الأحد 2024-12-15 07:37 ص
 

السويداء تفلت من قبضة الأسد

11:56 م

الوكيل - تسارع الحدث السياسي والأمني في منطقة السويداء السورية، في اتجاهات مناوئة لدمشق، غداة مقتل رجل الدين المناوئ للنظام الشيخ وحيد البلعوس، من الطائفة الدرزية، في انفجار سيارة مفخخة أول من أمس، بينما أصدر تجمع 'مشايخ الكرامة'، أعلن فيه أن 'جبل العرب منطقة محرّرة من عصابات الأمن وزمرهم'، وأنهم 'يوجهون الاتهام السياسي لوفيق ناصر (مسؤول فرع الأمن العسكري) وعصابة (الرئيس بشار) الأسد في السويداء'.اضافة اعلان


وحمّل البيان، اللجنة الأمنية في المحافظة 'مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات وزج الجبل في أتون هذه المواجهة الدموية، والتي طالما تجنبها رجال الكرامة وشيخها، حقناّ للدماء وحفاظاً على هدوء وأمان المحافظة كملجأ للسوريين الهاربين من ويلات حرب الإخوة، التي ذكاها تسلط وعسف السلطة الأسدية، أما وقد فتح النظام النار واعتدى، فله منّا الرد الحسم'، بحسب البيان.

وأعلن التجمع، 'جبل العرب (محافظة السويداء) منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم'، كما أعلنوا 'إبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة'.

وأشار البيان، إلى 'استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل'، بالإضافة إلى 'تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة، والإشراف على حفظ الأمن، واستمرار الحياة الطبيعية'.

وأوضح البيان، أنه تم تكليف لجنة للتفاوض السياسي، والتواصل مع الحكومات والهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق، واعتماد وضع منطقة جبل العرب كمنطقة آمنة أو منطقة خاضعة لحظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته.

وقال البيان، إن 'السويداء جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرّة، وتقف ضد كل إرهاب واحتراب أهلي وتكافح أي تكفير واستبداد، وهي ملجأ لكل الضيوف الكرماء الذين حلوا بها، آمنين على أرواحهم وأرزاقهم فيها حتى يعودوا الى ديارهم'.

وصدر البيان موقعاً باسم أبو يوسف رأفت البلعوس، الذي يبدو أنه تسلم قيادة 'مشايخ الكرامة' خلفاً للشيخ وحيد البلعوس، الذي اغتيل يوم أمس بتفجير عبوة ناسفة استهدفته في مدينة السويداء.

إلى ذلك، تسود حالة من الهدوء الحذر داخل المدينة الواقعة جنوبي سورية، فيما ما تزال شبكة الإنترنت مقطوعة، في الوقت الذي تفرض فيه قوات النظام حصاراً عليها، حيث تم إغلاق الأوتوستراد نحو العاصمة دمشق، منذ مساء أمس.

وأكدت مصادر مطّلعة، أمس، أن 'المدينة تشهد حالة من الهدوء الحذر وسط مخاوف من خلايا نائمة قد تتحرك للضرب هنا أو هناك'، مشيرين إلى أن 'الشباب المدني ينظم حركة السير في المدينة، ولا وجود لأي حالة شغب أو سرقة أو تعدّ'، و'تم تأمين الأفران الرئيسية والاحتياطية في محافظة السويداء وهي الآن تحت إشراف مجموعة مشايخ الكرامة وشباب السويداء'.

وكانت مصادر إعلامية من المدينة أكدت، أن حصيلة ضحايا تفجيرات الجمعة بلغت 'سبعة وعشرين قتيلاً بينهم طفل، إلى جانب ثمانية وأربعين جريحاً'، وهو ما أدى لوقوع 'انتفاضة شعبية'، وصفت بالأقوى في محافظة السويداء ضد النظام.

وكان المستهدف من عمليات التفجير، رجل الدين البارز الشيخ وحيد البلعوس، الذي لقي حتفه، ما أشعل شرارة 'الانتفاضة'.

وقالت المصادر، إن 'شباناً من المدينة سيطروا خلال ساعات قليلة على أبرز المقرات الأمنية، وبينها مقر الشرطة العسكرية والأمن الجنائي ومبنى فرع الحزب، وأجبروا عناصرها على تسليم أنفسهم وعتادهم، بينما لاذ آخرون بالفرار ومعظمهم من كبار الضباط'، وأكدت المصادر أن 'حشود المحتجين حطموا تمثال حافظ الأسد وسط المدينة رافعين شعار إسقاط النظام'.

يأتي هذا وسط تأكيدات ناشطين بأن 'قوات النظام قامت بقطع طريق مطار دمشق الدولي قرب مدينة جرمانا بالغوطة الشرقية، في محاولة استباقية لمنع سكان المدينة ذات الغالبية الدرزية من التوجه إلى السويداء وتقديم المؤازرة'.

وبقيت السويداء نسبيا بمنأى عن الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من اربع سنوات، باستثناء عمليات عسكرية محدودة في 2014 و2015، تورطت فيها مجموعات مسلحة بعضها اسلامية متطرفة وصدتها قوات النظام بمساندة السكان الدروز المنتظمين في عدد من الميليشيات الخاصة بهم.

وكان البلعوس يتزعم مجموعة 'مشايخ الكرامة' التي تضم رجال دين آخرين واعيانا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين ابناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الالزامية خارج مناطقهم. كما كان من اشد المعارضين للتنظيمات الاسلامية المتطرفة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان العشرات من انصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا الى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين.

واضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس 'قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري' في المدينة.

وتابع 'خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات امامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون ان تعرف اسبابها'. -(وكالات)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة