الأحد 2024-12-15 12:22 م
 

تغيب الفتيات عن منازلهن في ازدياد والعنف ضد المرأة مستمر

02:12 م

الوكيل -تخرج أسماء (24 عاما) هي وأطفالها الثلاثة من منزل الزوجية بعد ان تعرضت لايذاء جسدي من قبل زوجها وهي ليست المرة الاولى التي تتعرض لذلك لكن حرصها على ابقاء حياتها الاسرية قائمة وعدم تعريض اطفالها لتجربة الابتعاد عن بيتهم دفعها للصبر مرات ومرات .اضافة اعلان


الا أن تعرضها لضرب مبرح كان كفيلا لنفاذ صبرها واتخاذها لقرار اللجوء الى احدى الجهات المعنية بحماية النساء المعنفات هي واطفالها خاصة وان اسرتها ترفض استقبالها .

أسماء ونساء أخريات لن يبقين أسيرات نمط تفكير يمنع المراة من ايقاف العنف الذي تتعرض اليه من منطلق ان خروجها من بيت الزوجية عار عليها وان عليها ان تبقى مع الزوج مهما تعرضت لايذاء نفسي وجسدي .

وبالرغم من ازدياد الوعي بالعنف ووجود اكثر من جهة تستقبل النساء المعنفات الا ان هناك نساء لا يزلن يعانين من العنف ويلتزمن الصمت خوفا على اطفالهن او لقناعتهن بان اسرهن لن تمد يد المساعدة وتوقف عذاب والام مما يتعرضن اليه .

وقد ظهرت في الاونة الاخيرة قضية لا تقل اهمية عن العنف الجسدي تتمثل في تغيب الفتيات عن منازلهن حيث تعيش اسرة الفتاة في حالة من القلق والخوف فيما ليس مقبولا اجتماعيا ان تغيب الفتاة عن منزل اسرتها لايام دون معرفة مكانها .

وتشير احصائيات دار الوفاق الاسري التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية انه دخل الدار العام الماضي 906 نساء معنفات في حين كان هناك 192 طفلا برفقة امهاتهم وهو ما تسمح به الدار تسهيلا على الام المعنفة التي ترغب بابقاء أطفالها معها .

واظهرت الاحصائيات ان هناك 219 امراة غير اردنية من اصل الـ 906 امراة مما يدل على ان هناك ازديادا في اعداد النساء غير الاردنيات اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي .

وتبعا لمصادر مختصة في دار الوفاق فان العنف الجسدي كان السبب الرئيس لوصول النساء الى الدار طلبا للحماية والرعاية يليه مباشرة حالات تغيب الفتيات عن منازلهن ثم العنف النفسي

واللفظي وحالات العنف الجنسي .

وتشير المصادر الى ان النساء المعنفات يقصدن دار الوفاق طلبا للحماية وبعد ان تكون المراة المعنفة قد تعرضت لايذاء جسدي فيتم استقبالها هي واطفالها والبدء بدراسة المشكلة وايجاد حلول لها .

وتبين المصادر ان هناك حالات عديدة تمكنت من استعادة حياتها الاسرية وزوال الاسباب التي كانت تؤدي الى العنف بعد عقد جلسات توعية وارشاد مع الزوج .

واشارت المصادر الى ان هناك ازديادا واضحا لحالات التغيب عن المنازل في نسب النساء التي استقبلتهن الدار مبينة ان هناك فتيات يتغيبن عن منازلهن تتراوح اعمارهن بين 14-18 عاما ويكون سبب التغيب التفكك الاسري او وفاة الام والخلافات التي تحدث بين الفتاة وزوجة الاب وعدم وجود لغة تفاهم بين الفتيات واسرهن فتلجا الفتاة لخيار الخروج من المنزل .

الا ان اللجوء الى دار الوفاق الاسري يبقى الخيار الانسب لهن بدلا من تعرضهن لمشاكل كبيرة نتيجة بقائهن في الشوارع حيث توفر لهن الدار الرعاية المناسبة وتعمل على حل الخلافات الاسرية.

ويؤكد اخصائيون اجتماعيون تنامي مشكلة العنف الجسدي والاسري خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دورا اساسيا في العنف الجسدي اضافة الى زواج الفتيات مبكرا مما يسهم في تعرضهن للعنف وعدم قدرتهن على ايجاد حلول تجنبهن التعرض لشتى انواع العنف الجسدي .

وترى الاخصائية الاجتماعية منال ابو الرب اهمية التنبه لمشكلة تغيب الفتيات عن المنازل وهن في مرحلة المراهقة ،معتبر ان خروج الفتاة بمرحلة المراهقة من بيت اسرتها بسبب الخلافات الاسرية او عدم تلبية مطالبها او بسبب التفكك الاسري وغياب دور الرقابة وخاصة دور الام يعرض الفتاة لمشاكل كبيرة قد تعترضها وتضعها في مواقف استغلال من قبل الاخرين .

وأكدت اهمية الابقاء على الحوار بين الفتيات واسرهن في هذه المرحلة العمرية والابقاء على الرقابة الاسرية خاصة في حالات وفاة الام ووجود زوجة الاب فالفتاة تحتاج في مثل هذه الحالات الى تفهم اكبر وقرب من قبل والدها واقاربها .

واعتبرت ابو الرب ان وجود مثل هذه الدور يسهم في حماية النساء المعنفات ويوفر لهن مكانا آمنا لحين حل الخلافات الاسرية وعودتهن لحياتهن الطبيعية وخاصة بالنسبة للفتيات اللواتي يتغيبن عن منازلهن بدلا من بقائهن في اماكن غير امنة .

وتبقى النساء المعنفات في الدار لفترات معينة يعدن بعدها الى اسرهن بعد التاكد من زوال العنف وبمتابعة من قبل المشرفات على الدار ،فالمراة المعنفة تحتاج الى الرعاية والحماية وخيار خروجها من منزلها لم يكن خيارها الاول الا انها فقدانها لكرامتها يوميا وتعرضها للأذى الجسدي والنفسي اسباب موجبة لوقف العنف.

الا ان تغيب الفتيات بمرحلة المراهقة قضية تتطلب دراستها جيدا ومحاولة علاجها فالفتاة التي تتمكن من الوصول لدار الوفاق او اي دار للرعاية من العنف تمكنت من حماية نفسها لكن الفتاة التي تخرج من منزلها ولا تتمكن من الوصول لاي جهة توفر لها الحماية تعرض نفسها واسرتها لخطر كبير قد تتحمل نتائجه طيلة حياتها .


الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة