الأحد 2024-12-15 05:17 م
 

الاردنيون واقتناء "الموبايلات" الحديثة .. من الموضة إلى هوس التغيير

10:21 ص

الوكيل- يستذكر هاني حربي (27 عاما) كم مرة بدل هاتفه النقال خلال العام المنصرم، ويجد صعوبة في إحصاء خسائره المالية جراء تغيير “موبايله” كلما نادته الموضة وأصداؤها لفعل ذلك.اضافة اعلان

يشير حربي إلى أنه كلما استحوذ هاتف نقال جديد على إعجابه، سارع إلى بيع “الخلوي” الذي بحوزته بخسارة لا يأسف عليها، ويصرف ما يملك من الراتب، وأحيانا الاقتراض، حتى يشتري هاتفا نقالا يراه “مثاليا”، غير أنه سرعان ما يبدله بآخر بعد فترة ليست بطويلة، رغم التزاماته النالية الكبيرة.
يقول حربي “تنشب خلافات متعددة مع والدي بسبب هذا الأمر خصوصا مع نصحهما المستمر بضرورة التوفير لأولويات ومستلزمات أهم في الحياة مثل الإقبال على الزواج، ما يدفعني أحيانا لإخفاء الموبايل عن ناظريهما حين شرائه”.
تحرص فئة من الشباب على مجاراة الموضة في اقتناء “موبايل حديث”، فتراهم يترقبون أحدث أخباره يوما بيوم، يدققون بعناية في مواصفاته، يذهبون بعيدا في البحث عن ميزاته في خضم العروض الإعلانية البراقة، ويسألون عنه “المجرب والخبير” في آن، فهو بنظرهم صاحب الكاريزما الفتاكة التي تستهويهم، فمنهم من يحمل على عاتقه أوزار اقتنائه وتغييره، ليبقى هو “الموبايل” المدلل رفيق الجيب ومؤنس الوحدة.
بيد أن واقع الحال، قد يخرج عن إطار الهواية ومجاراة الموضة، فيصبح الهاوي “مصابا بالهوس” ليسلبه كل جديد في عالم “الموبايل” قدرته على كبح رغبته في عدم الشراء، وهنا قد تدخل الحالة دائرة أكثر حساسية، حين يعمد الفرد للاقتراض لمجرد اقتناء الهاتف المحمول.
يصف الخمسيني أبو عماد حب أبنائه لامتلاك أجهزة خلوية جديدة بـ”الهوس” ويقول، إن شباب اليوم يلجأون إلى اقتناء هواتف خلوية حديثة مجاراة لمتطلبات عصرهم الذي بات امتلاك تقنيات التواصل فيه “أمرا ملحا”، معتبرا أن الأمر لا يخلو أحيانا من إشباع “حب الظهور” والفوز في عملية التنافس بين الأصدقاء في شراء الموبايل الأحدث والأكثر تميزا في السوق.
أما مراد الدعجة (24 عاما) ومن خلال تجربته مع أصدقائه، فيؤكد أن الأمر يتحول غالبا إلى “عدوى” بين الشباب، لمجرد الحصول على “تقدير وإعجاب” الزملاء، ويعزو ذلك إلى شعور بالنقص داخل الفرد يسعى لإخفائه على هذا النحو.
ويلفت إلى أن شباب اليوم “ميالون بطبيعتهم أيضا إلى مواكبة كل جديد في عالم التقنيات الحديثة”، ويقول، “أشكر الله كثيرا أنني لست من مهووسي تبديل الموبايلات”.
تتحدث ريم ماجد (32 عاما) بكل ثقة عما يشبه “العرف” في عائلتها، إذ لا يمكن أن يطل العام الجديد دون تحديث الهواتف النقالة لدى أفراد العائلة.
ريم من أسرة ميسورة الحال، تشير إلى مفارقة غريبة اعتادت عليها منذ سنوات، فهي تمتلك هاتفين نقالين، الأول بمواصفات عادية تستخدمه في إجراء مكالماتها الخاصة، والآخر بمواصفات حديثة واستثنائية تستخدمه لتلقي الاتصالات.
أكرم سليم صاحب محلات الهواتف النقالة يقول “لدي عدد من الزبائن يبدلون هواتفهم النقالة خلال فترات زمنية قصيرة، وتتراوح أعمارهم تقريبا ما بين 20 و35 عاما”.
ويوضح أن هؤلاء الزبائن يتشاركون سمة باتت مألوفة بالنسبة إليه، هي عدم الاكتراث للخسارة المالية التي تنتج عادة من فعل تبديل هوافتهم بأخرى أكثر حداثة.
وعن أسباب التغيير، وفق ملاحظته فإنها متعددة، ويتقدمها “الملل” من الجهاز الخلوي مدة من اقتنائه، والبحث عن هواتف محمولة ذات خصائص وخيارات جديدة ومميزة وتتماشى مع الموضة، لا سيما في ظل موجة التحول من الهواتف المحمولة العادية إلى الهواتف الذكية، والتي تتصاعد بشكل ملحوظ.
يوضح الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد أن الأمر يبدأ بمجرد الإعجاب بالهاتف النقال، لناحية ميزاته وخياراته وحداثته، ليتحول هذا الإعجاب إلى رغبة في الإقتناء، وينقلب إشباع الرغبة مع جريان الوقت إلى هواية.
ويضيف، بيد أن واقع الحال، قد يخرج عن إطار الهواية ومجاراة الموضة، فيصبح الهاوي مصابا بالهوس ليسلبه كل جديد في عالم “الموبايل” قدرته على كبح رغبته في عدم الشراء، وهنا قد تدخل الحالة دائرة أكثر حساسية، حين يعمد الفرد للاقتراض أو ربما للسرقة، لمجرد اقتناء الهاتف النقال الذي يشغل تفكيره إلى حد الإتيان بتصرف غير مسؤول دون مراعاة واقعه المالي المتردي.
أما تقليد الآخرين، بحسب أبو زناد، فيعد عاملا آخر يبرر الهوس في شراء وتبديل الهواتف المحمولة، لا سيما في أوساط المراهقين والشباب، الذين يسعون للتنافس مع أقرانهم في هذا المجال، ويعزز ذلك توفر السيولة اللازمة، خاصة إذا ما كان الأهل ميسورين ماديا، والأبناء لا يقدرون قيمة الأشياء.(الغد)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة