الخميس 2024-12-12 09:33 ص
 

الأردن وإسرائيل وجها لوجه في منازلة دبلوماسية

02:31 ص

الوكيل - عندما التقى الملك عبدلله الثاني الأسبوع الماضي نخبة من أعضاء البرلمان في إطار حوار داخلي حول بعض القضايا والملفات ألمح إلى أن بلاده ‘مطلعة على كل التفاصيل’ فيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وما يسمى ببرنامج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.اضافة اعلان


عمان سياسيا ودبلوماسيا تبدو مطمئنة لتقديرات مطبخها السياسي وهي تراقب وثيقة كيري وهي تموت بسبب التعنت الإسرائيلي.

فهم الرأي العام المحلي اليوم وفقا لعضو مجلس النواب محمد حجوج كيف تعاملت مؤسسة القرار بصبر ودون تسرع مع مشكلات برنامج كيري خصوصا بعدما ‘نعى’ الرجل عمليا في وقت متأخر مساء الأربعاء مظاهر الإحتفال والتسارع في هجمته التفاوضية التي نجح بنيامين نتنياهو بتحطيمها.

آخر تصريحات كيري تحدثت عن إخفاق واضح في التسريع بالمفاوضات وعن الحاجة للمراجعة وللمزيد من الوقت.

إستفسرت الخارجية الأردنية من الأمريكيين عن مرامي هذا التصريح وحضرت الترجمة على أساس الإشارة إلى أن كيري كان يطمح بفعالية خطته قبل نهاية العام الحالي وبالتوصل إلى إتفاق نهائي يحمله معه وهو يخطط لترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

بدا واضحا أن الأردن رسميا وسياسيا وبصمت لا يرغب في تقديم أي إنعاش لخطة كيري لتبقيها على قيد الحياة ففي غرفة القرار الأردنية يقال : نتنياهو تكفل بذلك.

في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني تداول سياسيون خبراء التقييم والتشخيص وبدأت تظهر خلاصة تفيد بعدم الإستعجال لأن الرهان في إحباط خطة كيري سيكون على ‘وطنية نتنياهو’ المتشدد.

حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ أردنيين التقاهم مؤخرا أن خطة كيري تنحسر لكنها لا زالت على قيد الحياة وبأنه جاهز لكل الإحتمالات وأن ‘المصالحة’ مع حركة حماس ينبغي أن تنجز مهما تطلب الأمر.

يميل الأردنيون إلى أن تظهر إسرائيل أمام الأمريكيين والعالم باعتبارها ‘الطرف المعطل’ للسلام والمفاوضات لكنهم يميليون أيضا أن لا تستفيد حركة حماس من الإخفاق التفاوضي.

لذلك أبلغوا عباس أنهم يساندونه حيث تم عقد اجتماع معطل من 10 سنوات للجنة الوزارية العليا وأرسلوا إلى رام الله وفدا من 10 وزراء برئاسة الدكتور عبدالله النسور وفي الوقت نفسه سمح ‘لجناح عباس′ في حركة فتح و المسؤولين في منظمة التحرير ولأول مرة بالتجول في مخيمات اللاجئين سياسيا في عمان.

وفي الوقت نفسه فإن سماح نتنياهو بحصول ‘تحرش’ موسمي دائم بقصة ولاية الأردنيين على الأماكن الدينية في القدس وعبر الكنيست أزعج عمان عدة مرات وتسبب لها بالإحراج حتى أن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة إضطر في اجتماع برلماني دولي في طهران لخطوة سياسية رفض فيها ‘احتضان’ الإيرانيين للجنة باسم القدس بصيغة’ نحن الأقرب للقدس والأولى بها’.

رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إستفسر عن الشراسة التي مال لها طراونة خلال التداول وتوصل معه في النهاية إلى معادلة وسطية تنتهي بأن تحتضن اللجنة الشعبة البرلمانية المغربية.

لاحقا أرسل الأردنيون ‘رسالة موازية’ لجميع الأطراف تثبت أنهم الأقدر على توفير غطاء عربي وإسلامي لولايتهم على مقدسات القدس عندما قاد الأمير غازي بن محمد شخصيا في ندوة ‘الطريق نحو القدس′ الجهد نحو ‘فتوى’ مثيرة للجدل للعلماء المشاركين اعتبرت أن زيارة المسجد الأقصى ليست ‘تطبيعا’.

قطف الأمير الهاشمي الذي استضاف العلماء بذكاء هذه الفتوى ذات المدلول السياسي المثير وتلقفها فورا من طلبها أصلا من الأردن عدة مرات وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش.

‘وكان الدكتور الهباش قدم تشخيصا عن الحاجة الملحة إلى ‘تعميم’ زيارة الأقصى على مستوى المسلمين قائلا إن ذلك يدعم القدس ومالية السلطة والولاية الدينية الأردنية الهاشمية ويساعد في إفشال مخطط الإحتكار الإسرائيلي.

في مسألة القدس تبدو عمان أكثر ‘حساسية’ على أساس التفاهم مع السلطة وعباس والتنافر مع حكومة نتنياهو. التعبير الأدق عن مستوى الحساسية إزدادات فعاليته تماما بعد التراجع الملحوظ في نفوذ ‘وثيقة كيري’ التي تعكس القيادة الأردنية مستوى هضمها ومقترحاتها عندما تقول للنواب إن عمان على اطلاع بكل التفاصيل.

على هذا الأساس أصبحت البيئة الأردنية تحديدا مواتية للإعتراض بذكاء على عبث نتنياهو وحكومته بالمفاوضات وعملية السلام وخطة كيري وملف القدس وحصريا الولاية الأردنية على مساجدها وكنائسها.

يمكن ببساطة قراءة ‘التصعيد’ الإسرائيلي الأخير مع المقال الذي نشره وزير الخارجية الأردني الأسبق الدكتور كامل أبو جابر على هذا الأساس وفي سياق بيئة ‘تناكفية’ بين عمان وتل أبيب.

المقال ناقد بقسوة لإسرائيل ويركز على فكرة أردنية مستقرة تقول إن مصلحة إسرائيل بالصدام والحرب وليس بالسلام.

نشرت المقال صحيفة جوردن تايمز باللغة الإنكليزية وهي صحيفة تتبع الحكومة الأردنية إداريا وماليا.. إنزعجت إسرائيل واتهمت الصحيفة والكاتب باللاسامية واستدعت السفير الأردني في تل أبيب وأرسلت برقية احتجاج قبل أن تعلن الصحيفة والدكتور أبو جابر معا: لن نعتذر.

اللافت أن الوزيرالسابق كاتب المقال من قيادات المكون المسيحي الوطني الأردني ونقده الشرس للذهنية الإسرائيلية في إطار رمزيته كمسيحي عربي تزامن بوضوح وتماما مع هجمة ‘السياحة الدينية’ الإسلامية التي شرعن لها اجتماع علماء المسلمين في اجتماع باسم ‘الطريق إلى القدس′.

طبعا برز مقال أبو جابر أثناء التحضير للقداس العملاق في ستاد عمان الدولي نهاية الشهر الجاري لبابا الفاتيكان الذي سيخطب في وسط عمان داعيا للسلام والتعايش الديني ومنددا بالعنف و معبراً عن أمله لأهل فلسطين بالخير والبركة.

مثل هذه التحضيرات وبالتزامن مع النعي المؤقت لوثيقة كيري يظهر حكام إسرائيل أمام العالم بصفتهم دعاة للحرب والقتل والدمار..يتصور كثيرون أن الفكرة الأخيرة بمثابة ‘رد أردني’ عملي وذكي ومباشر على إسرائيل التي تحرشت بالولاية الدينية الهاشمية بطريقة صفيقة وبالتلازم مع التجهيز لدفن وثيقة كيري.القدس العربي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة