الأحد 2024-12-15 08:16 م
 

سلام نتنياهو يستهدف الأردن

08:36 ص

كل مرة يأتي فيها جون كيري إلى إسرائيل تصدر عن حكومة نتنياهو قرارات استيطانية جديدة في القدس المحتلة ، وهذه مسألة قديمة فالاعلانات عن بناء مستوطنات استبقت جولة أوباما في بداية ولايته الأولى كما رافقت زيارته الأخيرة إلى تل أبيب . اضافة اعلان

ولقد فسرت هذه التصريحات في وسائل الإعلام بانها تأكيد على استمرار سياسة الاستيطان في القدس على اعتبار أنها ( عاصمة إسرائيل الأبدية ) لكن اذا رجعنا إلى خرائط القدس الموحدة المحتلة لوجدناها تغطي مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة وهذا يعني ان حكومة نتنياهو عندما تصر على الاستيطان وتتعمد إعلان مشاريعها كلما أثيرت قضية السلام مع الفلسطينيين فإنها تعلن بشكل غير مباشر ان القدس والضفة لن تكونا أرضاً للدولة الفلسطينية .
مع تزايد المعلومات عن ان هدف جولات كيري المتكررة إلى تل أبيب ورام الله وعمان وعواصم المنطقة الأخرى هو وضع مبادرة أمريكية جديدة لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين خرج نتنياهو بتصريحات عشية جولة الوزير الأمريكي بدت وكأنها ( إلى جانب قرارات الاستيطان ) تضع الخطوط الحمر لما تقبله إسرائيل او لنقل رؤيتها لمضمون السلام مع الفلسطينيين .
قال نتنياهو « إسرائيل لا تريد حل الدولة ثنائية القومية « والمنطق يقول ان رفض نتنياهو لهذا الحل يعني انه مع حل الدولتين . واذا كان مع الحل الأخير، لماذا هذه الهجمة المحمومة بمشاريع استيطان تلتهم القدس والضفة !؟.
هناك تناقض ظاهري بين الاستيطان وبين الزعم بان اسرائيل تريد دولة فلسطينية في الضفة . هذا التناقض يفهم اذا علمنا بان نتنياهو مع دولة فلسطينية لكن في مكان آخر غير الضفة . نتنياهو منسجم مع مبادئه ومع برامج الأحزاب المشاركة معه في الحكومة التي غالبيتها من المستوطنين و المطالبين بضم الضفة كما القدس إلى إسرائيل .
انه مع الاستيطان من خطوط عام 1967 إلى نهر الاردن وهو مع قيام دولة فلسطينية لكن في الاردن او غزة وليس في القدس والضفة . أنها رؤيته المكتوبة في كتابه ( تحت الشمس ) الذي نشره في نهاية التسعينات وهي الرؤية التي تدفعه إلى الشراكة مع أحزاب التطرف والاستيطان .
نتنياهو لا يرى في الفلسطينيين بالضفة والجليل الا أقلية قومية تنتمي إلى قومية عربية تمتد من عمان إلى الرباط وهويتهم تقرر في دولة أخرى( على ارض الميعاد) هي الاردن .
وكان نتنياهو واضحا في تصريحه الأخير عندما حدد مفهومه للسلام بدون ان يأتي على ذكر دولة فلسطينية بالضفة مع رفضه للدولة ثنائية القومية ، قال « إسرائيل تريد السلام المبني على قدرتها في الدفاع عن نفسها « انه يكرر موقفه السابق عن السلام مقابل الامن اي الاحتفاظ بالأراضي المحتلة .
في كل مرة اسمع فيها هذه التصريحات الإسرائيلية المقترنة بمشاريع الاستيطان اشعر بان الاردن مستهدف ، استهدافاً ناعماً يقوم على إحداث تغيير ديموغرافي على الارض الفلسطينية والمراهنة على الزمن من اجل تضليل الوعي العالمي لكي يقبل بحقائق الأمر الواقع سواء في الضفة والقدس او في الاردن .
خطورة ما يجري في سوريا وقبله في العراق ليس فقط استخدام جميع القوة العسكرية ( للدولة ) لتدمير شعب وفرض عمليات تهجير وتطهير على أسس عرقية وطائفية وإنما هذه اللامبالاة الدولية التي تجعل مستقبل شعوب المنطقة وحدود اوطانها خاضعة لكل إجراء قسري مهما كان متوحشاً ومخالفاً للقوانين الدولية بما في ذلك ميثاق الامم المتحدة . ما الذي سيمنع إسرائيل ان تكرر فصول دير ياسين وغيرها من حروب ال 47 و 48 ؟ بل ما هو الحل السلمي الذي تريده اذا كانت تبتلع الارض في القدس والضفة وتهودهما بما يعني للأعمى والبصير أنها لا تريد دولة فلسطينية عاصمتها القدس ، وأيضاً لا تريد دولة ثنائية القومية ؟.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة