الأحد 2024-12-15 12:38 م
 

الغراب ينعق فهل نسمع صوتا للصفير !!

08:40 م

عندما يتحدّث الصّقر إلى النّسر ويجيب الغراب ، فهل للغراب أن يجيب ويلبّي النّداء ، أم أنّ إجابته لتحقيق مصالحه وليس لإرضاء الصّقر المرهق بالدّيون والحاضن للمشكلات ، وهل للنّسر التخلّي في هذه اللحظات والعمل على الإبتعاد ، أم أنّه ينتظر الوعيد من الغراب ليجيب ويأتي مهرولاً دون تخطيط ، ليس لإنقاذ الصّقر الذي سيظلّ عزيزا حتى وإن كان في مشاكل عابرة وهموم مسيطرة ، بل للحفاظ على مآربه ومغازيه، فهل يستخدم الصّقر مثل ' اللي ما يعدك ربح لا تعده رأس مال ' مع النّسر ، أم أنّ النّسر يتدارك الموقف ويستخدم المثل ' الفطين ما يحط رأسه بالطّين ' ، أم أنّ الغراب واع لما يدور حوله ، وينتظر استياء الأوضاع بين أيّ أحد ليحقق المثل ' بيصطاد في الميه العكرة ' .

إنّ الأوضاع الإقتصادية في الأردن لا تخفى على عدوّ ولا صديق ، فالعجز حاصل ، والدّيون موجودة ، والشّعب في تذمّر غير مسبوق على مرّ الزّمان ، والكلّ متخلّي عن تقديم يد العون والمساعدة إلى هذا البلد محدود الموارد والإمكانيات ، على الرّغم ممّا يقدّمه للجميع من فوائد وخدمات ، فالمساعدة هنا ليست منّا ' وتحميل جميلة ' بل سأعدّها واجبا محتّما للقادر على تقديمها ، للحفاظ على حسن الأوضاع في المنطقة ومن جميع الإتجاهات ، وقد يكون الفساد الواقع سبب رئيسيّ في انحسار هذه المساعدات ، فالمفسدين لم ينهبوا ما أخذوا فقط ، بل لربّما أثّروا على ما يتوجّب تقديمه للبلاد .

تظهر إيران ومن خلال سفيرها في الأردن لتعلن عن استعدادها بتقديم النّفط للأردن مجانا لمدة ثلاثين عاما ، عرض مميّز لم يسبق بأن قدّم مثله للبلاد ، والمملكة في أمسّ الحاجة لهكذا عروض في هذه الأوقات ، ولكن ما المقابل ؟! وما الهدف ؟! وما هذا التّقرب وفي هذه الأيّام ؟! يظهر لنا أن السّبب هو فتح باب السّياحة الدّينية في المملكة على حدّ قول السفير الإيراني !، فهل يريدون أن يحوّلونا إلى العراق الثّاني ، أم أنّ الوضع السّوري متأزّم وإيران بحاجة إلى شريك استراتيجي لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة ، فمن يبادر في أمر كذلك لا بدّ من أن تكون فائدته تتناسب مع ما ينوي تقديمه ، فلا أحد يرمي ذهبه في البحر هباءا ، ولا أحد يعشق التّخلص من ثروته دون استغلالها وتنميتها ، فليس التقديم بالأمر اليسير ، وليس أخذ الموقف منها بالقبول أو الرّفض أمر هيّن سريع ، فلا بدّ من تدبّر كافي لمجريات الأحداث ، والتّمعن بما يصدر من قرارات ناظمة للأمور .

قد تكون الخطوة الإيرانية سببا لاستيقاظ دول الخليج العربي من سبات شغلها عن الأردنّ وما يعاني به من أوجاع، فالواجب يحتّم عليهم الآن التّنبه لخطورة تعاون الأردن مع إيران في هذا المستوى الكبير على مصالحهم ، أمنهم ، استقرارهم ، دولهم ، وحتى نفطهم في الخليج العربي وهرمز ، فإيران تسعى إلى تكوين الهلال الإيراني منذ القدم والذّي قد يتحوّل إلى قمر مظلم في الأرجاء ، وسيبقى هذا حلمهم ، فليس تهديدا وإنّما تنبيها ، فلا بدّ من سيادة المصالح المشتركة بين الصّقر والنّسر ، وإبقاء الغراب في نعاقه خارج دائرة المحبة والأخوة التي تجمعنا ، ولكن في النّهاية الإقتصاد في خطر ، فلا بدّ من تقديم منتظر .

اضافة اعلان

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة