المشكلة فيك يا مخذول

تشعرُ بالخذلان ..؟ ما أظلمك يا أخي ..! أنت لا تنظر للاشياء كما يجب ..دائماً دائماً تخلط الأمور و قراءتك لها زائفة و كاذبة ولا تنظر لها من العين الحقيقيّة ..!

أعرف أنك (مفلِّس) و (ملبّي) كما يقولون ..ولكن الحياة ليست مصاري ..بإمكانك أن تأكل (عزّة) حتى تشبع ..و بمقدورك أن تلتهم (كرامة) حتى تترع ..و بإمكانك أن تشرب (الفخر) حتى تروى ..وأن تمزمز على (المجد) شفطةً شفطة حتى تتفنجل عيناك ..!

إيّاك و الشكوى و التذمر ..إياك أن تقول : بدي و بدّي و بدّي ..بدّك وجع يخلع نيعك ..لديك من نكاشات الاسنان كميات كبيرة ..بامكانك أن تنظف ما علق بأسنانك من لحم الشهامة ..و تعدّي على ما علق بها من سمك المروءة ..أو حتى ما احتوته فراغات أسنانك من (فتة عدس الأمل) و (بصل التفاؤل) و (بطاطا الفرج) ..!

لا تكشّر بوجه أبنائك الصغار عندما يطلبونك مصروفهم المدرسي ..لا تقل لهم : والله لألعن أبو اضلاع اللي خلفكم ..! لا تقل ذلك و تنكد عليهم و تحرق أعصابك ..ما ذنبهم ..تروَّ قليلا أيهذا الشاكي وما بك داءٌ .. اغمض عينيك قليلاً ؛ قليلاً فقط ..الحلّ سهل و أسهل مما تتخيل ..:- اعطهم بوستين عطف و حنان و محبة يشترون بهما ساندويشات على (الفورصة) و علبة عصير زيادة البيّاع ..! أنت دائما محروقة بصلتك ..مع أنك لو صبرت لاستخدمت تلك البصلة مع حبة بندورة و أطعمت صغارك بدلاً من أن تحرق تلك البصلة ..!

إيّاك أن تشعر بالخذلان ..الخذلان هو أنت وليس أي شيء حولك ..ولد الانسان ليموت تذكّر ذلك ..حتى لو من الجوع أو من المهانة ..إياك أن ترى أن ذلك يؤثر على النفسية ..إيّاك إيّاك ..من لديه هذا التاريخ العربي الطويل و العريض ..وكل هذه السيوف ..وكل أنواع المعارك ..لا بدّ أن يشعر بالفخر ..يفطر فخراً و يتغدى فخراً و يتعشى فخراً ..و يتسحر فخراً ..ويقزقز فخراً ..و يسهر فخراً ..و يدفع أجرة بيته فخراً ..و يحاسب المستشفى فخراً ..ويعطي الكازية فخراً ..و يتبرع بالفخر للمحتاجين و لأبناء السبيل ..ويضع جرّة وعليها كيلة يشرب منها الفخر كلّ عطشان مرّاق طريق ..!
إياك أن تشعر بالخذلان ..إنت لحلحها و هي تتلحلح لحالها ..و لحلحني ولا لحلحته..!!!!