جمال الدويري
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, والشكر له سبحانه على لطفه بقدره وحسن سقياه.
ولشعبنا الأردني العزيز 'شعب الصّبارين' الأجر والثواب وخالص التقدير والإحترام على صبره واحتسابه.
ستة ملايين أردني من الصابرين المحتسبين قبل الأزمة السورية, أما بعدها فالله ودولتنا أعلم, يغرقون الى ما فوق الإبط بقليل بخير الله ونعمائه, وتخنقهم أنفاقهم الى ما قبل الزفير الأخير في شبكتها التي سوّقها فاسدوها على أنها قمة ما ابتدعه الفكر البشري وزبدة ما توصل اليه العلم الحديث والمدنية.
بنيةٌ تحتيةٌ وفوقيةٌ 'خَوْزَقَهَا' بعض المطر وقليل من الثلج مثل قالب من الجبنة السويسرية كثيرة الثقوب والشبابيك, أعجزت أمانتنا وبلدياتنا, ولولا لطف الله بقدره, لكنّا اليوم ننعي ونبكي الكثيرين من الأحبة والأهل, ضحايا لإعصار 'وضحه' .
أما والحمد لله وحده والشكر للطفه وعظيم رحمته, وللنشامى في القوات المسلحة والأمن والدرك والدفاع المدني الأشاوس, الذين هبوا هبة رجل واحد, يدفعون عن وطنهم وأهلهم الضرر والكارثة, ويتلقون البرد والغرق والخطر بصمود تفخر به كل الأوطان, ويواصلون الليل بالنهار بعزيمة لا تلين لفك حصار المحاصرين ومن تقطعت بهم السبل وضاق بحياتهم فساد الفاسدين, وتوصيل المحتاج لحاجته والحاجة لطالبها, بجد ومثابرة وإيثار لا يكفيهم شكر الأرض ولا امتنان المعمورة عليه, فلا تغنينا ولا تلهينا النجاة والسلامة عما تكشّف للعيان والتجربة, من خلل وعطب وسوء حال ومحدودية تحمّل وقدرة استيعاب لجسورنا وأنفاقنا وشبكة طرقنا وشوراعنا المنكوبة وقشرة مكياجها الرقيقة.
نعم, وبعد أن 'ذاب الثلج وبان المرْج' فقد بات لزاما علينا جميعا التوقف والوقوف عند ما حصل ولماذا حصل ما حصل, وتحمل المسؤولية, كل في مجاله وموقعه, لا من أجل الشكوى واللوم والبحث عن المشاجب, ولكن من باب الحرص على الوطن والمواطن اللذان يستحقان الأمن بكل معانيه وأبعاده وبكل الطقوس والظروف الجوية وتفادي تكرر الحالة مستقبلا, ولأجل تعرية الفساد والفاسدين وتلك الشبكة العفنة المنتفعة المنتفخة الكروش من الرسميين الذين يقبضون العمولات والسحت لتلزيم العطاءات والمشاريع ومنح التراخيص وصكوك الغفران لفساد وعبث السادرين في غيهم وجشعهم من بعض المقاولين الذين لا هم لهم الا 'ما ملكت أيمانهم' وحساباتهم, دون النظر الى الكيف والحيثية والمصلحة العامة بما فيها حياة البشر والانسان وممتلكاته.
وفي هذا السياق, أيها الأردنيون الأعزة, فإننا ومن هذا المنطلق والغاية, سننبش القبور ونعري المستور, ولن تبقى شبهة للفساد أو ملف عطاء أو مناقصة بعيدا عن الفتح والبحث والتمحيص والمسائلة مهما كلفنا هذا من ثمن, طالما أن الدولة قد عجزت أو امتنعت او لا تريد لأن بعضها موثوق الى شبكة الخلل والفساد مكبل اليدين والرجلين عن متابعتها وسؤالها.
ومن هنا فإنه لا يجوز لمن يدير العقبة واقتصادها ويخطط لمستقبلها أن تدير زوجته شركة مقاولات نفعية تتعامل مع مشاريع يقرر هو من يقطف ثمارها ويحلب ضرعها, ولا يجوز لنائب شعب طويل الاقامة في العبدلي أن يَنْفَذَ بنفوذه وعلاقاته وهداياه الى مشاريع الدولة الكبرى بشركاته وآلياته, بتنفيذ سئ لا يرقى الى المتعاقَد عليه أو بعضه, وعلى حساب المواطن الأردني وثرواته وسلامته, ولا يجوز لمرشح نيابة أن ينفّذ مشاريع عامة في هذه الأيام وقد التفت آلياته وأدوات عمله بدعايته الانتخابية 'للسابع فشر' القادم, ولا يجوز 'للعواوسة' ومفردها عويس أن يعبثا بروح المواطن الأردني وحياته المائية, إدارة ومقاولة وتعهدات وتنفيذا سيئا وتمديدا لخطوط, لو نبش قشرتها كلب يريد مواراة سوءته لكشف عورتها, ولا يجوز لعفو عام, حتى وإن كان ملكيا, أن يشمل العابثين بقوت الشعب ومصالحه ويمنع محاكمتهم, كما حدث مؤخرا مع طغمة الأمانة 'اللا أمينة' . ولا يجوز...ولا يجوز...ولا يجوز...
وتطول القائمة ويُسهب المقال في تعداد وكشف الفساد والفاسدين والممنوعات التي تباح جهارا نهارا وبفعل سطوة المال وارتخاء القبضة الرسمية وغياب العمل المؤسساتي الناجع والمسؤول عن مشاريع الدولة وطرق تلزيمها أو أحالتها.
يعرف الأطفال أن السوائل تنساب نحو الهابط من الأرض, ويدرك كل ذي لب أن بعض الجغرافيا تحتم أنشاء الأنفاق تحت سطح الأرض, ولكن هذا وذاك يعي, أن من تعلُم التخطيط والهندسة والتنفيذ وحمل الإجازة العلمية والمهنية للعمل في هكذا مشاريع حساسة وحيوية, لا بد له أن يفكر قبلا بكيفيةٍ محكمةٍ لتصريف مياه المطر في النفق وحوله, حتى لو كان في صحراء قاحلة لا مطر فيها ولا ثلج, فأين هذا العلم وتلك المعرفة من مشاريعنا وأنفاقنا؟
أم هل كان لزاما علينا استخدام العرافين وقُراء الكف والفنجان, لمعرفة كميات الهطول ومدى كرم الله وسعة نعمائه من الثلج والخير, قبل التفكير بحفر جبالنا وأرضنا 'وتنفيقها' ؟
وإن كان الأمر كذلك؟ فقد بات لزاما على دولتنا وقضائنا أن يحاكما على عجل, الراصد الجوي محمد الشاكر, لأنه لم يعلمنا قبل سنوات بحالة الطقس التي كشفت عوراتنا قبل أيام.
قال تعالى وهو أصدق من قال: ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْـمُخْسِرِينَ181 وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْـمُسْتَقِيمِ 182 وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) صدق الله العظيم
جمال الدويري
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو