» بأعلى صوته لمواجهة «وجيب» قلبه مع أن المفترض أنْ يلجأ إلى الصمت البهيم كي لا يستدرج بحدائه هوام الأرض من ضباع وذئاب وحيوانات مفترسة...ويستدرج أيضاً شذاذ الآفاق والقتلة من أتباع الشنفري الأزدي.
في كل الأحوال وهذا هو ما يهمنا: هل يا ترى أنَّ تنشيط ترمب لحلف الأطلسي، الذي كان قال فيه خلال معركة الرئاسة الأميركية أكثر مما قاله مالك في الخمر، ودفع الأمور بإلإعلان عن «أم القنابل» التي ردَّ عليها الروس بـ «أبو كل القنابل» سيؤدي إلى عودة الحرب الباردة مجدداً..؟ثم وهل يا ترى أن الحرب الباردة هذه إن هي عادت بالفعل ستكون في مصلحة العرب والشعوب المستضعفة في العالم بأسره أمْ لا؟!.
عندما كان هناك الإتحاد السوفياتي كانت القوتان الأعظمان تنشغلان ببعضهما بعضاً، إنْ بالحملات الإعلامية المتبادلة وإنْ بالتآمر والألاعيب المخابراتية وأيضاً إنْ بالحروب الطاحنة كما جرى في كوريا وفي فيتنام وفي دول أخرى كثيرة، لكن عندما إنهار الإتحاد السوفياتي وإنتهى حلف وارسو نهائياً وأصبحت هناك روسيا الإتحادية، تراجعت الحرب الباردة حتى حدود التلاشي وهذا في الحقيقة قد دفع ثمنه العرب ومعهم كل الشعوب المستضعفة المهضومة الحقوق.. على غرار ما جرى في سورية في عهد إدارة باراك أوباما.. مما يعني أن الحرب الباردة وأيضاً الحرب الساخنة هي في مصلحتنا وفي مصلحة كل الشعوب المستضعفة هذه !!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو