الحسنة بعشر امثالها

سرهاب البسطامي

كنت جالسا ذات يوم افكر واقول في نفسي اليوم هو السابع عشر من هذا الشهر ، ولا املك في محفظتي سوى دينارين ماذا افعل كيف اقوم بتغطية مصاريف المنزل لنهاية الشهر الذي بقي على انتهاءه ثلاثة عشر يوما . فكرت وفكرت ماذا افعل وبعد دقائق اذن المؤذن لصلاة العصر استعدت للصلاة وذهبت للمسجد ، وعند عودتي للمنزل قابلت احد الاشخاص وقام بايقافي وطلب مني ان اساعده وانه لا يملك شراء الخبز لاولاده وبدا يقسم لي بانه بحاجه ولا يوجد معه اي قطعة من النقود . وفي خلال لحظات والرجل يتكلم معي بدات افكر واقول لنفسي : سبحان الله انا اريد من يساعدني وهذا الرجل يطلب مساعدتي ولكن قررت ان اقسم المبلغ وقلت له : يا هذا انا لا املك والله سوى هذين الدينارين لك دينار ولي دينار . شكرني وبدا بالدعاء لي ولاولادي ولكنني احسست براحة نفسية اراحتني من الضغط الهائل الموجود في صدري . وفي صباح اليوم التالي ذهبت الى عملي وكنت اعمل في شركة خاصة ، وعند وصولي لعملي وبعد ساعة من العمل رن هاتف مكتبي واذ به المدير العام يطلبني لمكتبه . وبدات اسال نفسي ماذ يريد المدير مني ولماذا طلبني اللهم استر ؟ وعند وصولي لمكتبه قمت بطرق الباب واذن لي بالدخول والجلوس وانا ما زات متحيرا ، فقال لي اني اراك قلقا هل هناك شيء ؟ فقلت له لا يوجد شيء ولكن هل هناك شيء ما استدعيتني لاجله يا سيدي . فقال لي وهو يبتسم لا تقلق فهناك اخبار سارة لك . فارتحت من هذا الكلام وبدات وبسرعة شديدة اقول له ماذا هناك اخبرني يا سيدي . فقال لي قبل عدة ايام وصلتني مذكرة منك بخصوص العمل وقد رايت بهذه المذكرة الشيء الجميل الذي يخدم هذه الشركة والذي لفت نظري اكثر حرصك على العمل ، فقررت ان اشكرك بنفسي وان اقدم لك مكافئة ماليه ومقدارها مئة دينار . ضحكت في نفسي وقلت سبحان مقسم الارزاق بالامس كنت محتاج لاكمال مصاريف هذا الشهر لنهايته ، والرجل الذي قابلته بالامس اعطيته دينارا والله الان يكافئني بمائة دينار بدل هذا الدينار . والحق سبحانه وتعالى يعطى مثلاً لذلك فى قوله تعالى :

} مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم {ٌ سورة البقرة الآية 261

سرهاب البسطامي 

[email protected]