الخميس 2024-12-12 09:30 ص
 

سوريا : التمويه في حجم الضربة

06:52 ص

الضربة للشقيقة سوريا قادمة وتنتظر الضغط على الزناد , والخلاف على حجم الضربة ومداها وليس على وقوعها بعد ان اوكلت جامعة الدول العربية الغرب بتنفيذها تحت علم الامم المتحدة او تحت اعلام الدول في المؤاجرة والمشاركة , وكأن الدور المحوري لجامعة الدول العربية توفير المظلة العربية لضرب الاعضاء منذ العراق 1990 مرورا بالشقيقة ليبيا واخيرا سوريا فيما ينعقد لسانها عند حرف الفاء او تصبح لدغاء في السين والفاء فلا تتلفظ اي حرف من حروف فلسطين وينسحب الامر على حروف الصومال والسودان وباقي بؤر التوتر .اضافة اعلان

الضربة التي ينتظرها معارضوالنظام السوري كهلال العيد , لن يتوقف مداها عند الحدود الاقليمية السورية ليس كتداعيات للضربة بل ستكون ضربة شاملة حسب السيناريو المطروح اذا ما قررت امريكا وحلفاؤها توسيع قاعدة الضربة من اجل اسقاط النظام في سوريا , فايران ليست بعيدة وكذلك لبنان واسلحة حزب الله , فحجم التحضيرات يفوق الحجم اللازم لضربة محدودة ويلوح من خلف الستار ما يشي بتصفية المحور بكامله وليس سوريا فقط , وهذه اماني كثيرين في العالم والاقليم من اجل ازاحة الصداع من الرأس الاسرائيلية التي تُصدّعها حتى هدير الاذاعات والتصريحات الايرانية والسورية وتصريحات حزب الله التي جرى اختبارها .
الضربة المحدودة بدأت تتلاشى نسبيا في ظل التسريبات والمجريات لمن يقرأ بعين الحاضر والتاريخ , فهناك تكبير متعمد للمضادات الدفاعية السورية بحيث تستطيع اسقاط طائرة “ بي 22 “ وهناك تضخيم لوقوع الصاروخين الاسرائيليين في البحر بوصف الوقوع سلاح سوري مضاد وليس تجربة اسرائيلية وحتى لو كانت تجربة فثمة ما يشير الى ان اسرائيل لن تكون بمعزل عن المشاركة في القضاء على سوريا الدولة والنظام معا , فهي تعرف جيدا انها ستتلقى ردة الفعل الاولى للضربة لجذب الدعم الشعبي العربي ولتعميق الضغط على الغرب بوقف الحرب او تقليل مداها وعنفها والحد من نتائجها .
أثناء التحضير للحرب على العراق جرى تضخيم الجيش العراقي بوصفه الجيش الرابع عالميا وجرى تضخيم الاسلحة العراقية ومداها وقدرة هيئة التصنيع العسكري على انتاج اسلحة متقدمة وكانت النتيجة ان تم تدمير العراق واسلحته على جرعات بدأت بتكسير اجنحته ثم قلبه وكانت الخاتمة باحتلال العراق وتفكيك ما تبقى من جيشه ودخل الاقليم كله في الفوضى قبل محاصرة الفوضى وحصرها على الارض العراقية .
السناريو يُعاد استنساخه من جديد وبنفس الادوات , تكليف من جامعة الدول العربية وكأن الضربة المحدودة بحاجة الى تكليف او ان الجامعة ودولها ستقوم بالرد على الغرب اذا ما اقدم على الضربة , ثم انشاء الطريق الدولي للمفتشين ولجان التحقيق لتوفير الوقت اللازم للتحضير للضربة الشاملة من خلال شراء الوقت بانتظار لجان التحقيق ومنح الاطراف المتحالفة مع سوريا لحظات استرخاء واحساس بأنها ليست مستهدفة وليست مقصودة , كذلك تمنح المؤيدين للنظام السوري فرصة لاستعراض العضلات والابتسام بالنصر بعد تراجع اوباما وظهوره بمظهر الرئيس المهزوز كما تفتقت عبقرية نائب وزير الخارجية السوري .
الربيع العربي نجح في تقطيع اوصال الامة العربية الشعبي , فثمة من يطالب ويقبل ويزغرد لوصول النيتو الى سوريا بعد ان اجرى تمرينا ناجحا في ليبيا وهناك من يَعتب على امريكا حديثها عن ضربة محدودة بل يريدها قاسمة , وهناك من يتبرع بقواعده وحدوده لتتشرف بالبسطار الامريكي دون اية مظاهرة ضخمة على غرار ما حدث مع العراق في عواصم الغرب الاوروبي .
الضربة على سوريا قادمة والشواهد الدقيقة تتحدث عن تدمير لسوريا وحلفها الايراني اللبناني وليس تدمير سوريا فقط وعلى الجميع ان يُراجع ما كُتب عن الفوضى الخلاقة التي نجح الربيع العربي في انهاء فصلها الاول وان يترقب دخولا اسرائيليا مباشرا الى بلاد الشام التي تمت محاصرتها بالكامل بعد سقوط العراق من البحر واسرائيل , والكف عن الحديث الباسم وانتظار النصر الذي لا نملك شرطا بسيطا من شروطه .
الجامعة حسمت امرها وليتها تتحول الى جامعة اكاديمية كي نستفيد من ابنيتها على الاقل , وعلى الشعوب ان تتحرك حماية لارواحها بسرعة وبكثافة فتدمير سوريا هو مقدمة العودة الى زمن التتار ولكن بصيغة حداثية ودون مكتبة بغداد بعد ان أحرقنا بأيدينا كل كتب العروبة وانتجنا ثقافة بلغة الشات .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة