الأربعاء 2025-03-05 02:25 ص
 

انجاز أردني لعلاج عقم الرجال باستخدام الخلايا الجذعية الذاتية- فيديو

11:03 ص

حقّق فريق المركز العربي للخلايا الجذعية إنجازاً علمياً رائداً في مجال الخلايا الجذعية، حيث نجح الفريق الأردني في استخدام الخلايا الجذعية في علاج عقم الرجال و'ولادة أول طفل بريطاني بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الأردن'، وبعد زواج دام ثمانية عشر عاماً.

وبيّن والدّي الطفل 'ريان' المقيمين في بريطانيا منذ 19 سنة ولغاية الآن، أن 'ريان' يبلغ من العمر الآن عاماً ونصف، حيث ولد في شهر اكتوبر من عام ألفين وخمسة عشر، في مدينة غلاسكو البريطانية، وهو الآن بصحة ممتازة.

اضافة اعلان

وأوضح الوالدين أنهم لجأوا الى زراعة خلايا جذعية للزوج في الأردن بعد زواج دام 18 عاماً، وبعد أن فقدوا الأمل في الإنجاب، إلا أن وجود الحلم لديهم في أن يكون لديهم أطفال دفعهم إلى طرق أبواباً كثيرة، أملا في تحقيق هذا الحلم.

وقدّم والدّي ريان الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني لدعمه الكفاءات الأردنية، مؤكدين على أن هذه الانجازات ما كانت لتتحقق لولا دعم جلالته لأبناء شعبه وتبنيه لإبداعاتهم.

وعبّر الوالدين عن أملهما في أن تحذو الدول الأخرى حذو الأردن في دعم مجال الخلايا الجذعية كونه أملاً للكثيرين في علاج العديد من الأمراض التي عجز الطب عن إيجاد حلول لها.

كما تحدث خلال المؤتمر رئيس المركز العربي للخلايا الجذعية وأستاذ المناعة والطب التجديدي في جامعة إلينوي الأمريكية د. أديب الزعبي حول 'الطريقة الأردنية للخلايا الجذعية' التي تم الاستناد إليها في تحقيق هذا الإنجاز وهي علامة تجارية أردنية مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة تم تطويرها من قبل المركز، وتمتاز هذه الطريقة بتنقية أنواع محددة من خلايا جذعية مأخوذة من نخاع عظم المريض نفسه قادرة على التمايز إلى أمهات الحيوانات المنوية وذلك لإستخدامها في تصنيع حيوانات داخل خصية المريض ودون تدخل بشري، ويتم ذلك باستخدام طرق وبرتوكولات وأجهزة معتمدة عالمياً وأردنياً، وبالالتزام بأعلى معايير الأمان والسلامة.

وبين الزعبي أن الوصول إلى هذا الانجاز تطلب إجراء الكثير من الأبحاث الطبية المتطورة، وسنوات من العمل المتواصل، وتكاليف باهظة، وفريق من الخبراء والباحثين، وتجهيزات كافية للوصول الى هذه النتائج الدقيقة.

وأشار إلى أن الأبحاث ما زالت جارية في المركز العربي للخلايا الجذعية لتطوير علاجات جديدة وفعّالة للعديد من الأمراض من بينها العقم، مؤكداً سعي فريق المركز لتحقيق نسب نجاح أعلى لمساعدة الأزواج المحرومين من الإنجاب على تحقيق حلمهم في أن يكون لديهم أطفال.

وأوضح الزعبي أن فريق المركز قام منذ عام 2008 بزراعة أكثر من 140 مريض جميعهم يعانون من عقم دائم وانعدام للحيوانات المنوية، ولم تظهر أي أعراض جانبية أو مضاعفات على المرضى الذين تمت زراعة خلايا جذعية ذاتية لهم والتي تم تحضيرها في مختبرات المركز العربي للخلايا الجذعية. وبينت النتائج أن حوالي 55% من المرضى الذين تمت زراعتهم قد بدأووا بتصنيع الحيوانات المنوية خلال أقل من سنة بعد زراعة الخلايا الجذعية في الخصية، وأن أكثر من 30 طفل قد ولدوا في مختلف دول العالم حتى اليوم بعد زراعة خلايا جذعية للأب في الاردن، وكان آخرهم ولادة طفل في المملكة العربية السعودية قبل عشرة أيام، ولكن نظراً لحساسية موضوع العقم والإنجاب في مجتمعنا العربي والإسلامي، فإن معظم المرضى يفضلون عدم الظهور على وسائل الإعلام أو الحديث عن نتائجهم وسيرتهم العلاجية.


وبيّن رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الأردني البروفيسور إبراهيم بني هاني أن الأردن سبق الكثير من الدول في تنظيم العمل في مجال الخلايا الجذعية عبر إصدار التشريعات التي تنظم هذا المجال (نظام الخلايا الجذعية لسنة 2014، وتعليمات تنظيم العلاج بالخلايا الجذعية لسنة 2016)، وأن إصدار مثل هذه التشريعات سيفتح الباب أمام المضي قدماً في مجال أبحاث الخلايا الجذعية وتطبيقاتها العلاجية.


ومن الولايات المتحدة الامريكية تحدث رئيس مركز أبحاث الخلايا الجذعية في جامعة برادلي البروفيسور كريغ كيدي (Craig Cady) حول أهمية الخلايا الجذعية واستخداماتها البحثية وتطبيقاتها العلاجية على المستوى العالمي.

وأكد البروفيسور كيدي أن الإنجاز الأردني المتمثل بتطوير علاج لعقم الرجال بإستخدام الخلايا الجذعية الذاتية يُعدّ نقلة نوعية في إستخدام الخلايا الجذعية على مستوى العالم؛ وأن هذا الإنجاز الأردني يُعد إضافة نوعية للنتائج المنشورة في أكبر المجلات العلمية المحكمة والمصنفة عالمياً ويقدم دليلاً علمياً جديداً قوياً على قدرة الخلايا الجذعية الذاتية المأخوذة من نخاع العظم على التمايز وإنتاج أمهات الحيوانات المنوية (Spermatogonial Stem Cells)، وهي خلايا متخصصة توجد في الخصية قادرة على الإنقسام الإختزالي وإنتاج حيوانات منوية ناضجة قادرة على تخصيب بويضة الزوجة.

وأضاف كيدي أن هذا الإنجاز سيفتح أبواباً جديدة أمام الفِرق العلمية والطبية في مختلف دول العالم ومنها فريقنا في جامعة برادلي للإستفادة من التجربة الأردنية وخبرة الباحثين الأردنيين القائمين على هذه الدراسة.

ويختص المركز العربي للخلايا الجذعية في مجال الخلايا الجذعية واستخداماتها البحثية والطبية على المستوى العربي والعالمي، عن طريق تطوير وتطبيق أحدث الطرق المعتمدة عالمياً في هذا المجال. حيث أن إحدى غايات المركز فصل وتنقية الخلايا الجذعية والموافق عليها من قبل وزارة الصحة الأردنية ووزارة الصناعة والتجارة. ويقدم المركز للمستشفيات والمراكز الطبية الأردنية في القطاعين العام والخاص خلايا جذعية عالية النقاوة بهدف زراعتها في المرضى.

يشار إلى أن الدراسات المتعلقة باستخدام الخلايا الجذعية في علاج عقم الرجال قد بدأت قبل أكثر من 15 عاماً في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا واليابان، ثم لحقت بها مؤخراً كندا وفرنسا وكوريا الجنوبية والصين بالإضافة إلى الأردن. وكان الهدف الرئيس من هذه الدراسات في البداية هو معرفة إمكانية استخدام الخلايا الجذعية (باختلاف مصادرها) لإنتاج أمهات الحيوانات المنوية، ومعرفة قدرة هذه الأمهات على الانقسام إختزالياً لتنتج حيوانات منوية ناضجة. وكانت النتائج مشجعة جداً حيث إستطاعت فرق بحثية مختلفة في كل من اليابان والمانيا من تحويل الخلايا الجذعية الى أمهات الحيوانات المنوية والتي انقسمت بدورها لتنتج حيوانات منوية صحيحة وناضجة.

والآن وبعد 15 عاماً من الأبحاث في هذا المجال استطاعت فرق بحثية عديدة ومنها فريق المركز العربي للخلايا الجذعية أن تصل الى نتائج تؤكد قدرة الخلايا الجذعية على التمايز إلى أمهات الحيوانات المنوية، والتي بدورها استطاعت أن تنقسم وتنتج حيوانات منوية في مراحل مختلفة من النضوج.

وتعرف الخلايا الجذعية بأنها خلايا غير متخصصة وظيفتها التجديد المستمر وإصلاح ما يتلف في الجسم، وتتميز عن باقي خلايا الجسم بالميزات التالية:
- قدرتها على تجديد نفسها لفترات طويلة قد تصل إلى حياة الإنسان كلها.
- قدرتها على الهجرة إلى أي جزء من الجسم حيث تسكن أو حيث يحتاج إليها الجسم.
- قدرتها على التمايز إلى خلايا متخصصة في معظم أجزاء الجسم، مثل خلايا القلب النّابضة أو الخلايا العضلية أو العصبية أو خلايا العين التي تبصر النور أو خلايا البنكرياس المفرزة للإنسولين أو خلايا الكبد المفرِزة للإنزيمات، وغيرها الكثير من أنواع خلايا الجسم.


وتنقسم مصادر الخلايا الجذعية إلى نوعين رئيسين من حيث المصادر: الجنينيَّة:
- الخلايا الجذعية الجنينيَّة وهي المسؤولة عن تكوُّن الجنين في المراحل المبكّرة من تطوُّره في رحم الأم ولها قدرات عالية على التمايز إلى خلايا الجسم المختلفة.
- الخلايا الجذعية البالغة والتي توجد في أماكن متعددة من جسم الإنسان في كافة مراحله مرية وتأخذ بالتناقص مع تقدُّم العمر.

وتتمثل مصادر وأنواع الخلايا الجذعية البالغة بـ :
- نخاع أو نقي العظم الأحمر: المكان الذي تتمركز فيه الكمّية الأكبر من الخلايا الجذعية في الإنسان البالغ والتي تقوم بتجديد الدم بشكل متواصل وبنظام متوازن طيلة فترة حياة الإنسان وتستجيب إلى حاجة الجسم المتواصلة للتجديد وذلك بتصنيع خلايا متخصصة لعلاج إصابات الأعضاء المختلفة ونقلها إليها عن طريق الدم.

- الحبل السُّري للمواليد:
يحتوي على نِسب عالية من الخلايا الجذعية مختلفة الأنواع والتي يمكن تجميعها عند الولادة واستخدامها مباشرة أو حفظها لفترات طويلة قد تصل إلى عشرات السنين لما لها من فوائد في علاج الأمراض المختلفة للوليد نفسه أو لأخوته ووالديه، وأيضاً لأشخاص آخرين حسب تطابق الأنسجة معهم.

- الدهون:
تحتوي الدهون على نِسبة لا بأس بها من الخلايا الجذعية البالغة متعددة القدرات وقد استخدمت مؤخراً في علاج عدد من الأمراض منها أمراض القلب
والشرايين، والتقرحات والجروح المزمنة، وأمراض العظام والمفاصل.

- أعضاء متعد?دة:
يوجد كميات متفاوتة من الخلايا الجذعية فيأعضاء متعد?دةمن الجسم والتي تعمل كمصنع فوري للمحافظة على التجديد المستمر للأعضاء وذلك للتعويض عن الخلايا التي تموت بشكل طبيعي. كما ويمكن الحصول على الخلايا الجذعية من أجزاء أخرى من الجسم مثل الجلد وبصيلات الشعر.وما زال العلماء يكتشفون مصادر جديدة للخلايا الجذعية في جسم الإنسان حيث تم مؤخراً الكشف عن الأسنان ودم الطمث كمصدر كبير للخلايا الجذعية وكذلك وجود كميات قليلة منها في حليب الأم والمشيمة وأجزاء أخرى من الجسم.

• زراعة الخلايا الجذعية:
يتم العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق ما يسمى بـ 'زراعة الخلايا الجذعية' Stem Cell Transplantation، وهذه العملية تتطلب الفهم الكامل والمسبق لثلاثة أمور والتي يجب على المريض معرفتها قبل الشروع في عملية العلاج وهي:
- الأول: تحديد مصدر ونوع الخلايا الجذعية المُراد إستخدامها.
- الثاني: طريقة الحصول عليها والعمل بها قبل زراعتها في المريض.
- الثالث: كيفية زراعتها في المريض.

وهناك نوعين من زراعة الخلايا الجذعية :
- الأول: زراعة ذاتيةAutologous حيث تؤخذ الخلايا وتُزرع في نفس الشخص.
- الثاني: يتطلب نقل الخلايا الجذعية من شخص لآخر Allogeneic.

ويعتبر الأفضل طبياً أن تستخدم الخلايا الجذعية من نفس المريض وذلك لتفادي حصول رفض للخلايا إذا ما زرعت من شخص آخر، ولكن عندما تكون الخلايا الجذعية في المريض غير سليمة كما هو الحال في الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا أو عندما تصاب الخلايا الجذعية بسرطان كما هو الحال في بعض سرطان الدم أو اللوكيميا (تبيُّض الدم)، فإنه يتم الحصول عليها من متبرع آخر.

واختيار المتبر?ع عملية ليست بالسهلة وتتم بعد إجراء فحوصات تطابق الأنسجة بين المريض وبين كل متبرع مُحتمل، فأفضل المتبرعين للمريض هو التوأم المطابق إن وُجد، وإن لم يوجد فيتم فحص الأخوة والأخوات ثم الوالدين ثم بعد ذلك الأقرباء، وإن لم يوجد فيتم البحث عن متبرعين مسجَّلين في قوائم خاصة بالتبرع بالخلايا الجذعية حسب أنواع تطابق الأنسجة لديهم كما هو معمول به في بعض دول العالم.

• الأمراض الممكن علاجها بالخلايا الجذعية:
تنقسم الأمراض التي يمكن علاجها بإستخدام الخلايا الجذعية إلى ثلاثة أقسام:
القسم الاول : ويتألف من الأمراض التي تم اعتماد طرق العلاج فيها باستخدام الخلايا الجذعية من قبل الجهات الطبية العالمية، وتم فيها استخدام الخلايا الجذعية بشكل واسع في كافة أنحاء العالم وكان لها تأثيرات فاعلة ونتائج مشجعة.


ويتضمن هذا القسم:
- سرطانات الدم (ابيضاض الدم الوحيدي، سرطان الدم الليمفاوي، والمايلوما)
- إعتلالات خضاب الدم (الثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي)
- أمراض المناعة الذاتية الأولية، نقص المناعة، متلازمة فرط بروتينات المناعة المعروفة بـ آي جي أم، ونقص مستقبلات جاما إنترفيرون
- الحالات المرضية المتعلقة بمركب التوافق النسيجي (أم أتش سي)
- أمراض الاستقلاب (أمراض عديدات السكريات المخاطية، أمراض المايتوكندريا)

اما القسم الثاني : ويتضمن الأمراض التي تم فيها استخدام الخلايا الجذعية بشكل واسع لعلاج مرضى أظهروا تحسناً واضحاً بعد العلاج بالخلايا الجذعية، ولكن هذه الطريقة لم يتم إعتمادها بعد كطريقة معتمدة للعلاج لأمور تتعلق بالقوانين والتشريعات المنظمة لها ولأسباب أخرى مادية.

ويتضمن هذا القسم:
- أمراض العظام والمفاصل والأمراض العصبية (جراحات العمود الفقري، الشلل الدماغي، التصلب اللويحي المتعدد)
- أمراض العقم (إنعدام الحيوانات المنوية عند الرجال،فشل المبيض المبكر)
- العمى (ضمور العصب البصري، التهاب الشبكة الصباغي، أمراض العيون)
- مرض السكري (النوع الاول والثاني)
- أمراض القلب (إعتلال عضلة القلب)
- بعض الأمراض الجلدية (الصدفية، الجروح المزمنة)


اما القسم الثالث: ويتضمن الأمراض التي أظهرت مؤخراً أن الخلايا الجذعية قد تلعب دوراً مهماً في تحسن المرض، إلّا أن الاستفادة من استخدام الخلايا الجذعية لعلاج هذه الفئة ما زال قيد البحث والتطوير.
ويتضمن هذا القسم:
- مرض باركنسون
- مرض الزهايمر
- إستنبات الشعر
- الأمراض والمتلازمات الوراثية
- ضمور العضلات (مرض دوشبن وبيكر)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة