ردود فعل على عودة الرئيس

الوكيل- مجدي الباطية - على رغم ان عودة الدكتور عبد الله النسور الى رئاسة الحكومة لم يكن بالامر المفاجيء ، حسب القراءات والمشاهدات التي تم الكشف عنها في الايام السابقة ، وفقاً لمشاورات النواب مع الديوان الملكي .

الا ان قرار التكليف يوم امس لاقى حالة من الشجب والرفض من الشارع الاردني على المستوى الشعبي والسياسي على حد سواء .

وفي هذا الشأن يقول النائب علي سنيد لـ 'الوكيل' ان عودة النسور خالفت كل التوقعات ومطالب التغير والاصلاح ، فالاصل بالبرلمان ان يكون بوابة التغير ، معبراً عن رفضه الى كافة المشاورات التي جرت بين القصر والنواب .

واضاف السنيد ان عودة النسور جعلت من المجلس شريك وغطاء شرعي ، في استمرار تمرير نفس السياسات والوجوه ، وهو امر مخالف لسياسة التغير التي يطالب بها الشارع الاردني .

و في ردود الشارع الاردني على اعادة الولاية الحكومية لرئيس الوزراء د. عبد الله النسور، تنظم مجموعة الحقيقة السوداء وشبيبة حزب الوحدة الشعبية, مساء الاثنين , فعالية ساخرة تحت شعار 'الله خلقك وكسر القالب' وذلك احتفالاً بتكليف النسور لرئاسة الوزراء, وفق المنظمين.

وقال المنظمون بحسب بيان صادر عنهم ان الفعالية سيتخللها إقامة 'زفة' للنسور تكريماً لإنجازاته السابقة بإقامة انتخابات 'الصوت الواحد' ورفع أسعار المحروقات مرتين على التوالي، إضافة لإنجازاته القادمة برفع أسعار الكهرباء.. والخير قادم ' حسب تعبيرهم.

وختم المنظمون البيان بعبارة ' عبدالله النسور .. مش حتقدر تغمّض عينيك'

يذكر ان الفعالية ستقام امام دار رئاسة الوزراء بالعاصمة عمان, عند السادسة من مساء الاثنين.

فيما أصدر حراك شباب حراك الخلايله بيانا شديد اللهجه، انتقد فيه اعادة تكليف النسور بتشكيل الحكومه القادمه ... جاء فيه : -

إنها لأيام ذلٍ وهوان عاشها الشعب الأردني في ظل الحكومة الراحلة متمثلة في رئيسها الذي لم يقوى على مجابهة أبسط الأنتقادات في جلسة المجلس المشؤومة.

حيث أنه ظهر في موقف ذليل لم تسعفه لا مفردات اللغة ولا آيات التنزيل في الرد عليه. وها نحن نستقبل فترة ذل وهوان أُخرى بإعادة تكليف حكومة العهر السياسي مرة اخرى لتفرغ كل طاقاتها في إذلال الشعب الاردني حيث انها لم ولن تقوى على تفريغ طاقاتها في مساراتها السياسية الحقيقية فعادت مرة اخرى لانهاك الشعب الأردني وإثقال كاهله يساعدها على ذلك مجلس تبينت سماته من أول إطلالة له.فما لهذه الحكومة الباسرة إلا أن يفعل بها فاقرة من رب الدنيا والآخرة.

إنَّ حراك شباب الخلايله - بني حسن - إذ يعلن رفضه لهذا القرار جملة وتفصيلا ليعتبر هذا اليوم يوم حداد موشح بالسواد في تاريخ الاردن.

فيما اعتبرت الحركة الإسلامية -تيار المعارضة الرئيسي في المملكة والتي قاطعت الانتخابات الأخيرة- أنه يشير إلى عجز مطبخ القرار عن التغيير في المضمون والوجوه.

وقال زكي بني ارشيد نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين للجزيرة نت إن 'تكليف النسور إشارة واضحة من الحكم إلى أنه لا يوجد أي تغيير في الحياة السياسية، فالحكومة قبل الانتخابات هي نفسها بعد الانتخابات'.

وأضاف أن 'البرلمان الجديد أعلن فشله عن إنتاج أغلبية برلمانية برامجية وسياسية للتعامل مع المرحلة الجديدة، وهذا يعزز رؤية الحركة الإسلامية في فشل مسار الاصلاح الرسمي واستمرار الأزمة وضرورة الانتقال إلى طاولة حوار جاد تخرجنا من حالة المراوحة التي نعيشها'.

المحلل السياسي فهد الخيطان قرأ في إعادة تكليف النسور 'المتوقع' إشارة 'إلى فقر النخب السياسية عن خلق بدائل للوجوه الحالية'.

وقال الخيطان في حديثه للجزيرة نت إن 'نهج الحكم أفقر البلاد سياسيا، ولم يعد لدى الدولة نخب جديدة قادرة على قيادة المرحلة الجديدة'.

وبرأيه فإن السبب في فقر النخب الأردنية يعود إلى فشل الرهانات على إنتاج قانون الانتخاب وجوه سياسية جديدة تحقق على الأقل مسار الإصلاح الرسمي الذي يقوده الحكم، وأن 'مجلس النواب لا يستطيع حمل أفكار الملك نحو الإصلاح'.

وذهب المحلل السياسي إلى من دواعي إعادة تكليف النسور أنه بات مطلوبا منه الاستمرار في تنفيذ استحقاقات الاتفاق بين الأردن وصندوق النقد الدولي والذي لم يبق منه سوى خطوة واحدة تتمثل في رفع أسعار الكهرباء.

وبرأيه فإن مشهد منح النواب فرصة تسمية رئيس للوزراء كان حقيقيا دون أي تدخل من جهات رسمية، 'لكن النواب حولوه إلى مشهد كوميدي من خلال عدم قدرتهم على تقديم بدائل أو الائتلاف في أغلبية برلمانية حقيقية ومتماسكة'.