الجريمة والعقاب في سوريا

عندما تقع جريمة ما يبدأ التحقيق بالتساؤل عن المستفيد من الجريمة، فليس منطقياً ارتكاب الجرائم من قبل جهات ليس لها فيها مصلحة بل ضرر جسيم.اضافة اعلان

المستفيد الأول من جريمة استعمال السلاح الكيماوي في غوطة دمشق هو المنظمات المسلحة، فالنظام السوري ليس من الغباء بحيث يستعمل السلاح المحظور ضد السكان المدنيين في يوم وصول المفتشين الدوليين.
الدول التي تتبنى المنظمات المسلحة في صراعها مع النظام السوري هي الجهة المستفيدة مما حدث، لأنها بهذه الطريقة تدين النظام من جهة، وتحرض الدول الغربية على ضرب سوريا، مما يسهل القضاء على النظام.
يقال أن عدد ضحايا الصراع في سوريا يتجاوز ماية ألف، وأن قوات النظام هي المسؤولة عن قتلهم، الأمر الذي يعني أن المنظمات المسلحة لا تستخدم السلاح، ولم تقتل أحدأً، اكتفاء بأكل قلوب وأكباد الجنود السوريين!!.
عندما يستخدم السلاح المحظور دولياً، يصبح من واجب المجتمع الدولي وضع المعتدي عند حده. والمجتمع الدولي يتصرف من خلال الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي، ولا ُيسمح لدولة بالاعتداء على دولة أخرى بقرار من حكومتها أو برلمانها، وإلا فإننا نعود إلى شريعة الغاب حيث يأكل القوي الضعيف.
مجلس الأمن لم يعط ِ أميركا وحلفاءها حق التدخل في سوريا، ومع ذلك فإن أميركا تريد أن تتحرك بدون تفويض دولي، بحجة أن روسيا والصين عطلتا مجلس الأمن الدولي من خلال حق الفيتو.
حق الفيتو الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن لا ينسجم مع مبادئ الديمقراطية، ولكن أميركا استخدمت هذا (الحق) 26 مرة لحماية عـدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واستعملت الفيتو في مواجهة إجماع دولي، ولم يقل أحد عندها أن أميركا عطلت مجلس الامن ومنعته من القيام بواجبه.
الرئيس الأميركي اوباما جاء لإنهاء الحروب التي شنها سلفه بوش في أفغانستان والعراق ولم يأت ِ لشن حروب جديدة في سوريا. وجاء ليصلح العلاقة بين أميركا من جهة والعرب والمسلمين من جهة أخرى، وليس لإعطاء دفعه إضافية لصالح القاعدة ومنظمات الإرهاب الدولية.
الرئيس الأميركي يعرف أن البديل الجاهز في سوريا أسوأ من النظام القائم، ولذا فقد بدأ يتراجع عن طريق العودة إلى الكونجرس الذي سيجتمع بعد أسبوع والبحث مع مجموعة الدول الثماني الكبرى التي ستجتمع في روسيا هذا الأسبوع.
في مطلق الاحوال فإن أي اعتداء أجنبي على دولة عربية مرفوض.