محمد بدر
- كثيرون يولدون ويمضون دون أن يشعر بهم أحد . رغم أن أعمارهم بقياس الزمن تعتبر طويلة .
وقلّة هم الذين يستمر ذكرهم بعد أن يذهبوا . تذكرهم الأجيال ، فلم يعيشوا لأنفسهم فعمّ نفعهم وخيرهم .
لقد كان حسن البنا من هذه القلّة والذي امتدّ أثره ليبلغ القارات ويتردد اسمه مع البناة الخالدين .
هذا النوع من البشر تميّزوا بصفات جعلت أفئدةً من الناس تهوي إليهم . وَوُضع لهم القبول في القلوب ، وهذا من عاجل البشرى للإنسان المخلص .
لقد أحدث حسن البنّا نقلة نوعيّة في الدعوة الإسلامية ، يعرفها كل من قرأ وتابع أحوال الناس في عصره ، ولا ينكرها إلا جاحد أعمى البصيرة أعمى البصر . فنقل الدّعوة إلى المقاهي والمزارع والمصانع والشارع والبيوت والمنتديات بعد أن كانت حصريّا للمساجد وأئمّتها .
كان الناس يتنازعون ويتجادلون حول مسائل فقهية تُشغلهم عن عظائم الأمور ومصاعب الحياة ، تُفرّقهم خلافات مذهبية في فروع الفقه ، لا يُصلي أحدهم خلف إمام إن كان يُخالفه في المذهب .
كان العلم الشرعي حكراً على علماء يُقدّمون الإسلام بأسلوب جاف وبكلام متقعّر غير مفهوم للعامّة . فنشر العلوم الشرعية للعامّة ، فأصبحتَ تجد الطبيب والمهندس والعامل والإنسان البسيط مهما كانت ثقافته يستطيع أن يُحدّثك عن الإسلام وتعاليمه بأسلوب سهل تفهمه مختلف الطبقات .
ولقد كان التّديّن لكبار السن ومن انقطع أملهم في الحياة . والمساجد تشكو من الهجر، فأصبح الشباب من روّاد المساجد فعمروها بالعبادة ومختلف الأنشطة الثقافية والعلمية والدعوية والتربوية والرياضية . فعاد للمسجد دوره الريادي الأصيل في المجتمع . وانتشرت مظاهر إسلامية كاللحية واللباس الشرعي والفن الهادف . وإحياء السنن كليلة القدر وصيام النوافل وزاد الإقبال على الحج والعمرة خاصة من الشباب .
ومن مزايا الرجل انه نشر الوعي الإسلامي بقضايا الأمة والفهم الشامل للإسلام وانه ليس عبادات فقط وإنما معاملات أيضا وسياسة واقتصاد واجتماع ، وانه دين يشمل كل نواحي الحياة وأنشطة المجتمع ،دنيا وآخرة .
لقد أحيا في الأمة روح الجهاد بدرجاته وهو أعلى سنام الإسلام الذي ما تركه قومٌ إلا ذلّوا . فكانت المشاركة في المقاومة ضد الاحتلال البريطاني ثم في فلسطين . وكان الثّبات على الحق والصّدع به والدفاع عنه وتحمّل تبعاته ، ما ساعد على إبقاء جذوة الأمل في النفوس بأن المستقبل لهذا الدين العظيم .
إن الفهم الوسطي للإسلام وتقديمه بفهم صحيح بعيدا عن الغلو والتطرّف والسطحية والميوعة والشكليّات من بركات هذا الرجل والذي جعل من هذا الدين العظيم وأتباعه يتواجدون في قارات العالم المختلفة . وانتشرت حركة تأليف واسعة في مختلف فروع الدين وجزئيّاته ، ساهمت في نشر الوعي الديني .
إن مآثر الأمام الشهيد كثيرة ، فلقد بنى حسن البنّا فأحسن البناء ، وأبدع في تأليف العقول وتآلف القلوب رغم قِصر عمره فجزاه الله خيرا وأحسن إليه وتقبّله في الشهداء والصالحين .
محمد بدر
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو