غرب ما يتردد وما يقال من قبل الأوروبيين تحديداً هو أنَّ انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران سيؤدي إلى حرب مدمرة في هذه المنطقة، أي في المنطقة الشرق أوسطية، وكأنَّ كل هذا الذي يجري في سورية وفي اليمن وفي لبنان وفي غزة وأيضاً في العراق بما يفعله الحشد الشعبي والجنرال قاسم سليماني ليس حرباً إيرانية على هذه الدول العربية كلها وعلى الشرق الأوسط بأسره ومؤخراً على المملكة المغربية بعدما ثبت أن هناك دعماً عسكرياًّ إيرانياًّ لحركة الـ «بوليساريو» التي تعتبرها دولٌ عربية كثيرة حركة انفصالية.
وحقيقة أن ما يجعل الأوروبيين حريصون على هذا الإتفاق، الذي كانت وقعته الولايات المتحدة في عهد إدارة باراك أوباما إلى جانب كل الدول الأوروبية ومن بينها «لوكسمبورغ العظمى»!!، هي مصالحهم الإقتصادية
فهم يعرفون أن إيران التي تعاني من أوجاع سياسية وعسكرية كثيرة غير قادرة على شن حرب نظامية
فعلية لا على بعض دول الشرق الأوسط العربية ولا على إسرائيل وأيضا ولا على أيٍّ من الدول الأوروبية
فالأرقام الخيالية عن أعداد صواريخها «البالستية» .. التي هي في أراضيها والتي هي في سورية مبالغ فيها
جداًّ ويقيناً أن دولة الولي الفقيه الغارقة في الإشكالات والمشاكل حتى ذقنها غير قادرة على مثل هذه
الحرب حتى وإن هي فكرت فيها وبصورة جدية.
إن إيران قد حققت كل هذه «الإنتصارات» الباهرة في الشرق الأوسط وأصبح لها كل هذا الوجود الفاعل
والمؤثر في سورية ولبنان واليمن والعراق وغزة ليس بصواريخها ولا بطائراتها ولا بجيوشها ولكن بخلق بؤر
مذهبية وطائفية في هذه الدول أصبحت، خلافاً لتوجهات الشيعة العرب الذين هم الأكثر تمسكاً بعروبتهم
النقية والمنزهة عن أي انحيازٍ طائفي ومذهبي لا في اتجاه» قُمْ» ولا في اتجاه غيرها، تابعة لحراس الثورة
الإيرانية ولقاسم سليماني والأخطر أنَّ بعضها بات يشكل دولة الدولة كما هو عليه وضع حزب االله في لبنان.
ولعل ما هو معروف أنَّ خروج الولايات المتحدة من هذا الإتفاق النووي مع إيران لا يلزم الإتحاد الأوروبي ولا أي من الدول الأوروبية فكل شاة في هذا المجال معلقة من عرقوبها وبإمكان الأوروبيين أن يبقوا على وجودهم في هذا الإتفاق ويحافظوا على مصالحهم الإقتصادية مع الدولة الإيرانية ولكن بعيداً عن كل هذا التهويل الإعلامي وتصوير هذه الدولة التي هي في حقيقة الأمر أعجز كثيراً مما يقال عنها على نحو أكبر من حجمها بكثير.
هل يمكن أن يتصور من في رأسه ولو جزءاً ضئيلاً من العقل ومن الإطلاع والمعرفة أن إيران قادرة على ضرب أوروبا أو بعض دولها بالصواريخ البالستية التي لم تجربها حتى الآن إلاّ في سورية وضد الشعب السوري وبمباركة روسية ثم وهل ينسى الأوروبيون الحريصون على مصالحهم الإقتصادية أنهم إنْ هم سكتوا على هذه الصواريخ فإن إسرائيل لن تسكت عليها، إن هي شعرت بأنها قد تشكل خطراً عليها حتى على المدى البعيد، وهي ستبادر بالتأكيد لتدميرها بدعم أميركي غير محدود.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو