تنظيم يحتل دولتين

عشرات التحليلات ظهرت لتفسير ما يجري في العراق ، وكيف سيطر تنظيم على عدة مدن عراقية هربت منها كتائب والوية ومعدات ، ودون مقدمات عسكرية ظهرت (قوات!) داعش واذا هي تحتل هذه المدن وتمارس زحفا على مدن اخرى ، تحتل وتقتل دون أي مقاومة ، فأين كانوا قبل دخولهم هذه المدن ، وما هي قوة التسليح التي لديهم لاحتلال اجزاء من العراق خلال ايام او ساعات احيانا !اضافة اعلان

وحتى ما قيل عن ان من يقاتل في بعض المدن هم ابناء عشائر تلك المناطق وهم ثورة على حكومة المالكي وسياساتها ، فانه لا يلغي وجود تنظيم في المشهد.
لكن المشهد ليس في العراق وحده ، فداعش اليوم تنظيم يحارب على جبهتين ، ويحتل اجزاء من جغرافيا دولتين هما سوريا والعراق ، وداعش في سوريا تخوض حربا ضد ( رفاق ) الفكر في القاعدة جبهة النصرة ، ويقولون انهم يحاربون النظام السوري ، فأي قوة هذه لتنظيم يقاتل على عدة جبهات في دولتين ويحتل مساحات من الارض ومدنا ومحافظات ، ويدخل المدن فلا يجد مقاومة..
اسئلة تجعل البعض يرى في المشهد تفاصيل غير ظاهرة ، فهل داعش حالة عسكرية بهذا الحجم والقوة التي تمكنها من فعل كل هذا ؟!
في اخر تصريحات حسن نصر الله امين عام حزب الله استخدم الحالة العراقية والسورية وحكاية داعش ليبرر مشاركة حزبه في القتال في سوريا بأنه لولا ذهاب حزب الله الى سوريا لكانت داعش في لبنان ، فهل داعش تنظيم عسكري ، او لافتة فكرية وتنظيمية لقوات عسكرية بهويات اخرى ، ام هو تنظيم يستعمل صورة التنظيمات المتشددة لكنه دخل عالم السياسة والمال وتحالفات المال والسلاح والتنقل بين اجهزة المخابرات في المنطقة وما حولها ؟!
اسئلة ربما ليس هناك حسم في اجاباتها اليوم لكن اجاباتها ليست بعيدة في منطقة اصبحت محل استهداف والغاية ان تزداد ضعفا على ضعف ، وان تدخل مسار التقسيم الجغرافي والسياسي والطائفي وحتى الانقسام داخل الهوية الفرعية الواحدة.
المشكلة الكبرى ان نكتشف ان كل ما نراه من مسميات وهياكل وانواع بنادق ليس الا ادوات في ايدي لاعبين كبار ، قد يتنافرون في الخطاب لكنهم يتحالفون في المصالح ، وغايتهم واحدة ، اما نحن فلسنا أكثر من بنادق على سيارات تملأ صورها الفضائيات سواء جاءت من ليبيا او العراق او سوريا ومصر واليمن..