الأحد 2024-12-15 07:37 ص
 

الانتخابات النصفية الأميركية بين واشنطن ونيويورك

11:14 ص
تقام الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في السادس من شهر نوفمبر/تشربن الثاني الحالي ما بين فريق ازرق وآخر أحمر يملك هذا الآخر نهجا اقتصاديا حقق نجاحات دعمت العجلة الاقتصادية الامريكية ويظهر حدية في تعامله الخارجي ويريد تغيير الاطراف المشتركة في صناعة القرار الدولى ويعيد بلورة القوى الاقليمية العالمية وفق احداثيات جديدة ويتحدث داخليا عن سياسيات جدلية تتعلق بالهجرة واخرى تعيد بناء مراكز الضرائب تحت شعار «نحو استعادة أمريكا مكانتها» بزعامة ترامب والحزب الجمهوري حيث يبحث من خلال هذه الانتخابات للاستمرارية فى فرض الاغلبية فى مجلس الشيوخ والنواب ليبقي قرار الاغلبية بيده.اضافة اعلان


بينما يمتلك الفريق الازرق رؤية احتواءية بقيادة العالم في إطار الشرعية الدولية ويريد ابقاء منازل صناعة القرار منسجمة مع العمق العالمي ضمن الاستراتيجية التي استقرت عليها الموازين العالمية منذ الدخول في الألفية الثالثة وبما فيها عدم استبدال الاتحاد الاوروبي بالاتحاد الروسي في صناعة القرار العالمي والابقاء على دول الحمايات الاقليمية دونما تغيير ويقوم برنامجه الداخلي على سياسات داخلية تتحدث عن قيم المواطنة وبرنامج خاص في الصحة واخر في التعليم مع برنامج اقتصادي تشاركي مع الصين والاتحاد الأوروبي وبعض دول امريكا اللاتينية وتسعى حملته الانتخابية التي تقوم على عنوان «كيفية تقديم امريكا لقيمها « بزعامة اوباما والحزب الديموقراطي لاستعادة زمام القرار في مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

اذن نحو أمام مشهد سياسي عميق يتحدث عن كيفية قيادة العالم في المرحلة التاريخية التي نعيش ما بين من يريد ان تكون صناعة القرار الاممي في واشنطن لصالح البيت الابيض وآخر يريده ان يكون فى نيويورك لصالح الامم المتحدة،لكن كلا العاصمتين هما في الولايات المتحدة ان اختلفت الالية فاذا اصبح القرار في واشنطن فإن هذا يعني ان القرار العالمي بات يمتلك بالكامل دون مرجعات او اطر تضبطها،وسيكون لصالح البيت الابيض وهذا يؤذن بميلاد عالمي جديد وسيكون لذلك تبعات كثيرة على كافة الاصعدة وحتى على مستوى ترتيب الأوليات التي يبدو انها ستكون وفق مرجعات لا تستند للشرعية الدولية ولا تقوم على ضوابط قيمية او أسس تشاركية اذا ما ادخلت العالم وفق الامبراطورية الاميركية التي يريدها ترمب وفريقه بولتن وبومبيو وكوشنير وكرينبلانت في الادارة الحالية هذا اذا ما نجحت فى مسعاها الانتخابي حيال ذلك.

ولعل هذه الانتخابات النصفية الاميركية التي يشارك العالم في الاقتراع فيها بطريقة مباشرة او غير مباشرة تعتبر محطة مهمة جدا في تقرير مصير برنامجين مفصلين على اعتبارها تقرر المسار السياسي الذي سيسلكه العالم للحقبة القادمة والكيفية التي ستدار فيها ملفات سياسية استراتيجية بات على اجندة التنفيذ كالنيتو الشرق اوسطي بكل ما فيه من مشتملات ومكانة الاتحادين الروسي والاوروبي في صناعة القرار،وآلية جديدة في دعم الولايات المتحدة لحفظ التجارة العالمية،هذا إضافة الى سياسية جديدة للولايات المتحدة مع كوريا الشمالية والصين وايران. الانتخابات النصفية التى سيتم بموجبها انتخاب كل اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ اضافة الى البعض من الحكام الاداريين والقيادات المركزية من المرشحين الحزبين للانتخابات الرئاسية القادمة ينتظر ان تحمل تلك العلامة الفارقة في تحديد المنهجية الجديدة في التعاطي مع الاحداث،فهل سيفعلها اوباما والحزب الديموقراطي في وقف السياسيات الاحادية التي يتخذها ترمب والتي باتت تستفز الكثير ام سيعلن ترمب ولادة امبراطورية الولايات المتحدة.

هذا ما ستجيب عنه الانتخابات القادمةونتائجها.

الأمين العام لحزب الرسالة الأردني
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة