الخميس 2024-12-12 09:33 ص
 

الروابدة: الوحدة الأردنية الفلسطينية قدر ومصير

05:35 م

الوكيل - اكد رئيس مجلس الأعيان عبد الرؤوف الروابدة أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها كثير من الدول العربية واسقاط جامعة الدول العربية لخيار الحرب مع اسرائيل، يجعل خيارات الأردن تتركز في القنوات الدبلوماسية وضغوط المجتمع والهيئات الدولية، ردا على الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى شعبها.اضافة اعلان


وشدد على ان الاردن قوي بأمته التي تعاني عدد من دولها عدم استقرار وحروبا داخلية فضلا عن خطر تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'.

وبين الروابدة، بمحاضرة القاها في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلاقات الدولية بالجامعة الأردنية الاثنين بعنوان 'الأردن وفلسطين التاريخ المعاش'، أن الأردن هو المتنفس الوحيد والرئة التي يتنفس منها الاشقاء الفلسطينيون، وان قطع العلاقات مع إسرائيل او الغاء اتفاقية وادي عربية يعني خنق الشعب الفلسطيني.

وقال إن الأردن هو أوثق الأقطار العربية ارتباطاً بفلسطين، فهو الأقرب لها من حيث التاريخ والحدود والعلاقات والمصالح والتداخل السكاني، علاوة على روابط العروبة والدين، حتى يصح القول أنهما وحدة حضارية واحدة.

وأضاف، خلال المحاضرة التي حضرها رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة واعضاء الهيئة التدريسية وطلبة، لقد عاش البلدان على مدى التاريخ في إطار دولة واحدة، وشهد الدول الغازية نفسها، وامتزجا في وحدات إدارية عابرة لإقليميهما'.

وعرض تصوراته للعلاقات الحالية والمستقبلية بين الاردن وفلسطين، مؤكدا انها وجهات نظر قابلة للحوار والنقاش الموضوعيين.

وبين الروابدة ان الدولة الفلسطينية قائمة بعرفنا واعترافنا وهي صاحبة الحق في اختيار نظامها وبرنامجها، ويجب أن يكون تعاملنا الرسمي مع الجهة التي تتولى السلطة فيها بغض النظر عن توجهاتها السياسية، مؤكدا أنّ علينا في الوقت الذي نرفض فيه التدخل في شؤوننا أن نرفض وبالقوة نفسها كل محاولة للتدخل في شؤون الدولة الفلسطينية.

واعتبر أن الوحدة الأردنية الفلسطينية قدر ومصير، وهي متحققة حالياً إنسانياً واجتماعيا ومصالح، أمّا تحققها سياسياً فيجب أن يجري البحث بمعطياتها عند قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أرضها وشعبها باسترجاع الحق من إسرائيل واعتراف العالم بذلك، فتكون الوحدة بين دولتين وبإرادتهما المشتركة فيما يتم التفاوض على صيغة الوحدة وشكلها وسلطاتها من قبل حكومتي البلدين وفق الأسس الدستورية فيهما، وإجراء استفتاء شعبي في البلدين لبناء قناعة عند الجميع تضمن لها الاستمرارية بعيداً عن ادعاءات الضم والهيمنة.

كما أكد أن الوحدة الوطنية الأردنية عنصر القوة الأساسي في أمن الأردن واستقراره والتصدي للأهداف الإسرائيلية بنقل الصراع إلى المجتمعات العربية، وهي الضامن لسيادة القانون والعدالة للجميع، وتكون بالتالي خطاً أحمر يدان من يتجاوزه رسمياً وشعبيا.

وقال إنه ليس من حق أحد مهما كان انتماؤه أو فكره أن يتكسب بادعاء الدفاع عن حقوق فئة من فئات الوطن تحت دعاوى حق ناقص أو خدمة منقوصة أو لأي سبب آخر، فكلنا الأردن وهو للجميع، والواجب الدفاع عمن ينتقص حقه دون ربط ذلك بعرقه أو دينه أو منبته، حتى لا تكون دعوة للتعصب البغيض.

واوضح الروابدة ان لكل وطن في الدنيا، هوية وطنية واحدة، الكل فيها شركاء على الشيوع ولا تقبل القسمة، موضحا انه لم تعش على مدى التاريخ هويتان وطنيتان على أرض واحدة إلاّ وكانت النتيجة التفجير الذاتي، مؤكدا أنّ أرض الأردن هو ميدان الهوية الوطنية الأردنية للأعراق والأديان والأصول والأفكار، وأرض فلسطين هي ميدان الهوية الوطنية الفلسطينية.

وأشار الى أنّ اغتصاب الأرض أو احتلالها يؤدي إلى قيام هوية نضالية يحملها المناضلون، حيثما اقاموا بهدف تحرير المغتصب أو المحتل، والهوية النضالية لتحرير فلسطين حق وواجب لكل عربي، والأردني الأولى بها، 'على أنه لا يجوز أن تتحول الهوية النضالية إلى وطنية على غير الأرض المحتلة'.

وبين انه كان للأردن والأردنيين الدور الأبرز في القضية الفلسطينية منذ بداياتها، حيث شاركوا في كل معاركها، وتحملوا الجزء الأكبر من عبئها وتبعاتها عن طيب خاطر باعتبار ذلك واجباً قومياً ودينياً، مشيرا الى أنّ هذا الدور د جرى 'غمطه لفترة طويلة بل جرى في أحيان عدة تشويهه والتشكيك به والتطاول عليه، وهو أمر تأذى منه الشعور الوطني الأردني، إلاّ أنّ ذلك لم يضعف زخم الدور والمشاركة'.

وقال الروابدة إن الأردنيين ليسوا إقليميين ولا يمكن أن يصبحوا كذلك، بسبب النشأة العروبية لدولتهم، فقد ضحوا لفترة طويلة بخصوصيتهم الوطنية لصالح هويتهم القومية، مبيناً أنه من الظلم والتجني إلصاق صفة الإقليمية بكل أردني يحاول التغني بوطنيته والاعتزاز بها والالتزام بمترتباتها، بينما يتغنى بالنضالية من يدعون لخصوصيات وطنية أخرى على مساحة الوطن العربي.

واعتبر أنّ النقد الهادف واجب على كل مواطن، ويجب ان تتاح له جميع المجالات، وهو نقد للحكومات ومواقفها وإجراءاتها، إلاّ أنه لا يجوز أن ينصرف النقد للوطن تعبيراً عن التزامات مهما كانت عقدية أو استزلامية.

واكد ان الأردني يملك حقوقه الدستورية للتعبير عن آرائه ومواقفه وتطلعاته، ولا يجوز استغلال تلك الحقوق بدعوى الانتساب التنظيمي أو الفكري لدولة أخرى أو محاولة التدخل في شؤونها أو الإسهام بالصراعات بين قواها الوطنية وفعالياتها.

ورأى أن الانتماء الجهوي والعائلي والديني والطائفي حقيقة قائمة في كل بلاد الدنيا، وهو أحد عناصر التعددية في المجتمعات، الا إنّ هذه الولاءات يجب أن تكون عوامل تآلف وتضامن ولا يجوز أن تكون ميداناً لتعصب وتنافر يجعل المجتمعات عرضة للاختراق والهيمنة.

وشدد على أنّ الولاء الأول والأساسي هو للوطن، وإنّ محاولات اصطناع التمايز باللباس أو الشعار أو الهتاف، والتمييز بالسؤال عن مكان ولادة الأب والجد، وادعاءات التمثيل الفئوي، عناصر تمزيق المجتمع الواحد إلى مجتمعات ودعوة للصدام.

واعتبر أنّ الحزبية الوطنية الحقيقية هي التي تقبل الآخر ولا تحتكر الحقيقة، كما لا تحتكر الولاء، وهي القادرة على القفز عن الانتماءات الفرعية لصياغة تمازج 'فعلي لجميع فئات الوطن، والوحيدة التي تجعل الفكر والعمل والإنجاز عناصر التنافس والتمايز'.

وقال إن الدور الأردني في القضية الفلسطينية، رغم فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية، ما يزال على زخمه ويتزايد مع الزمن، مؤكدا أنّ الدور الذي يؤديه جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا المجال يخترق كل المحافل والميادين، كما انّ دوره بالدعم الأردني للأخوة في الضفة والقطاع لا يتطاول إليه دور.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة