الأحد 2024-12-15 07:21 ص
 

الناقد محمد جميعان يتحدث عن تجربة القاص والروائي هزاع البراري

01:25 م

الوكيل - رأى الناقد محمد سلام جميعان، أن روايات هزاع البراري الأربع تعد حلقات متسلسلة ومتصلة بحياته وأسئلته، لافتا الى أن السؤال الفلسفي يعد أبرز ما ينتظمها جميعا، حتى وإن بدا الواقع الاجتماعي هو الطاغي على النسق العام لرواياته.اضافة اعلان


وبينت الندوة، التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء، يوم الخميس الماضي في مركز الملك عبدالله الثاني حول تجربة القاص والروائي والمسرحي هزاع البراري، وأدارها الشاعر جميل أبوصبيح؛ أن الظاهرة الاجتماعية لدى البراري تعد وسيلة وذريعة وحيلة فنية لتمرير التساؤلات والشكوك والاحتجاجات على المصير الذي يؤول اليه الإنسان بفعل القواهر النفسية والجنسية والسياسية وضغوطات الاغتراب في دورة الوجود والحياة.

ورأى جميعان أن الروائي يبحث عن الحقيقة الغائبة التي تعلو على كل الأشياء، وعما يمنح الإنسان قيمة ومعنى وجوديا، فهو يغوص في ماهية الشيء والإنسان، ولا يعبأ كثيرا بالصورة الخارجية، فيما أنه ينزع الى الأسطوري والتاريخي.
وأكد المحاضر أن الوعي عند البراري مشحون بوعي الموت ورافض له في الوقت نفسه ومتمرد عليه، حيث إنه يريد تأكيد حقيقة موقفه الوجودي من الموت من خلال رغبته في خروج الإنسان من قدره ومصيره، وفي الوقت نفسه يبتهج بأنه يعي هذا المصير المرعب.

ولفت جمعيان الى أن بواعث الولوج عند الروائي في أكثر من جنس أدبي، تعد قضية مرتبطة بالتكوين السيكولوجي، وما يرشح عنه من مساءلة الكون والأشياء، فهو بحث عن الفعل الإنساني وشروطه ومحاولة مضنية في تفكيك الوجود والعدم، ولهذا فإن تعدد الأجناس لدى هزاع يعد قضية ومصيرا وليس تنويعا وترفيها.

ووصف المحاضر البراري أنه يعمل على إنجاز روايته دفعة واحدة لا انقطاع فيها، منوها الى أنه ينحرف بالسؤال والمغزى الذي تتضمنه القصة أو الرواية المقروءة نحو مطلبه وسؤاله ومغزاه هو، بحيث يتجه لإعادة ترتيب الحدث القصصي ليكون أجرأ على مواجهة سؤال الواقع والوجود.

واعتبر البراري أن كل ما هو موجود من معابد على الأرض هو نتاج خوف الإنسان من الموت ومما تفرزه الطبيعة من كوارث باستمرار، مؤكدا أن الكتابة هي نتيجة اشتباك مرعب مع الواقع المخيف الذي لا يتصالح معه الإنسان.

وأكد الروائي أن العنصر الأول في الكتابة هو المكان؛ إذ إن المكان ليس مجرد تشكيل أو تضاريس، بل بوصفه انعكاس الشمس على الجدران، وصرخات وضحكات الأطفال المختبئة في البيوت؛ حيث إن كل ذلك يشكل لغة ما على المبدع الحقيقي معرفة قراءتها والعمل على إعادة إنتاجها من خلال نص إبداعي.

ورأى البراري أن الخوف والمكان يتلاقيان في مرحلة الطفولة؛ حيث تمنح الكتابة من منطقة غائرة في الطفولة، من خلال استحضار مشاهد وحالات نفسية أو أوجاع أو أفراح يستند لها المبدع في نصه، مشيرا الى أن غنى مرحلة الطفولة بحجم التجارب المعاشة والقاسية والمؤلمة والجارحة، يسهم في كتابة إبداعية ذات جماليات عالية.

وأشار الى أن الكتابة هي محاولة للتمرد على الموت، حيث إن البشر محكومون بالموت والنهاية غير تراتبية، فقد يأتي الموت في أي لحظة من مراحل العمر، إلا أن الموت يعد جزءا من الحياة وليس نهاية.

وأوضح البراري أن التميز بالتنوع الأدبي هو المطلوب وليس مهما الكتابة بتنوع، فيما أن اللغة تعد شريكا أساسيا في البناء النفسي والانفعالي في العمل الإبداعي، مثلما أن الكتابة الحديثة تذهب الى منطقة الشعر وتسهم في تسخين السرد وجعله أقوى.

ووصف البراري القلق بأنه عتبة من عتبات الكتابة؛ حيث إن الطمأنينة ضد الكتابة، فهي تمرد واحتجاج وعدم رضا عن واقع فردي أو جماعي، فعدم الاستقرار يشكل بيئة خصبة للإبداع، والاشتباك مع القلق وإثارة الأسئلة هو الذي ينتج عملا إبداعيا.
الغد


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة