الأحد 2025-01-19 11:37 ص
 

الذكرى الأربعون لوفاة المغفور له الملك طلال

12:42 ص

الوكيل - تصادف اليوم الذكرى الأربعون لوفاة المغفور له الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه، ففي السابع من تموز (يوليو) عام 1972 رحل جلالته بعد أن سجل إنجازات نوعية، من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن.اضافة اعلان

ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول (سبتمبر) العام 1951، بعد استشهاد جلالة المغفور له الملك عبد الله بن الحسين على عتبات المسجد الأقصى، وهو يتطلع إلى ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى، من أجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم، والحياة الفضلى لهم في مسيرة الدولة الأردنية.
واهتم جلالته، الذي كان تلقى علومه العسكرية بكلية ساند هيرست، بإجراء الإصلاحات الدستورية التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية والمسؤولة أمام القانون، ومن أبرزها الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني (ديسمبر) عام 1952، الذي كفل للشعب الأردني حقوقه، ويعتبر من أحدث الدساتير في العالم، وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا.
وتضمن الدستور المضامين الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي، كما أنه جعل الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب الذي أصبح يملك سلطة منح الثقة أو حجبها عن أية حكومة، بموجب أحكام المادة 54 من الدستور، الأمر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية في المملكة إلى المرتبة التي تليق بها، أسوة بالدول الديمقراطية الأخرى.
وتضمن الدستور كذلك بنودا مفصلة لضمان حقوق المواطن وحرياته الأساسية، وبنودا أخرى لحماية العمال وشروط عملهم، وفق دساتير العالم المتطورة.
وجلالة المغفور له الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي، دفاعا عن فلسطين، بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الأمة والوطن العربي الكبير، الذي كان خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948.
وفي عهد جلالته، اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا، حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي، وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد، كما صدر في عهد جلالته قانون خط السكة الحديدية وذلك في شهر آذار (مارس) عام 1952، الذي ينص على اعتبار هذا الخط وقفا إسلاميا.
وقد نشأ جلالة المغفور له الملك طلال في كنف والده المغفور له الملك عبدالله بن الحسين، وكنف جده شريف مكة الحسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى، التي أعلنت الثورة على الظلم والطغيان والجهاد في سبيل العروبة واستقلال الأوطان.
وكان جلالته يتصف باللطف والتهذيب ودماثة الخلق، لا يهاود في الرأي ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كما كان له في سمو أخلاق والده وعلو همته وعظيم مبادئه، أكبر نصيب في الحياة، حيث غدا شابا نبيلا يحمل قلبا كبيرا يختزن الكثير من العواطف، ويتحسس آمال شعبه وتطلعاته، فبادله شعبه حبا بحب، ووفاء بوفاء.
وجلالته رحمه الله كان محبا للحياة العسكرية، متأثرا بالروح العسكرية لوالده، الذي كان أحد قادة ثورة العرب الأحرار، حيث كان جلالته أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا، وبعد تخرجه من هذه الكلية عام 1929، رافق جده الحسين بن علي، الذي كان منفيا في قبرص، بعد أن تصدى للمشاريع الاستعمارية التي استهدفت تقسيم البلاد العربية.
والتحق جلالة المغفور له الملك طلال، الذي كان يعشق الجندية، بالجيش العربي الأردني، ووصل إلى رتبة مقدم عام 1934، والتحق في عام 1942 بكتيبة المشاة الثانية، كتيبة الحسين الثانية، التي عرفت بتاريخها البطولي والمعارك التي خاضتها في القدس وفلسطين فيما بعد.
وساهم جلالته في تدريبها، كما بذل جهدا كبيرا في تطوير لواء السيارات المسلحة، الذي تألف من الكتائب الأولى والثانية والثالثة، كما شارك في غالبية المناورات والتمارين العسكرية التي قامت بها وحدات اللواء.
وشارك جلالة المغفور له في الحرب العربية الإسرائيلية، وخاض مع الجيش العربي الأردني معارك بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لوجود جلالته بين الجنود وحضهم على القتال والصمود في وجه العدو، الأثر الكبير في إلهاب مشاعر الحماسة وإذكاء روح التضحية والفداء لديهم، ما مكنهم من تحقيق العديد من الانتصارات وإنقاذ القدس والضفة الغربية.
ومن المعارك التي اشترك بها جلالته، معركة 'غيشر' عند جسر المجامع، حيث كان جلالته أول من حضر إلى ميدان المعركة وجاهد فيها جهاد الأبطال من أجل فلسطين، التي عمل بكل جوارحه وقلبه وسلاحه لخدمة قضيتها، ما زاد من محبة الجيش العربي الأردني وإعجابه بجلالته، وببسالته وشجاعته.
ولقد انتقل جلالته إلى القدس ومنها إلى رام الله، حيث اتخذ موقعا أماميا بين جنود المدفعية، وبقي هناك حتى الهدنة الأولى، وشارك جلالته وقبيل الهدنة الثانية في معارك مرتفعات النبي صموئيل، والرادار، وبيت سوريك، وبيت إكسا، حيث كان يتنقل بين موقع وآخر، تحت القصف الشديد.
وكان لاشتراك جلالته بالقتال الأثر الكبير على وحدات الجيش العربي الأردني، التي حاربت في القدس، واستبسلت في القتال وصد الهجمات المعادية، فأنقذت الضفة الغربية بما فيها القدس، وليس أدل على ذلك من الهجوم الذي قامت به كتيبة المشاة الثانية، للسيطرة على المزيد من الأهداف والمواقع داخل مدينة القدس، من منطقة الشيخ جراح إلى منطقة باب العامود، والوصول إلى تلة الرادار، والتقدم والقتال الذي جرى قرب المستعمرات الإسرائيلية.
ورغم قصر عهده إلا أن جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله، طيب الله ثراه، بقي يتواصل مع أبناء شعبه، يتحسس آلامهم وآمالهم، وقدم لوطنه الكثير، وأسهم في التأسيس لكثير من الإنجازات على طريق البناء والتقدم نحو المستقبل المشرق، والمستقبل الواعد.
والأسرة الأردنية الواحدة إذ تحيي ذكرى وفاة المغفور له الملك طلال بن عبد الله، بقلوب مفعمة بالإيمان، لتستذكر مسيرة الإنجاز الهاشمي التي تعلو مع كل راية هاشمية، وتفخر بوطن التميز والتقدم، في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يسير على خطى الأُوَل في سبيل الإعمار والإنجاز وبناء الدولة الأردنية العصرية، التي تواكب المستجدات وتنفذ الخطط والبرامج الإصلاحية والتنموية الشاملة، لجعل الأردن أردن الرخاء والرفاه والمستقبل.


بترا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة