الوكيل - تناولت وكالة الأنباء الألمانية، الخميس، الأحداث في سورية التي قتل خلالها أكثر من (70) ألفا، وتداعياتها على المملكة الاردنية الهاشمية، مشيرة الى أن سكان القرى الشمالية بدأوا يستعدون للحرب.
وتاليا نص التقرير :
لا يسمح المواطن الأردني محمد سرحان لضيوفه بعد حلول ظلام المساء ولو بتعاطي سيجارة.
غطى الظلام الدامس منزل سرحان في قرية 'سما سرحان' شمال الأردن لأن أصحابه يحرصون دائما في المساء على إطفاء أنواره وعدم تشغيل جهاز التلفاز وعدم إشعال سجائر: 'فعندما تضيء الأنوار، يقترب القصف'، حسبما أوضح سرحان /52 عاما/ سياسة الإظلام التي يتبعها، وذلك بعد أن انطلق صوت آذان الصلاة من مئذنة مسجد القرية.
جلس سرحان أمام بيته المكون من طابق واحد يراقب النيران التي تطلق على قرية نسيب على الجانب الآخر من الحدود مع سورية ويقول 'اقترب طرفا القتال منا كثيرا'.
وقتل ما لا يقل عن 70 ألف شخص في المعارك منذ اندلاع الثورة في آذار/مارس عام 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
ولكن عواقب الحرب الأهلية في سورية على حياة عشرات الآلاف من الأردنيين تتزايد، خاصة على أولئك الذين يعيشون شمالي المملكة، على الحدود التي تمتد بطول 370 كيلومترا.
فهناك قذائف وطلقات تصل بطريق الخطأ للقرى الحدودية في الأردن بالإضافة إلى ما يقرب من 500 ألف لاجئ سوري وجدوا ملاذا في المملكة ويحتاجون للعون والرعاية.
وقد زادت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها قوات النظام السوري على ثوار في المناطق الحدودية مع الأردن من تفاقم الوضع هناك حيث سقطت أكثر من 50 قذيفة من سورية داخل الاراضي الاردنية خلال الأسبوع الأخير من نيسان/أبريل وحده، حسبما ذكر سكان من هذه المناطق.
وقال السكان إن مساحات كبيرة من المراعي احترقت جراء ذلك وإن المدارس أغلقت في الكثير من المناطق الحدودية.
ويعتقد كثير من الأردنيين أنه لم يعد من المستبعد اندلاع حرب بين الأردن وسورية حتى وإن حرصت حكومة المملكة على طمأنة مواطنيها.
ومن السهل ملاحظة عواقب الصراع في سورية على قرية ساحل حوران الأردنية أعلى نهر اليرموك الموجودة على بعد نحو عشرة كيلومترات من معقل تل شهاب الخاص بالثوار السوريين.
وفر عشرات الأردنيين بالفعل من بيوتهم الريفية في هذه القرية، وبينهم محمد السعد الذي حل مع أسرته المكونة من خمسة أفراد ضيفا على أخيه في مدينة الرمثا وذلك بعد أن سمع دوي الانفجارات أسبوعيا ثم يوميا ثم كل يومين 'ثم بدا الأمر وكأننا نتعرض لزلزال كل خمس دقائق'، حسبما أوضح السعد/35 عاما/.
وأصبح كثير من الأردنيين منذ وقت قصير يخشون الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري وذلك بعد أن أصبحوا لا يستبعدون شيئا على حكومة دمشق.
وأصبح البعض يتكسب من وراء هذه الظروف الصعبة حيث باع محمد حمد، صاحب محل في مدينة الطرة الحدودية، 30 قناعا واقيا خلال الأسبوع الماضي وحده.
وعن ذلك قال حمد /64 عاما/ أثناء تفريغه شحنة جديدة من هذه الأقنعة:'نسأل الله السلامة ولكننا نتوقع الأسوأ..'.
يستعد جميع سكان المنطقة الشمالية في الأردن للتعرض لأي توغل سوري محتمل في الأراضي الأردنية وهو ما جعل الكثيرين يشترون أسلحة وذخيرة، كما تأسست في القرى لجان شعبية للدفاع عن النفس.
وهذا هو المواطن الأردني عمر سعيد يستعرض بندقيته نصف الآلية ولديه رسالة يريد إيصالها:'نريد أن نبعث رسالة للجميع، أي بشار والجيش السوري الحر وروسيا والصين وأمريكا، مفادها: نحن الأردنيين سندافع عن أرضنا حتى آخر قطرة دم'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو