الوكيل - شارك آلاف العمال الذين يعانون من تدني مستوى المعيشة وارتفاع البطالة الى معدلات قياسية في احتجاجات بأنحاء أوروبا يوم الأربعاء بمناسبة عيد العمال آملين اقناع حكومات منطقة اليورو بتخفيف اجراءات التقشف وتعزيز النمو.
وفي اسبانيا واليونان وايطاليا وفرنسا المثقلة بالديون بمنطقة اليورو خرج عشرات الالاف الى الشوارع للمطالبة بتوفير وظائف وانهاء أعوام من ترشيد الانفاق.
وفي اسبانيا حيث انكمش الاقتصاد للربع السابع على التوالي ووصلت البطالة الى نسبة قياسية بلغت 27 بالمئة احتشد الاف المحتجين في العاصمة الاسبانية مدريد عبر شارع جران فيا التجاري الرئيسي ملوحين بالأعلام ورافعين لافتات تقول 'التقشف يدمر ويقتل' و'الاصلاحات سرقة ونهب'.
وقالت اليثيا كانديلاس (54 عاما) الموظفة السابقة بالحكومة والتي فقدت عملها منذ عامين 'مستقبل اسبانيا يبدو مرعبا .. هذه الحكومة تعود بنا الى الوراء.'
وقالت اتحادات عمالية ان 50 الفا خرجوا في مدريد وشارك أكثر من مليون شخص في مسيرات سلمية بانحاء البلاد. ولم يتسن التحقق من هذه التقديرات من مصدر مستقل. ولم تحدد الشرطة عدد المشاركين.
وتوقفت حركة القطارات والعبارات وأضرب العاملون في البنوك والمستشفيات في اليونان يوم الاربعاء بعد ان دعت أكبر نقابتين للعمال في القطاع العام والخاص هناك الى اضراب لمدة 24 ساعة وهو الأحدث ضمن سلسلة احتجاجات في بلد يعاني ركودا منذ ست سنوات.
وانتشر نحو ألف من رجال الشرطة في أثينا لكن المظاهرة التي شارك بها نحو خمسة الاف من العمال والمتقاعدين والطلاب المضربين مرت بسلام بعد أن اتجه المحتجون نحو البرلمان رافعين لافتات تقول 'نحن لن نصبح عبيدا .. اخرجوا الى الشوارع'.
وكان فرض اجراءات قاسية لخفض عجز موازنة اليونان شرطا لحصولها على حزمة مساعدات دولية لانقاذها من الافلاس والخروج من منطقة اليورو.
لكن عدد المحتجين الذين خرجوا الى الشوارع كان أقل من العام الماضي حين شارك 100 ألف في مسيرة باتجاه ميدان سينتاجما. وتحل اجازة يوم الأول من مايو قبل ايام من عيد الفصح عند المسيحيين الارثوذوكس لذلك كانت المدارس الحكومية مغلقة وسافر الكثير من العمال لقضاء العطلة.
وتلقت اربعة من دول منطقة اليورو المثقلة بالديون وهي اليونان وايرلندا والبرتغال وقبرص مساعدات انقاذ. وفي ظل مؤشرات شبه معدومة على تحقيق نمو في منطقة اليورو يتوقع البنك المركزي الاوروبي خفض معدلات الفائدة الى مستوى قياسي يبلغ 0.5 بالمئة خلال اجتماعه المقرر غدا الخميس.
لكن محللين يقولون ان هذا وحده لن يجدي كثيرا لانتشال منطقة اليورو من الركود وتناقش حاليا عدة حكومات صراحة سياسات لمحاولة دعم النمو.
وأبلغ رئيس الوزراء الايطالي الجديد انريكو ليتا يوم الثلاثاء ألمانيا ان حكومته ستفي بالتزامات ميزانيتها لكنه يتوقع ان تتخلى اوروبا عن شعار التقشف وتفعل المزيد لزيادة النمو.
واتبعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل -التي يعتبرها كثيرون في جنوب اوروبا بطلة نهج ترشيد الانفاق- نبرة تصالحية قائلة 'تعزيز الميزانية والنمو يحتاجان الى عدم وجود تناقض.'
ونظم أكبر اتحادين للعمال في فرنسا -والمختلفان بشأن اصلاحات قانون العمل التي قدمها أولوند- مسيرتان منفصلتان بمناسبة عيد العمال. وتراجعت شعبية أولوند الى 25 بالمئة مع تخفيض الانفاق وارتفاع البطالة.
وقالت الاتحادات الألمانية ان نحو 425 ألفا شاركوا في أكثر من 400 حدث بانحاء البلاد.
وخرج عشرات الالاف في المدن الرئيسية بايطاليا للمطالبة بتحرك حكومي لمكافحة البطالة التي بلغت 11.5 بالمئة في البلاد بوجه عام و40 بالمئة بين الشبان.
وناشد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الحكومات في عيد العمال مكافحة البطالة قائلا ان 'العمل شيىء أساسي من أجل كرامة الإنسان.'
وقال أمام عشرات الالاف الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس للاستماع الى عظته الاسبوعية 'افكر في كم العاطلين ليس فقط من الشبان .. في كثير من الاحيان بسبب تصورات اقتصادية بحتة للمجتمع تسعى للربح بشكل اناني خلافا لقيم العدالة الاجتماعية.'
وخرج الالاف في لشبونة للمطالبة بانهاء التقشف الذي فرضه اتفاق المساعدة بين البرتغال والاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي وذلك بعد يوم واحد من إعلان الحكومة عزمها اجراء مزيد من الخفض في الانفاق.
وخرجت مسيرات تقليدية لاحياء عيد العمال بعيدا عن منطقة اليورو. وفي روسيا ينتظر ان يشارك نحو 1.5 مليون شخص في مسيرات وهو عدد قليل جدا بالمقارنة مع الملايين التي اعتادت الخروج في عهد الاتحاد السوفيتي.
وفي تركيا استخدمت الشرطة مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق جماهير تجمعت في وسط اسطنبول للمشاركة في مسيرة. وذكر مصور رويترز ان ستة اشخاص على الاقل اصيبوا.
وعادة ما تستخدم السلطات التركية القوة لمنع تنظيم مسيرات في وسط المدينة وامتنعت هذا العام عن منح النقابات العمالية الكبرى تصاريح لتنظيم مسيرة في ميدان تقسيم بدعوى ان عمليات الانشاء الجارية فيه قد تشكل خطورة.
رويترز
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو