الأحد 2024-12-15 07:51 ص
 

صحفيو ليبيا .. قيود بالجملة والفاعل مجهول

02:33 م

الوكيل - رغم الانفتاح الملحوظ الذي شهدته الساحة الإعلامية في ليبيا بعد سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، إلا أن الانتهاكات ضد الصحفيين من اعتقال وضرب واقتحام مؤسسات وتهديدات بالقتل لم تتوقف. وهي حالات لم يكشف عن فاعليها حتى الآن لتقيد في الغالب ضد 'مجهول'.اضافة اعلان


وتوسعت رقعة هذه الانتهاكات الأسبوع الماضي، حين قتل ثلاثة مسلحين مقدم البرامج في تلفزيون ليبيا الحرة عز الدين قوصاد (27 عاما)، بينما كان يهم بالخروج من مستشفى في بنغازي شرق ليبيا، حيث يعمل أخصائيا في التحاليل الطبية.

وقال لؤي قوصاد، شقيق عز الدين -وهو فلسطيني الأصل- إن أخيه المغدور 'تلقى تهديدات عدة عبر هاتفه المحمول على مدار الأشهر القليلة الماضية، إلا أن هذه التهديدات تكثفت قبل مقتله بأسابيع، ووصلت حد التهديد الشخصي المباشر'.

وأضاف قوصاد في تصريح لموقع 'سكاي نيوز عربية'، أن آخر التهديدات كانت قبل مقتل شقيقه بيومين، حين اعترضه شخصان أمام المستشفى التي يعمل فيها، وقال له أحدهم: 'أنت شاب فلسطيني، ولا تتدخل في شأن الشباب الليبي'.

وأوضح قوصاد أنه 'لم يكن هناك توجه سياسي لأخي عز الدين، وليس له عداوات مع أحد على الإطلاق، كما أن البرنامج الذي يقدمه (في قناة ليبيا الحرة) يركز على التنمية البشرية، ولا يتطرق للمسائل السياسية'.

ويرجح قوصاد أن يكون اغتيال أخيه جاء على خلفية خُطبه أيام الجُمع في أحد المساجد شرق ليبيا. ويقول مقربون منه إن خطبه التي تحدث فيها عن التدهور الأمني في بنغازي، ربما تكون وراء مقتله.

وأول اغتيال لصحفي في ليبيا كان في 19 مارس 2011، حين قتل الصحفي محمد نبوس، الذي أنشأ أول قناة فضائية للبث الحي من داخل ليبيا لنقل وقائع الثورة.

وقتل خمسة صحفيين أجانب في ليبيا عام 2011، ولم يشهد عام 2012 مقتل أي صحفي في هذا البلد، وتعد حادثة مقتل قوصاد الأولى عام 2013، وفق تقارير منظمة 'مراسلون بلا حدود'.

بدوره قال مدير إدارة الشؤون المساندة في قناة ليبيا الحرة صالح الجماعي، إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا في حادثة مقتل قوصاد، وأضاف 'مازلنا ننتظر نتائج التحقيق'.

ورفض الجماعي في تصريح لموقع 'سكاي نيوز عربية'، توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة بعينها عن مقتل قوصاد، إلى حين اكتمال التحقيق. ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تعرض لها صحفيون ومؤسسات صحفية ليبية على مدار الأشهر القليلة الماضية.

ففي شهر مايو الماضي تم اعتقال ثلاثة صحفيين ليبيين على الأقل، وصحفي أميركي على أيدي مجموعات مسلحة. وتقول منظمة 'مراسلون بلا حدود' إن العديد من الإعلاميين الليبيين تعرضوا بشكل متكرر، خلال الأشهر الأخيرة، لاعتداءات وتهديدات واختطاف من بعض الميلشيات، بسبب التدهور الأمني في البلد.

وتقول لجنة حماية الصحافيين الدولية إن الصحفيين في ليبيا مازالوا يواجهون 'اعتداءات معظمها من الميليشيات المحلية وجماعات مسلحة أخرى'، رغم الازدهار الذي شهدته الصحافة فترة الانتقال السياسي التي تبعت الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.

ففي مارس الماضي استقال رئيس تحرير صحيفة أخبار أجدابيا المستقلة منصور عاطي، تحت ضغط التهديدات، إثر نشر الصحيفة قصيدة اعتبرها البعض 'كفرا'.

وفي الشهر نفسه، هاجمت مجموعة مسلحة مكاتب تلفزيون العاصمة، وهي قناة خاصة مقربة من التيار الليبرالي، ومقرها في طرابلس، حيث تم اختطاف ثمانية أشخاص، من بينهم مالك القناة.

وقالت الصحفية الليبية انتصار البرعصي، إن أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين في ليبيا هي 'انتشار السلاح الذي يحد من التطرق لكل المواضيع بحرية ودون خوف'، مشيرة إلى 'بعض الجهات النافذة التي تسعى إلى إسكات المؤسسات الإعلامية وثنيها عن تغطية أخبار بعينها'.

وأضافت البرعصي في تصريح لموقع 'سكاي نيوز عربية' أنه ومع تنامي سلسلة الاغتيالات التي استهدفت عسكريين ليبيين مؤخرا، 'برزت قائمة تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء عدد من الإعلاميين والصحفيين المستهدفين بالتصفية'.

وتختم البرعصي بالقول: 'إن المشهد الإعلامي الليبي ينقصه التوازن، حيث إن أكبر المؤسسات الإعلامية والصحفية تابعة لتيارات سياسية وتنقل القضايا وتطرحها بشكل غير متوازن ومنقوص، والإعلام العمومي لا يزال يتلبس النمط الرسمي'.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة