الأحد 2024-12-15 12:34 م
 

شجون داخليّة

05:45 م

مرّ عامٌ أيتها النار..أيتها الوردُ..أيتها الدربُ المليئةُ بالعرق و العطر..! عامٌ إذا ما لململته تحوّلتُ فيه إلى (حمّارة قيظ) ؛ أستريحُ ولا أستريح..أحاربُ الكون و الكونُ لا ينظرُ حتّى إليّ..أمارسُ (دونكيشويتي) وأنا لا أرى حتى طواحين الهواء ..! لكنها النارُ ..أنت حين تمرّين ببردي ..وأنت حين تشعلين قشّي كي لا أظلَّ على يباسٍ هشٍّ..!اضافة اعلان


لا يسعُ الفقراءُ الحبَّ ؛ ولا يسعُ الحبُّ الفقراء ..وكأنّ اللهاثَ الدائرَ فيهما ما هو إلاّ خداعٌ كي تستمر الأحلام و كي ينصب كلّ منهما فخّاً للآخر ..يقعان فيه معاً و يخرجان من الفخّ معاً ..و يمشيان إلى الفراق معاً..!

كانت سنةً مختلفة ..تفاصيل لم تمرّ على ناموسيتي التي لم تكن كحليّة في يومٍ من الأيّام ..وأصلاً لم يكن عندي ناموسية في يومٍ من الأيام أيضاً ..! طوال العام المنصرم وأنا أحاول أن أفقه ما الذي حدث..هل البلاد العربيّة التي تسكنني؛ لا أجد فيها مسكناً يليق بفكرتي معك ..؟ وهل الصومال مثلاً هي التي ستكون حلمي و مربط خيلي الأخير ..!

ضحكنا و بكينا..وتتلمذتُ على يديك وأنا استاذك في كثير من الأشياء..وكنتِ مُدني وقُراي حين النوم .. وكنتِ عصبيتي الزائدة وكنتُ غضبك الجميل ..كنتُ وكنتِ وكنّا ..فشلنا ألف مرّة و نجحنا ألف مرّة ..ولك أن تتذكري أن الفشل في أوطاننا انتصار..!

أقفُ أمام المرآةِ ..أعاتب الشيبَ الجليل..وامرّ بيدي عليه شعرةً شعرة ..و أقول بفم فقيرٍ لا يريد إلا السترَ وسط العراء المزدحم :

في مثل هذه الأيام كانت الحكايةُ ..نديّةً طريّةً..ما التفتُ يميناً إلا ووجدتُ عينيك تحيطان بي و ترمقاني بسحر الوصال..وما التفتُ شمالاً إلاّ و رشّت عليّ هبوب الريح رذاذ عطرك فأغمضُ عينيّ و أسحبُ نَفساً وراء نفس..كي لا افيق من جلالة الخيال..!

قبل عام ؛ كنتُ الهاربَ من الأمكنة ..والآن فإني الهاربُ من الزمان..!

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة